تعليق الدراسة بالخرطوم “لأجل غير مسمى” والشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين
العالم الآن – أطلقت الشرطة السودانية الجمعة الغاز المسيل للدموع على عشرات المتظاهرين في أم درمان وشمال كردفان وعطبرة، حسبما نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان.
وقالت رويترز إن مظاهرات صغيرة أخرى في اليوم الثالث للاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز والوقود حدثت في سبع ضواح على الأقل بالعاصمة الخرطوم بعد صلاة الجمعة لكنها تفرقت سريعا.
في غضون ذلك، أعلنت السلطات في ولاية الخرطوم تعليق الدراسة لمرحلتي الأساسي والثانوي لأجل غير مسمى.
وقال تلفزيون الولاية الحكومي إن التعليق يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل.
وبدأت المظاهرات الأربعاء في مدينة عطبرة، التي أعلنت فيها حالة الطوارئ بعد ذلك.
كما أعلنت السلطات في ولاية القضارف حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال من السادسة مساءا وحتى السادسة صباحا.
وكانت الشرطة السودانية فرقت محتجين نظموا مسيرات في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى الخميس
من جانبها، قالت الحكومة السودانية إن المظاهرات السلمية خرجت عن مسارها بفعل من وصفوا بـ”المندسين”.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة بشارة جمعة في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء إن “المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة”.
وأضاف أن قوات الشرطة والأمن تعاملت بصورة حضارية مع المحتجين دون اعتراضهم.
وقتل ثمانية أشخاص، على الأقل، وأصيب العشرات خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد على ارتفاع أسعار الخبز والوقود.
وحذر بيان الحكومة من أنها لن تتهاون مع أي محاولات للتخريب والفوضى.
وقال إنها اتخذت قرارا بتثبيت سعر الخبز بجنيه واحد مع الاستمرار في دعم الخبز والوقود، مشيرة الى أن الحكومة تبذل الجهود لتوفير السلع وحل مشكلة شُح السيولة النقدية.
وعاد زعيم المعارضة البارز الصادق المهدي إلى السودان يوم الأربعاء بعد أن أمضى نحو عام في الخارج، ودعا إلى انتقال ديمقراطي للسلطة أمام آلاف من مؤيديه الذين كانوا في استقباله.
بدأت المظاهرات في مدينة عطبرة الأربعاء ثم انتشرت إلى القضارف، والعاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى الخميس احتجاجا على الغلاء.
وقد ارتفع سعر الخبز في الآونة الأخيرة، وترددت توقعات بارتفاعه أكثر بسبب رفع الدعم الحكومي المتوقع.
وأحرق المحتجون عددا من المقار الحكومية والخاصة، من بينها مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وقال شهود عيان إن المحتجين هتفوا بشعارات تطالب بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير.
وقال شهود إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع على أكثر من 500 محتج على بعد نحو كيلومتر واحد من قصر الرئاسة في العاصمة الخرطوم الخميس.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وحمل بعضهم الأعلام السودانية.
كما اندلعت احتجاجات أخرى شارك فيها المئات في مدينة دنقلا أقصى شمال البلاد.
“انقطاع خدمة الانترنت”
وعبر حزب المؤتمر الوطني الحاكم عن أسفه لمحاولات بعض القوى السياسية – على حد تعبيره – إثارة المعارضة، وتقويض أمن البلاد واستقرارها، وقدرات الشعب، وتخريب الممتلكات.
وقال مسؤول الإعلام في الحزب إن حق التعبير عن الرأي يكفله الدستور، لكن التخريب غير مقبول.
وأضاف أن ما فعله بعض المتظاهرين في عطبرة لا يتماشى والتظاهر السلمي.
وقال بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في السودان لبي بي سي إن خدمة الانترنت قد انقطعت عن فيسبوك وواتس اب وتويتر، مشيرين الى انهم لم يتمكنوا من التواصل عبرها منذ التاسعة من مساء الخميس.
وعاد زعيم حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، إلى العاصمة الخرطوم بعد مكوثه لنحو عام في منفاه الاختياري في العاصمة البريطانية لندن.
ورحب حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعودة المهدي، ودعاه إلى المشاركة في خوض الانتخابات المقررة عام 2020 وفي لجنة تشكيل الدستور.
لكن حزب الأمة المعارض استبق وصول زعيمه معلنا عدم مشاركته في حوار مع الحكومة بشأن الانتخابات.
وكان المهدي، الذي يرأس أيضا تحالف نداء السودان المعارض، قد توجه إلى لندن بعض أن منعته السلطات المصرية من دخول أراضيها.”BBC”