طقوس رمضانية – علي الشطرات – الأردن
تركيا
بمظاهر البهجة والفرح، يستقبل الأتراك شهر رمضان. ويعتمد المسلمون الحسابات الفلكية في ثبوت شهر رمضان، وقليل من الناس من يخرج لترصد الهلال. وتتولى هيئة الشؤون الدينية التركية الإعلان عن بدء هلال الشهر.
ومع بدء إعلان دخوله رسميًا تضاء مآذن عند صلاة المغرب، وتبقى كذلك حتى فجر اليوم التالي، ويستمر الأمر على هذا المنوال طيلة أيام الشهر الكريم.
وانتشار الدروس الدينية في المساجد وقراءة القرآن مظهر بارز، ويبتدئ وقتها مع صلاة العصر، وتستمر إلى قرب وقت المغرب.
وحينما يحين موعد أذان المغرب تطلق المدافع بعض الطلقات النارية، ثم يتبع ذلك الأذان.
وبعد تناول طعام الإفطار يُهرع الجميع مباشرة، صوب المساجد، بسبب الحماس لأداء صلاة التراويح الذي يُعد مظهرًا بارزًا من مظاهر الفرح والحفاوة بهذا الشهر الكريم.
ومن الأمور التي يحرص عليها الأتراك في هذا الشهر صلاة التسابيح وهم يؤدونها عادة في الأيام الأخيرة من رمضان، أو ليلة العيد.
والأتراك يولون عناية خاصة بليلة القدر، حيث يقرؤون فيها المدائح النبوية، إضافة إلى بعض الأناشيد الدينية.
ومن العادات المتبعة في هذا البلد المسلم خلال موسم رمضان إقامة معرض للكتاب، يبدأ نشاطه مع بداية الأسبوع الثاني من الشهر الكريم، ويفتح المعرض أبوابه كل يوم لاستقبال زواره بعد صلاة المغرب، ويستمر حتى وقت مـتأخر من الليل.
وتقيم الجمعيات الخيرية، بالاشتراك مع أهل الإحسان والموسرين كل يوم موائد الرحمن، وهي موائد مفتوحة، يحضرها الفقراء والمحتاجون وذوو الدخل المحدود، في الساحات والأماكن العامة.
أما ساعات العمل في الدوائر الرسمية، فلا يطرأ عليها أي تغير خلال هذا الشهر، حتى إن بعض الصائمين يدركهم وقت المغرب وهم في طريقهم إلى منازلهم بسبب طول فترة ساعات العمل؛ في حين أن قطاعات العمل الخاصة تقلل ساعات العمل اليومي مقدار ساعة.
والمطبخ التركي غني عن التعريف، وعادة ما يبدأ الناس هناك إفطارهم على التمر والزيتون والجبن، قبل أن يتناولوا وجباتهم الرئيسة. والناس في هذا الموقف فريقان: فريق يفطر على التمر وقليل من الطعام، ويذهب لأداء صلاة المغرب، ثم يعود ثانية لتناول طعامه الرئيس، وهؤلاء هم الأقل. والفريق الثاني يتناول طعامه كاملاً، ثم يقوم لأداء صلاة المغرب، بعد أن يكون قد أخذ حظه من الطعام والشراب.
والشوربة هي الطعام الأبرز حضورًا، والأهم وجودًا على مائدة الإفطار التركية، إضافة إلى بعض الأكلات التي يشتهر بها البيت التركي. ومن الأكلات الخاصة بهذا الشهر عند الأتراك الخبز الذي يسمى عندهم (بيدا) وتعني (الفطير)، وهذا النوع من الخبز يلقى إقبالاً منقطع النظير، حتى إن الناس يصطفون طوابير على الأفران قبل ساعات من الإفطار للحصول على هذا النوع من الخبز الذي يفتح الشهية للطعام، وينسي تعب الصوم.
وتعتبر الكنافة والقطايف والبقلاوة والجلاّش، من أشهر أنواع الحلوى التي يتناولونها.