الذكرى الرابعة لتولي الملك سلمان الحكم والإنجازات المحققة تتجاوز هام السحاب

0 385

العالم الآن  ~ بسام العريان وافق يوم امس الإثنين مرور 4 أعوام (هجرية) على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم (3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م)، شهدت السعودية خلالها نهضة تنموية وإنجازات تاريخية على مختلف الأصعدة. وتحل الذكرى الرابعة لتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، بينما الإنجازات المحققة تتجاوز هام السحاب؛ فقبل 3 أيام فقط تم إطلاق قمرين صناعيين بتصميم وتنفيذ سعودي إلى الفضاء، ومساء أمس الأحد افتتح خادم الحرمين الشريفين مشروع تطوير حي الطريف المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو، ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، واليوم الإثنين يدشن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، مدينة الملك سلمان للطاقة “سبارك”، باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار (6 مليارات ريال)، وتتوالى الإنجازات على مدار الساعة. الملك سلمان يفتتح القمة الخليجية الـ39 بالرياض الملك سلمان يوجه بإطلاق سراح السجناء المعسرين في قضايا حقوقية بتبوك إنجازات في مختلف المجالات تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، كان من بينها إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في العام الأول من حكمه، والسماح للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة في تاريخ المملكة في العام الرابع. وتواصل السعودية مسيرة البناء والتطور عبر رؤية 2030، التي تم إطلاقها في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، مستهدفة تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد الوطني وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل. وعلى الصعيد الخارجي، واصلت السعودية التصدي لدور إيران، والوقوف إلى جانب الشرعية في اليمن، مع الحرص على تحقيق التكامل الخليجي، فيما شهدت العلاقات السعودية الإماراتية نقلة نوعية، تم مأسستها عبر مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي أعلن عنه في مايو/أيار 2016. كما حققت السعودية إنجازات بارزة في حربها ضد الإرهاب داخليا وخارجيا، تُوجت بتشكيل تحالف عسكري إسلامي من 41 دولة، بقيادتها، لمحاربة الإرهاب. وعقب توليه الحكم، أعاد الملك سلمان تشكيل مفاصل الدولة على مختلف الأصعدة؛ فقد أصدر أمرا ملكيا في 29 يناير/كانون الثاني 2015 تضمن إلغاء 12 لجنة ومجلسا، أبرزها مجلس الأمن الوطني، والمجلس الاقتصادي الأعلى، واستبدالهما بمجلسين يرتبطان تنظيميا بمجلس الوزراء هما “مجلس الشؤون السياسية والأمنية”، و”مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية”، ويترأسهما الأمير محمد بن سلمان. وأضحى المجلسان أهم مجلسين يقومان برسم سياسات المملكة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. جولات الخير وفي 10 مارس/آذار 2015، وفي أول كلمة متلفزة منذ توليه السلطة، وجّه الملك سلمان عدة رسائل لمواطني بلاده منها: “لا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى”، مشيرا إلى أن “أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات”. وشهدت الأيام تباعا تنفيذ ما وعد به العاهل السعودي؛ فلم يفوّت الملك سلمان فرصة إلا وأكد فيها أهمية الوحدة الوطنية والمساواة بين المواطنين، والعدالة بين المناطق في المشاريع التنموية. وقام العاهل السعودي بالعديد من الجولات في مختلف مناطق المملكة، من أبرزها جولة في مدن المنطقة الشرقية استمرت نحو أسبوع نهاية نوفمبر ومطلع ديسمبر/كانون الأول 2016، قام فيها بتدشين مشروعات سكنية وتعليمية وصحية وصناعية ومشروعات طاقة بعشرات المليارات من الدولارات. كما دشن الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الجولة عددا من المشروعات الصناعية، شرقي المملكة، بقيمة استثمارات إجمالية تفوق 216 مليار ريال (57.6 مليار دولار). وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي زار العاهل السعودي خمس مناطق هي: القصيم وحائل وتبوك والجوف والحدود الشمالية، في جولتين متتاليتين، دشّن وافتتح خلالهما عددا من المشروعات التنموية والتعدينية والصناعية، بلغت نحو 1318 مشروعا، بقيمة تجاوزت 141 مليار ريال، ومن أبرز هذه المشروعات مشروع “وعد الشمال”، الذي تقدر تكلفته الإجمالية بـ86 مليار ريال. إنجازات تاريخية المرأة السعودية حققت مكاسب عديدة في عهد الملك سلمان؛ ففي العام الأول لحكمه تم إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وقد توجت بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة. كما بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران الماضي، تنفيذا لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة “وفق الضوابط الشرعية”. وفي 14 فبراير/شباط الماضي تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، كما تمت إتاحة العديد من الوظائف للنساء كانت حكرا على الرجال. وعلى الصعيد الثقافي، شهدت المملكة في 18 أبريل/نيسان الماضي افتتاح أول دار عرض سينمائية في المملكة، بعد حظر للسينما استمر أكثر من 35 عاما. رؤية 2030 وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلنت السعودية في 25 أبريل/نيسان 2016، عن رؤية اقتصادية لعام 2030، تهدف إلى خفض اعتمادها على النفط وتنويع مصادر الدخل. وفي 6 يونيو/حزيران 2016، وافق مجلس الوزراء على برنامج التحول الوطني 2020، وهو أحد برامج “رؤية المملكة العربية السعودية 2030”. ومن أبرز ما تضمنته خطة التحول الوطني في السعودية توفير 450 ألف فرصة عمل للسعوديين، وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65%، بما يوفر 40% من الإنفاق الحكومي. وفي إطار تلك الرؤية، تم إطلاق عدد من المشروعات الضخمة من أبرزها مشروع “نيوم” أعلنه ولي العهد السعودي في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017، ويقام على أراضٍ من السعودية والأردن ومصر، باستثمارات إجمالية تقدر بـ500 مليار دولار. كما أطلق ولي العهد السعودي نهاية يوليو 2017 مشروع البحر الأحمر، وجهة سياحية عالمية، ضمن “رؤية المملكة 2030”. ويتضمن المشروع إقامة منتجعات سياحية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، والممتدة على ساحل يتجاوز طوله 200 كيلومتر في البحر الأحمر. يوم الإثنين دشن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، مدينة الملك سلمان للطاقة “سبارك”، باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار (6 مليارات ريال). الحرب على الإرهاب وعلى صعيد الحرب على الإرهاب، حققت المملكة إنجازات بارزة في حربها ضد الإرهاب داخليا وخارجيا، بتوجيهات من العاهل السعودي، من أبرز نماذج هذا النجاح إحباط هجمات إرهابية، كان تنفيذ إحداها كفيلا بإحداث كارثة، ومن أبرزها إحباط هجوم انتحاري، في 4 يوليو/تموز 2016، كان يستهدف المسجد النبوي. وكما أحبطت السلطات السعودية مخططا لتفجير ملعب “الجوهرة” (غرب)، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016، وإحباط “محاولة انتحارية” كانت تستهدف السفارة الأمريكية بالرياض، في مارس/آذار 2015، فضلا عن إحباط هجمات كانت تستهدف رجال أمن ومنشآت حيوية، وتفكيك خلايا وتنظيمات إرهابية، بجانب إحباط “هجمات إلكترونية منظمة على جهات حكومية ومنشآت حيوية”. وأعلنت المملكة في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2015، تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 41 دولة، بقيادتها، لمحاربة الإرهاب. واستطاعت السعودية أيضا أن توحد الصفوف العربية والإسلامية لمواجهة المد الإيراني في المنطقة، ودورها في دعم الإرهاب. السياسة الخارجية وعلى صعيد السياسة الخارجية، وضع العاهل السعودي عقب توليه الحكم، نصب عينيه تحقيق عدد من الأهداف والإنجازات ضمن الدوائر الأربع التي تمثل أولويات سياسة المملكة الخارجية، وهي الدائرة الخليجية ثم العربية ثم الإسلامية ثم الدولية. ونشطت السياسة الخارجية للمملكة، ضمن تلك الدوائر، لتعزيز العلاقات مع دول الخليج، ودعم العلاقات مع الدول العربية والإسلامية بما يخدم المصالح المشتركة ولعب دور فاعل في إطار المنظمات الإسلامية والدولية. وركز الملك على تدعيم أواصر البيت الخليجي كأولوية، فقد أعلن قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التي استضافتها الرياض يوم 10 ديسمبر 2015، تبني رؤية شاملة تقدم بها الملك سلمان للتكامل الخليجي. ومع ختام العام الرابع لتوليه الحكم، استضافت المملكة يوم الاحد القمة الخليجية الـ39، وأبدى قادة دول الخليج في البيان الختامي ارتياحهم لما تم إحرازه من تقدم في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـ36 في ديسمبر 2015. وكلّف المجلس الهيئات والمجالس واللجان الوزارية والفنية، والأمانة العامة وجميع أجهزة المجلس، بمضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى من خطوات، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية في إطار مجلس التعاون، والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة للمجلس تحفظ مصالحه ومكتسباته وتجنّبه الصراعات الإقليمية والدولية، وتلبي تطلعات مواطنيه وطموحاتهم. وشدد البيان الختامي على حرص قادة دول الخليج “على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه”.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد