دمشق وموسكو تتهمان المعارضة السورية بشن هجوم بالغاز في حلب
العالم الآن – أصيب أكثر من مئة شخص في هجوم يشتبه أنه بغاز سام في حلب السورية في وقت متأخر من مساء السبت وصفه مسؤول من قطاع الصحة بأنه الأول من نوعه في المدينة.
واتهمت الحكومة السورية وحليفتها روسيا المعارضة بشن الهجوم لكن مسؤولين بالمعارضة نفوا ذلك.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائراتها الحربية نفذت ضربات جوية ضد مسلحين تحملهم مسؤولية شن هجوم بغاز الكلور على مدينة حلب السورية.
وأضافت موسكو أنها ستتواصل مع تركيا التي تدعم بعض فصائل المعارضة وساعدت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في معقل المعارضة بمحافظة إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب في سوريا إن طائرات قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا يوم الأحد لأول مرة منذ أن اتفقت روسيا وتركيا على المنطقة منزوعة السلاح في سبتمبر أيلول الماضي
وأضاف المرصد أن القصف نشر رائحة نفاذة وتسبب في إصابة العشرات بمشكلات في التنفس مساء السبت في حلب التي تخضع لحكم الدولة.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) يوم الاحد أن 107 أشخاص أصيبوا في حلب بعد أن أصاب المعارضون ثلاث مناطق ”بقذائف تحتوي غازات سامة“.
وهذا هو أكبر عدد للضحايا في حلب منذ أن استعادت القوات الحكومية وحلفاؤها السيطرة على المدينة من المعارضة قبل قرابة عامين.
وقال زاهر بطل نقيب الأطباء في حلب لرويترز ”ليس من الممكن أن نعرف شو أنواع الغازات لكن شكينا بغاز الكلور وعالجنا على هذا الأساس بسبب الأعراض“.
وأضاف أن هذا هو أول هجوم بالغاز على المدنيين في المدينة منذ نشوب الصراع قبل أكثر من سبع سنوات.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن لكن روسيا قالت إنه جرى شنه من منطقة يسيطر عليها أعضاء سابقون في تنظيم القاعدة المتشدد في إدلب.
وقال قائد شرطة حلب عصام الشلي لوسائل إعلام حكومية ”إن المجموعات الإرهابية استهدفت مساء اليوم الأحياء السكنية في مدينة حلب بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة ما أدى إلى حدوث حالات اختناق بين المدنيين“.
وأضاف ”تم إسعافها إلى مشفيي الرازي والجامعة لتقديم العلاج اللازم لها نتيجة للمادة المخرشة التي استنشقوها جراء تلك القذائف ونتابع الإجراءات مع الطواقم الطبية في المشافي“.
وأظهرت صور ولقطات بثتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) المسعفين وهم يحملون المصابين على محفات ويساعدونهم بأقنعة الأكسجين.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن الجيش رد على مقاتلي المعارضة قرب المدينة لكن دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.
ونفى مسؤولون من المعارضة استخدام أسلحة كيماوية واتهموا حكومة بدمشق بمحاولة توريطهم.
وقال عبد السلام عبد الرزاق المتحدث باسم حركة نور الدين الزنكي المعارضة إن المعارضين لا يملكون أسلحة كيماوية وليس لديهم القدرة على إنتاجها.
وأضاف عبد الرزاق على تويتر يقول ”النظام المجرم وبتعليمات من روسيا يحاول اتهام الثوار باستخدام مواد سامة ضد مواقع في مدينة حلب وهذا محض كذب فالثوار لا يملكون سلاحا كيميائيا ولا مختبرات لتجهيزه ولا يمتلكون أغلب وسائط الاستخدام“.
واتهم أبو عمر المتحدث باسم فيلق الشام دمشق بمحاولة تلفيق هذه ”التمثيلية الخبيثة“ كذريعة لمهاجمة بلدات تسيطر عليها المعارضة.
وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن قصفا حكوميا في وقت سابق يوم السبت أسفر عن مقتل امرأتين وسبعة أطفال في بلدة في إدلب.
وأدى الاتفاق الروسي التركي في سبتمبر أيلول إلى تجنب هجوم متوقع من الجيش على إدلب والمناطق المحيطة بها بما فيها أجزاء من محافظتي حلب وحماة.
والقوة المهيمنة بين الفصائل التي تسيطر على إدلب هي هيئة تحرير الشام وهي تحالف لفصائل إسلامية يقوده مقاتلون كانوا في السابق على صلة بتنظيم القاعدة.
وأظهر تحقيق سابق للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الحكومة السورية استخدمت غاز الأعصاب السارين في هجوم في أبريل نيسان 2017 كما استخدمت غاز الكلور عدة مرات. كما حمل التحقيق مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية في استخدام غاز الخردل.
ونفت حكومة الرئيس بشار الأسد مرارا استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب.” رويترز ”