تأمل … يا رعاك الله – هيثم العجلوني – فلوريدا
العالم الآن -..رُوِي عن الثعلب انه عندما عجز عن القفز لالتقاط قطف العنب ، زعم انه حُصْرم ، واكتفى بذلك تبريراً لخيبته وتوازناً نفسيّاً يُجنّبه إحباطٌ مُزمن ! وعندما تعذَّر على حُسّاد احد اعظم شعراء العالم” اللورد بايرون ” ايجاد نقطة ضعف تؤخذ عليه ، راحوا يقولون ، لكنه أعرج !! ولمّا كان التوازن النفسي مهم جداً في حياة الانسان ، فقد تناسينا مع الزمن والحاجه ان الثعلب الماكر اصلاً حرامي دجاج وحمام ، ومضينا نُشيد بذيله الأنيق ونتمنّاه فراءً لامرأةٍ حسناء !! بينما في ذات السياق لجأ المتفائلون من معجبي بايرون الى تقليد عرجته علّهم يحظون بإعجاب بعض النساء مثله ، ولمّا كان الشيء بالشيء يُذْكَر ، حينما عجز العرب عن اللحاق بركب الغرب وتقدّمه المذهل في كل الحقول ، ذهبوا ينعتونهم بالكفر والزندقة ، وقررّوا بالإنابةً عن الله ، ان لهم جهنّم وبئس المصير ، فيما راح اؤلئك الذين لا يملكون جهنّم ولا يأبهون باساطير الأوّلين والمعاصرين ، يتأملون عظمةً ما قدّم ويقدّم الغرب من مظاهر الخير للكوكب وما عليه !! في المنطق ، نحتار او لا نحتار ليس سؤالاً بل تساؤل ، ” وانا افكرّ اذن انا موجود ” قد لا تستقيم مع مفضّلتي ” انا اتأمّل اذن انا اكون ” مع شديد اعتذاري طبعاً من رينيه ديكارت ، وخالص احترامي لمن يدندن ” ما لي شغل في السوق ” ، وقد علّمني جاري المحيط بان اكثر نوبات التأمل تطرّفاً حين ترى في ضوء القمر قمراً آخر …..🦅🌴