البحرين تجري انتخابات برلمانية في ظل حظر جماعات المعارضة

0 431

العالم الآن – أدلى مواطنو البحرين بأصواتهم يوم السبت في انتخابات برلمانية حُرمت جماعات المعارضة من المشاركة فيها وسط حملة على المعارضة في المملكة المتحالفة مع الغرب

ودعا نشطاء إلى مقاطعة الانتخابات وقالوا إنها ”مسرحية“. وتقول الحكومة إن الانتخابات ديمقراطية.

وأحكمت عائلة آل خليفة السنية الحاكمة في البحرين السيطرة على المعارضة منذ أن قامت المعارضة الشيعية بانتفاضة فاشلة عام 2011. وأرسلت السعودية قوات للمساعدة في سحق الاضطرابات في مؤشر على القلق من أن يلهم أي تنازل تقدمه البحرين لتقاسم السلطة الأقلية الشيعية في السعودية.

وتعتبر السعودية أن البحرين المجاورة لها والمكونة من عدة جزر ولا تمتلك ثروة نفطية هائلة مثل دول الخليج الأخرى حليفة مهمة في حروبها بالوكالة مع إيران في الشرق الأوسط.

وحلت البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، جماعات المعارضة الرئيسية ومنعت أعضاءها من خوض الانتخابات وحاكمت عشرات الأشخاص، وصفتهم جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بالنشطاء، في محاكمات جماعية.

وقال سيد أحمد الوداعي، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية ومقره في بريطانيا، إن من الواضح أن هيئات تشريعية من الدول الديمقراطية الرائدة في العالم تعتقد أن الانتخابات في البحرين تفتقر إلى الشرعية إذ لا يمكنك ببساطة أن ”تسحق وتعذب وتسجن“ المعارضة بأكملها وتدعو إلى ”انتخابات زائفة“ ثم تطالب باحترام المجتمع الدولي.

وقالت الحكومة إن 506 مرشحين يخوضون الانتخابات، من بينهم 137 يتنافسون على مقاعد المجالس البلدية، مع مشاركة أكبر عدد من المرشحات. وتتوقع نسبة إقبال أكبر على التصويت مقارنة بعام 2014 حينما بلغت النسبة 53 في المئة عندما قاطعت جماعات المعارضة الانتخابات.

وقالت وكالة أنباء البحرين الرسمية إن التصويت بدأ الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش) ويستمر حتى الساعة الثامنة مساء (1700 بتوقيت جرينتش). ويصل عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت إلى نحو 365 ألفا وسيدلون بأصواتهم في 54 مركزا للاقتراع.

ويسعى 23 فقط من أصل 40 من أعضاء مجلس النواب إلى إعادة انتخابهم هذا العام في البرلمان الذي لا يتمتع سوى بسلطات محدودة.

ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى تجنب الشائعات والاعتماد على ”مصادر موثوقة“ في المعلومات.

وكتبت الوزارة في تغريدة على تويتر ”ما يتم تداوله من رسائل نصية تدعوك لعدم الذهاب لمركز الانتخاب بزعم أن اسمك محذوف أمر غير صحيح“.

واتهمت الوزارة بعد ذلك إيران بإرسال تلك الرسائل وقالت ”إيران مصدر 40 ألف رسالة الكترونية استهدفت التأثير سلبا على العملية الانتخابية“.

يقول كثير من الشيعة في البحرين إنهم محرومون من الوظائف والخدمات الحكومية ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في البلاد البالغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة.

وتنفي السلطات هذه الانتقادات وتتهم إيران بتشجيع الاضطرابات التي شهدت اشتباك المتظاهرين مع قوات الأمن التي استهدفتها عدة هجمات بالقنابل. وتنفي طهران هذه الاتهامات.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان إن المنامة تتقاعس في توفير الظروف اللازمة لإجراء انتخابات حرة عن طريق ”سجن أو إسكات الأشخاص الذين يتحدون العائلة الحاكمة“ فضلا عن حظر جميع أحزاب المعارضة.

وقال أحد قادة جماعة الوفاق المعارضة المنحلة إن صعود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان شجع سلطات البحرين في قمعها للمعارضة، الذي شمل تجريد عشرات النشطاء من جنسيتهم.

وأضاف علي الأسود، الذي يعيش في منفى اختياري في لندن وقد حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد، لرويترز إن السلطات ما كان لها أن تمضي في كل هذا القمع دون دعم قوي من الحكومة السعودية. وأضاف أن ولي العهد السعودي لا يستمع إلا للمتعنتين في العائلة الحاكمة في البحرين.

ويقول معارضو الحكومة إن مساحة التعبير السياسي أخذت في التقلص في الفترة التي سبقت الانتخابات. وقال نشطاء إن عددا من النشطاء بينهم نائب سابق اعتقلوا الأسبوع الماضي بسبب دعوتهم إلى مقاطعة الانتخابات على تويتر.

وقالت متحدثة حكومية إن السلطات لا تمنع أحدا من التعبير عن آرائه السياسية وإن البحرين تضم 16 جمعية سياسية وإن غالبيتها قدمت مرشحين للانتخابات المقبلة، مشيرة إلى أن الحكومة تدعم بشكل كامل الحوار السياسي المنفتح والشامل.

وتأمل بعض شخصيات المعارضة في أن يؤدي الاحتجاج على مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في قنصلية الرياض في اسطنبول الشهر الماضي إلى تقوية الأصوات الأكثر اعتدالا في المنطقة بمن فيهم أفراد العائلة الحاكمة في البحرين المستعدون للحوار مع المعارضة.” رويترز ”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد