وترجل الفارس عن صهوة جواده … منير حرب – الأردن

0 19٬863

العالم الآن – عام 2018 سيبقى طويلا محفورا بذاكرة الفيصلاويين والأهلاويين … كيف لا والقلعتين الكبيرتين فقدا في هذا العام ” فارسين ” وهما من يقودان اثنين من اعرق اندية الأردن الفيصلي الذي تأسس عام 1932 والأهلي الذي تأسس في عام 1944 وكلاهما اعطى الرياضة الاردنية الكثير وقدما كل ما يخدم الوطن .

قال احد الحكماء يوماً : العظماء ثلاثة ، رجل ورث المجد فولد عظيما ورجل هبط عليه المجد فأصبح عظيما ورجل صنع المجد بيديه القويتين وعقله الراجح وخلقه الطاهر .

وكلاهما من الصنف الثالث الذي صنع المجد بيديه وعقله الراجح وخلقه الطاهر .

والرجلين الكبيرين سعيد شقم وسلطان العدوان رحمهما الله كما يتشابهان برئاسة القلعتين البيضاء والزرقاء فهناك تشابه كبير في مسيرة كلا الرجلين فكلاهما نجم كبير فسعيد شقم احد ابرز لاعبي الاهلي والمنتخب الوطني في كرة السلة وسلطان العدوان كذلك هو احد المع نجوم كرة القدم في الفيصلي والمنتخب الوطني.

وكلاهما حمل لقب معالي وكان احد  ممن قدموا الخدمة لوطنهم من خلال الوزارة .

وكلاهما ترأس اتحاد رياضي فالعدوان كان رئيس لاتحاد كرة القدم وشقم كان رئيسا لاتحاد كرة السلة .

حتى العلاقة الشخصية التي كانت تربط الرجلين كانت مبينة على المحبة والاحترام وكلاهما كان عامل دعم لجميع الاندية والتصدي للمشاكل فكانا نصيرا للاندية والرياضيين .

نعم خسرنا هذا العام قامتين من الصعب تعويضهما وكلاهما مدرسة رياضية واخلاقية يشهد لها ولكن هي سنة الحياة وكما فقد الفيصلي اعلاما فقد الاهلي بدوره رجالات لا تنسى ولكن تبقى القلعتين الكبيرتين شامختين وتسيران على خطى وافكار من رحلوا فهي راية تسلم من جيل لآخر وتبقى ديمومة الفكر الناضج والرؤية الثاقبة هي العلامة الفارقة في المسيرة الرياضية والشبابية .

بقي ان نقول ونحن نستذكرهما تغص الكلمات في النفس، و يعجز اللسان عن البوح، عندما يكون الحديث عن قامات  باسقة، وكواكب  ساطعة، دوما باشراقة ما انطفئت يوما، و لا استكانت،.. بل بقيت منارة رياضية يهتدي بنورها جيل وراء جيل..

تعاملت مع كلاهما وسمعت الكثير ولهذا ما أجمل الجلوس معهم ، والاستماع إلى أحاديثهم  في مختلف الموضوعات، يبعث الأمل والتفاؤل في النفوس، خلق وتواضع ، محبة  للجميع، لا يفرقون  بين لاعب وآخر، يتعاملا مع الجميع  كأبنائهم تماما، قريبين  إلى القلب.

كانا يحسنان  التعامل مع مختلف الأجيال بأسلوب خلاق ، ولهذا من الصعب النسيان ولا نقول الا ما يرضي الله فلاحول ولا قوة الا بالله ورحمهما الله .

مقالات ذات الصلة

اترك رد