موسكو تسعى لتوسيع نفوذها في ليبيا عبر نجل القذافي

0 285

العالم الآن – طرح الإعلان الروسي مؤخرا عن زيارة مبعوث لنجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إلى موسكو، وتسليمه رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تساؤلات عديدة عن موقف موسكو منه في الفترة المقبلة.

وتبع ذلك تصريحات لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي قال الإثنين، بحسب وكالة الإعلام الروسية، إنه “ينبغي أن يلعب سيف الإسلام القذافي، دورا في المشهد السياسي الليبي”.

تساؤلات عديدة طرحت في الحديث عن رغبة روسية في دعم “سيف الإسلام”، بشكل قوي، على حساب قائد القوات المسيطرة على الشرق الليبي خليفة حفتر، لما له من رمزية ومكانة، فيما شككت أطراف أخرى بحقيقة الدعم الروسي.

واتفق خبيران على أن الخطوة الروسية بدعم سيف الإسلام القذافي، يأتي ضمن إطار مساعي روسيا لتعزيز نفوذها في ليبيا، في وقت اختلفا فيه على الموقف من نجل القذافي، في مستقبل البلاد، وتأثيراته على المشهد الميداني.

الكاتب والباحث السياسي التركي جاهد طوز، والمتابع للشأن الليبي عن قرب، قال إن “الزيارة الأخيرة لمبعوث نجل القذافي، نقطة تحول كبيرة بالنسبة لليبيا وستغير الوضع هناك، نظرا للهوية التي يتمتع بها سيف الإسلام، والمهام التي يقوم بها، مع عدم قبول الشعب الليبي به”.

وأضاف طوز، للأناضول، أن “تحريكه (سيف الإسلام) من قبل روسيا للساحة السياسية، سينقل الملف الليبي لنقطة جديدة لن تكون إيجابية، بل ستكون سلبية، وتعزيزا للحرب الداخلية، مما يفتح باب التقسيم في البلاد”.

واستشهد بثلاثة أبعاد حول خطوة تعويم روسيا لسيف الإسلام، بقوله “هناك 3 أبعاد، الأول يتعلق بالصراع العالمي بين موسكو مع واشنطن، وزيادة هذا الصراع”.

وأوضح أن البعد الثاني “إقليمي يرتبط بين الجزائر ومصر، حيث لكل دولة مقاربة مختلفة للوضع الليبي، وربما يسبب ذلك اصطدامهما، فكل تدخل جديد سيزيد من حدة الصراع بكل تفاصيله”.

“أما البعد الثالث، فهناك دول على رأسها تركيا تنادي بوحدة ليبيا، ستتأثر من الوضع الجديد، الذي لن يكون بنّاءً”، بحسب طوز.

وحول الأهداف الروسية من هذه الخطوة، ذهب طوز، إلى أنه “بالنسبة لروسيا منذ فترة طويلة تريد أن يكون لها يد فاعلة في ليبيا، وتنتظر الفرصة المناسبة التي جاءت مع الإفراج عن سيف الإسلام، والوضع الليبي سيزداد تعقيدا مع جبهة جديدة تضاف للحكومات الثلاث السابقة، وستساهم في تمزق البلاد أكثر”.

وأضاف “الخطوة الروسية هذه واضح منها أنها تريد أن تعيد سيف الإسلام، للساحة السياسية من جديد، للدخول إلى أفريقيا لاحقا، عبر ليبيا، وذلك لأن من أهم أهداف روسيا في الأعوام المائة القادمة، هو الدخول لإفريقيا”.

وتابع قائلا “مع الوضع في سوريا حاليا، دخلت روسيا للبحر المتوسط، ومع دخولها لليبيا تعزز هذا التواجد، وعبرها ستنقل فعالياتها لكل إفريقيا، وهو ما يزيد من التعقيدات أكثر، ولا أعتقد أن الشعب راضي بعودة سيف الإسلام، للساحة السياسية”.

وعن الموقف الجديد إزاء خليفة حفتر، بعد ظهور سيف الإسلام القذافي، قال طوز، “لا أعتقد أن روسيا لها علاقات جيدة مع حفتر، لأن الأخير على علاقات جيدة مع أمريكا والغرب، وهو أمر معلوم”.

وأردف “ستسعى روسيا لممارسة الضغوط على حفتر عبر مصر، ولكن من الواضح أنها تريد أن يصبح (نجل) القذافي، فاعلا أساسيا في ليبيا، وإن حصل ذلك فإن حفتر، لن يصبح ذا أهمية بالنسبة لها”.

وختم مبينا أن “تركيا منذ بداية الأزمة، تدافع عن وحدة ليبيا وسلامة أهلها، وتعمل ما تستطيع من أجل حل الأزمة، وتعتبرها أزمة سياسية يتم حلها عبر المكونات الداخلية”.

أما المحلل السياسي المختص بالشأن الروسي رائد جبر، ذهب إلى أن “موسكو تحاول أن تمسك بالورقة الليبية لتعزيز موقفها لكونه جزءا من باقي ملفات المنطقة”.

وأضاف جبر، للأناضول، أن روسيا “تعزز موقفها في المشهد كله، وأيضا تعزيز وجودها السابق” في ليبيا.

واستطرد “كان هناك حديث عن رغبة روسيا باستعادة عقودها المجزية مع النظام السابق، ومحاولة تعزيز الوجود العسكري، ورغبة في قاعدة عسكرية”.

ولفت إلى أن روسيا بهذا الخصوص “أعربت عن وقوفها موقفا واحدا من كل أطراف الأزمة، بما في ذلك تصور جديد مع نجل القذافي، الذي أرسل رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والخارجية الروسية ردت بأنه يجب أن يعود سيف الإسلام القذافي، للمشهد”.

واعتبر أن هذا “دعم واضح وصريح، ولكن أعتقد أنه يدخل في إطار السياسة العامة بدعم كل الأطراف”.

وردا على سؤال حول إمكانية التعويل على سيف الإسلام، على حساب حفتر، أجاب جبر، “موسكو لها علاقة خاصة مع حفتر، تتمثل في اتصالات على المستوى العسكري والسياسي، وهناك دعم بصفته الطرف الذي يأخذ الحمل الأكبر في مواجهة الإرهاب، وفق التصريح المعلن”.

وزاد “موسكو تريد أن تخلط الأوراق، كانت هناك جهود إيطالية وفرنسية سابقا في موضوع التسوية، موسكو كانت تراقب جهود البلدين، ولكن تريد أن يكون لها أوراقها الخاصة، الورقة الروسية الأساسية هي دعم كل الأطراف، ودعوتها لطاولة حوار ليبية شبيهة بطاولة الحوار السورية السابقة، لذلك هذا المدخل يكون بدعم كل الأطراف، بمن فيهم نجل القذافي”.

وأكد أن هذه الخطوة بالنهاية “تعزيز للورقة الروسية بمقابل جهد إيطاليا وفرنسا، ولكن عند الوصول للحظة الحقيقية تفضل باستمرار دعم حفتر، الذي وعد الروس أصلا بتعزيز وضعهم، بما في ذلك الوضع العسكري في ليبيا”.

وعن أسباب تفضيل موسكو لحفتر، أوضح جبر، “حفتر مقبول دوليا، ويلبي للروس أكثر من مطلب، على مستوى الشعار الذي رفعه بمكافحة الإرهاب، وهو مناسب لروسيا، وخلفيته العسكرية مناسبة، والنقطة الثالثة بأنه قدم وعودا على الأرض”.

واستشهد بقوله “ليست صدفة لقاءات حفتر، عدة مرات مع قيادات عسكرية روسية من مثل رئيس هيئة الأركان (إيغور أوسيبوف) ووزير الدفاع (سيرغي شويغو)، وكانت هناك رحلة لطراد عسكري روسي للسواحل الليبية”، في يناير/كانون الثاني 2017.

وأردف “هناك اتفاقات جدية على تعاون عسكري حقيقي، وموسكو حاولت أن تتجاوز جزء من القيود الدولية بتسليح ليبيا، على أنها تنفذ عقود سابقة، إذا هناك خطوات جدية روسية على الأرض بدعمها لحفتر، وتستخدم ورقتها بأن مقبول إقليميا وخاصة من قبل مصر”.

وختم بقوله “منطقي أن يكون لسيف الإسلام، عودة للحياة السياسية، وأن يخاطب موسكو، لأن روسيا لاعب إقليمي مهم بالمنطقة، فالحصول على دعم روسي ورقة بيد سيف الإسلام، ويفتح له أبواب دولية وإقليمية عديدة، ومدخل له للعودة لساحة المفاوضات أسوة ببقية الأطراف”.

ومنذ 2011، تشهد ليبيا انقسامًا تجلى لاحقًا في سيطرة قوات حفتر، المدعومة من مجلس النواب، على الشرق الليبي، في حين تسيطر حكومة “الوفاق الوطني”، المعترف بها دوليًا، والمدعومة من المجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) على معظم مدن وبلدات غربي البلاد.” الأناضول “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد