شيخوخة الأنظمة – خالد العماوي – الأردن

0 519

العالم الآن – نشاهد في هذا الوقت من الزمن تخبط في قرارات الكثير من الأنظمة الحاكمة عبر العالم وبهذا التخبط ينعكس على سياساتها وإدارتها للمواقف الداخلية والخارجية .
يمرّ أي نظام سياسي عبر دورة حياة متكاملة منذ الولادة حتى الممات ، وتختلف الأنظمة بعضها عن الآخر في دورة الحياة تلك كما تختلف دورة الحياة من كائن حي لآخر فبعضها يعيش مئات السنين وبعضها عدة أيام .
لماذا في هذا الوقت نشاهد شيخوخة للأنظمة ؟
انقسم العالم بعد الحرب العالمية الثانية إلى قطبين رأس مالي واشتراكي وذابت بينهما جميع الأقطاب الأخرى ومما ذاب أيضاً بينهما النظام الإسلامي . تطاحن القطبين عبر حرب باردة اوجعت الطرفين عبر تلك السنوات الماضية مما أدى إلى هزلها دون ان تشعر واليوم نشاهد نتائج ذلك الهزل .
انبثق من القطبين أنظمة سياسية ليست سيادية تحكم بلدان العالم تعود بالارتباط إلى السياسية الأم وتزدهر تلك السياسات أو تنقبض حسب وضع السياسية العامة للعالم . ولكن لكل دولة منها أيضاً أنظمة تحكم السياسية الداخلية شبه مستقلة عن السياسة الأم وعن باقي الدول ضمن المجموعة التي تنتمي إليها ، وتمر أيضاً بمراحل الحياة للأنظمة من الولاده حتى الممات .
في عالم الشرق الأوسط وبعد تقسيم الدول إلى دوائر بعد خروج الاحتلال منها أصبحت لكل دائرة سياسية داخلية أسلوب معيشة رسمت خطوطها العريضة الدول العظمى وتفاصيلها الدقيقة تركت حسب المناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والديني لكل دولة . اليوم وبعد معاصرة سقوط بعض الأنظمة العربية لانتهاء دورة حياة سياساتها الداخلية وعدم تمكن الساسة فيها التجديد والتطوير ماتت ولكن للأسف لم ينبثق ولادة جديدة لأنظمة حديثة . والمشكلة الأكبر تكمن بمرض بعض الأنظمة القائمة فمنها من شاب ومنها يسعل ومنها أصيب بالسرطان ومنها وهو الأخطر من يحتضر .
طريقة العلاج واحدة وهي إعطاء الدواء في وقته وكيف يكون الدواء من خلال زرع الخلايا الشابة في الأنظمة وللأسف فهمت كلمة الشابة أنها تقتصر على عمر القادة والساسة الشبابية ولكن في الحقيقة هي ليست باعمار الأشخاص وإنما بأفكار والثقافات الشابة والتجديد والتطوير البناء .
أتمنى على القادة والسياسيين أن يقيموا دولهم قبل أن تموت انظمتهم وأن يستشرقوا اعمارها وأن يتداركوا احتضارها وأن يقرأوا تاريخ الدول كيف أصبحت سياساتها قبيل موتها لأنها جميعاً نسخ واحدة من بعضها .

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد