سيدي الرئيس – بتول الحياري – الأردن
العالم الآن – سيدي الرئيس…دولة عمر الرزاز المحترم…
تحية طيبة و بعد….
بعد أن استمعت إلى خطابكم للشعب بخصوص خطتكم المستقبلية للعامين المقبلين و كوني مواطنة أردنية لا تحمل أي لقب حكومي أو منصب في هذا البلد غير هوية الأحوال المدنية و الجواز الأردني و بطاقة بنكية قاربت على الإنتهاء لا يؤخذ برأيها في هذا المجتمع عن أي فئة كانت…. أرى أن أعلق عليه بالتالي….
كلامكم كلام رائع و هو حلم كل مواطن أردني… لكني أرى استحالة تطبيقه…. ليس من باب التشاؤم…. لكن من باب المنطق الذي يفرض نفسه في الوضع الراهن بناء على جميع المعطيات….
دولتك تتحدث عن دولة يسودها القانون خلال عامين على كافة الأصعدة و نحن في الواقع نسبح في بحر من الظلم و القهر و الكذب و الواسطة و المحسوبية و الفساد المتفشي في كافة القطاعات بدءا من عندك و حتى القاع….
تحدثت عن تنشيط كافة القطاعات من الزراعة و الصناعة و حتى السياحة و غيرها…. و أنت في الواقع الرائد في تطبيق قانون الضريبة الجديد الذي سيسحق كافة هذه القطاعات أكثر من سابقها خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة و عدم قدرة أي منتج منافسة سعر المستورد بعد رفع ضريبة المبيعات عليه….
تحدثت عن تشغيل عدد كبير من العاطلين عن العمل بمشاريع جديدة لا أدري ما هي الفئة من الشباب المتعلم الحامل لكافة الشهادات التي ستشملها و كيف ستكون الية التوظيف فيها بعيدا عن الواسطة و المحسوبية و الفساد الإداري….
تحدثت عن قطاع خدماتي متطور بدءا من التعليم و حتى الصحة و النقل… و هي معاناة الشعب اليومية التي لا تستطيع لا أنت و لا غيرك حل مشكلتها الا بتفكيك لوبيات الفساد أولا….
سيدي الرئيس….
أنصحك أن تبدأ أولا من اختيار وزرائك بالشكل المناسب بدءا من الناطق الإعلامي و حتى أخر وزير…. و من ثم إصلاح قانون الإنتخاب الفاشل الذي يرغمني و يرغم غيري على انتخاب من لا يمثلنا…. فقط يمثل انتماءنا لعشيرة ما أو منطقة معينة…. يحصر تفكيرنا بحيث لا ننتخب من يمثل ايدولوجياتنا و تفكيرنا بغض النظر عن الدائرة الإنتخابية….ثم سحب قانوني الضريبة و الجرائم الإلكترونية اللذان ابتدعتماهما لتكميم كل من يجرؤ على قول الحق…. بعد ذالك يمكنك الإنتقال إلى محاربة الفساد في كل زاوية من زوايا حياتنا…. فهي المعضلة التي تحول دون تطوير أي أداء في الدولة و الحكومة….
و أخيرا هنا نستطيع أن نطلب زيادة في الأجور و تحسين المعيشة للمواطن الذي أصبح حوالي ال ٨٥ بالمائة منه أحوج للزكاة من الضرائب….
وأختم قولي هذا بالدعاء لكم و لنا بالصلاح و راحة البال و استعادة حلم الأمن و الأمان في هذا البلد الصامد حتى الآن….
أشكرك على سعة صدرك و تفهم كل كلمة مذكورة أعلاه…
بغض النظر قرأتها أم لم تقرأها….
شكرا سيدي الرئيس…….. بتول محمود الحياري……