زيارة عمر البشير لسوريا تُواجه بصمت وتجاهل رسمي إقليمي
العالم الآن – قوبلت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير المفاجئة لسوريا ولقاؤه بالرئيس بشارالأسد بصمت وتجاهل رسمي إقليمي ومن جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا فيها.
ولم يصدر أي تعليق من مسؤول رسمي في دول الجوار على الزيارة التي حظيت باهتمام وتعليقات متباينة في وسائل التواصل الاجتماعي ووصفتها مصادر رسمية سورية بأنها مقدمة لعودة الاتصالات العربية بالعاصمة السورية.
وقد عاد الرئيس السوداني إلى الخرطوم بعد هذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا واستمرت بضع ساعات.
وبات البشير أول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع حركة الاحتجاجات الواسعة فيها وتحولها إلى حرب أهلية قبل سنوات.
وقال بيان صادر عن الرئاسة السودانية إن الرئيسين السوداني والسوري “أكدا على أن الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وعلى الجانب السوري قال بيان صدر عن الرئاسة السورية إن البشير أوضح “أن سورية هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية”.
وأضاف البيان السوري أن البشير أعرب “عن أمله في أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية” مشددا على “وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا”.
وظلت الخرطوم تقول إنها تقف على الحياد في القضية السورية وإنها تتطلع إلى حل الأزمة عبر الحوار السلمي.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا فيها في أواخر عام 2011 في أعقاب أشهر من حملة قمع واسعة طالت مظاهرات الاحتجاج الواسعة المضادة للنظام في سوريا وحركات المعارضة التي حظيت بدعم من الدول الخليجية.
ويرجع تاريخ آخر زيارة للرئيس السوداني إلى سوريا إلى عام 2008 لحضور مؤتمر القمة العربية الذي استضافته دمشق حينذاك.
وقد أودت الحرب الدائرة في سوريا بحياة أكثر من 360 ألف شخص، كما تسببت بنزوح ملايين منذ عام 2011.
وقد تطورت حركة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد إلى صراع معقد تدخلت فيه قوى دولية وجماعات إسلامية مسلحة من أمثال تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق البشير متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب وعمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
بيد أن الرئيس السوداني سافر إلى عدد من البلدان الإفريقية والعربية من بينها الأردن، التي حضر فيها العام الماضي مؤتمر القمة العربي السنوي، ولم يعتقل في أي منها.
ويقول مراسل بي بي سي في دمشق إن عدة مصادر أشارت إلى قرب فتح سفارة دولة الإمارات العربية مجددا في العاصمة السورية.
وكانت وسائل إعلام سورية رسمية نقلت عن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، إشارته إلى ترحيب سوريا بأي خطوة من أجل أن تعيد كل الدول العربية التي أغلقت سفاراتها بدمشق العمل على الأراضي السورية.
بيد أن مقداد أوضح أن “قرار إعادة هذه السفارات يخص الدول المعنية ذات السيادة وهي التي تعلن وتذيع الخبر”.
وأغلق عدد من الدول العربية سفاراته في دمشق، بيد أن دولا عربية أخرى احتفظت بتمثيلها الدبلوماسي فيها كما هي الحال مع مصر والسودان والجزائر والعراق ولبنان وسلطنة عمان.” BBC “