حياة بلا حياة – حسان قطيشات – الأردن

0 607

العالم الآن – يوجد الكثير بيننا من الموتى .. يتحركون يأكلون ويشربون
يتحدثون يضحكون ويبكون لكنهم موتى …
موتى الضمير وموتى الإحساس …… يمارسون الحياة بلا حياة
بشر غير البشر لا نعرفهم .. بشر يعيشون معنا على هذه الأرض ..
ولكنهم غرباء عنا .. رغم هذا التباعد الذي لا يجمعه سوى تشبيه
الصور فإننا نتعامل معهم ونحفظ ملامحهم لنكتشف حقيقة أنهم
خارج كل المقارنات وأدنى من مستوى الكلمات ..
ليس من الضروري أن تلفظ أنفاسك ويتوقف قلبك عن النبض
ويتوقف جسدك عن الحركة كي يقال عنك أنك مت وفارقت الحياة
فالأموات الأحياء كثيرون جدااا ولم يعد المعنى الحقيقي للموت
هو الرحيل عن هذه الحياة هناك من يمارسون الموت بطرق
مختلفة ويعيشون كل تفاصيل الموت وهم ما زالوا على قيد
الحياة يموتون بلا موت ويحيون بلا حياة …
فلماذا نهتم بالروح ما دمنا قد ألغينا ذواتنا وإنسانيتنا ولم يعد
لدينا المقدرة لوضع حداً للمعاناة .. ولم يعد لدينا الجرأة كي
ننظر لمستقبلنا خوفاً من الثمن الباهض الذي سيدفع في
زمن متأرجح ومخيب للآمال .. لذلك لا نستطيع أن نخدع
الحياة حتى وإن عزلنا أنفسنا وإنفردنا بأنفسنا لا يمكننا
الهرب والتعالي على الجراح والألم ..
أيها الإنسان لقد تغيرت ملامحك كثيراً وأصبحت بدون ملامح
ذبت وتلاشيت تتلقى الأفعال وتعجز عن ردة الفعل ..
مجرد صورة صماء تتسم بالقسوة والصلابة التي تنسرب
إلى حياتك التي فقدت المعنى .. حياة يقهرها الصقيع بعد أن أغلقت
بيديك أبواب الحياة وسمحت للفشل أن يحاصرك من كل الجهات
يكبلك الإحساس بالإحباط فيخيل إليك أنه لم يعد فوق الأرض ما
يستحق البقاء في هذه الحياة ..
هل بالضرورة أن تلفظ أنفاسك وتغمض عينيك
ويتوقف قلبك عن النبض كي يقال عنك :
أنك فارقت الحياة ؟

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد