اتفاق بمحادثات اليمن على فتح مطار صنعاء واستئناف صادرات النفط والغاز
العالم الآن – قالت مصادر إن طرفي الحرب في اليمن اتفقا يوم الأربعاء على إعادة فتح مطار العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون واستئناف صادرات النفط والغاز، بينما تضغط دول غربية على الطرفين للقبول بإجراءات لبناء الثقة قبل إنهاء محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في السويد.
ولا تزال حركة الحوثي المدعومة من إيران وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية تبحثان اقتراحا من الأمم المتحدة بشأن مدينة الحديدة الساحلية المتنازع عليها والتي تضم ميناء يمثل شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يواجهون المجاعة.
وقال معين عبد الملك رئيس الوزراء اليمني للصحفيين في مقر الحكومة بميناء عدن بجنوب البلاد إن الوقت ربما لن يكفي للتوصل إلى اتفاق كامل بشأن الحديدة إذ أن المحادثات، وهي الأولى منذ ما يزيد على عامين، ستنتهي يوم الخميس.
وأضاف أن ضيق الوقت لن يسمح بمناقشة كل النقاط خلال هذه الجولة، مشيرا إلى أهمية بناء الثقة قبل الدخول في تفاصيل ملف الحديدة.
ومن المقرر أن يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المحادثات الختامية في السويد دعما لجهود مبعوثه للسلام في اليمن لبدء عملية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إن جوتيريش اتصل هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمناقشة ”مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية، والجهود المبذولة بشأنها“.
ويسيطر الحوثيون على أغلب المراكز السكانية في اليمن بما فيها العاصمة صنعاء التي أخرجوا حكومة هادي منها عام 2014.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة للصحفيين يوم الأربعاء إن طرفي الصراع تسلما ”حزمة نهائية“ من الاتفاقات بشأن وضع الحديدة ومطار صنعاء وإطار عمل سياسي إلى جانب دعم الاقتصاد. وأضافت ”نتمنى أن نتلقى ردودا إيجابية“.
وقال عبد المجيد الحنش عضو وفد الحوثيين إن الرحلات الدولية من وإلى صنعاء ستتوقف في عدن وفي مطار سيئون بالجنوب وإن الأمم المتحدة ستشرف على إجراءات السلامة.
وفي إطار إجراءات بناء الثقة، وافق الطرفان على استئناف صادرات النفط والغاز للمساعدة في دعم خزائن البنك المركزي. وقال ممثلون عن الوفدين لرويترز إن الإيرادات ستستخدم لسداد الأجور في المناطق التي يسيطر عليها الطرفان.
ويسيطر التحالف العسكري بقيادة السعودية، الذي تدخل في الحرب عام 2015 لإعادة حكومة هادي للسلطة، على المجال الجوي.
وتعرض التحالف لتدقيق متزايد من حلفاء غربيين، بعضهم يمدونه بالسلاح ومعلومات المخابرات، بسبب الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرويترز يوم الثلاثاء إنه قد يلتزم بتشريع يبحثه مجلس الشيوخ لإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف بقيادة السعودية بعد حالة الغضب التي أثارها قتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقال ترامب ”أكره ما يحدث في اليمن. لكن الأمر يتطلب جهدا من الطرفين. أريد أن أرى إيران تنسحب من اليمن أيضا.. وأعتقد أنها ستفعل“.
ويُنظر إلى الصراع اليمني على أنه حرب بالوكالة في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران اللتين رحبتا بجهود السلام.
وردا على سؤال بشأن المداولات الجارية داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، قال رئيس الوزراء اليمني إن استقرار اليمن مهم للأمن الإقليمي، مضيفا أنه لا يمكن أن تتغاضى الولايات المتحدة عما تفعله إيران في اليمن.
ويحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن جريفيث تجنب هجوم شامل على الحديدة التي احتشدت قوات التحالف على مشارفها ويطلب من الجانبين الانسحاب من المدينة.
ويشمل اقتراح جريفيث تشكيل هيئة انتقالية لإدارة المدينة والميناء ونشر مراقبين دوليين.
ويتفق الجانبان على أن يكون للأمم المتحدة دور في الميناء، وهو نقطة دخول معظم واردات اليمن التجارية والمساعدات الحيوية، لكنهما يختلفان بشأن من يسيطر على المدينة. ويريد الحوثيون أن تصبح الحديدة منطقة محايدة في حين ترى حكومة هادي أن المدينة ينبغي أن تكون تحت سيطرتها باعتبار ذلك شأنا من شؤون السيادة.
وقال دبلوماسي طالبا عدم ذكر اسمه ”الشيطان يكمن في التفاصيل.. إلى أي مدى سيكون الانسحاب (من الحديدة)، التسلسل، من يحكم ويوفر الخدمات“.
وما زال يتعين على الجانبين الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية برغم الاتفاق على مبادلة أسرى قد يصل عددهم إلى 15 ألفا.
وتظاهرت مجموعة صغيرة من اليمنيين خارج مقر المحادثات في ريمبو شمالي ستوكهولم ولوحوا بأعلام اليمن الجنوبي السابق في تأييد لحركة انفصالية تحارب في صف التحالف بينما تحاول تقويض حكومة هادي في الجنوب. ” رويترز ”