ماذا تعني كلمة عرب ؟؟؟ …

2 16٬934

العالم الآن – ماذا تعني كلمة عرب ؟؟؟

المفكر السوري والباحث في شؤون القرآن المهندس عدنان الرفاعي في كتابه المدهش (المعجزة الكبرى) ذكر أن كلمة (عربي) من الجذر اللغوي (ع ر ب) والتي وصف الله تعالى بها القران تعني التمام والكمال والخلو من النقص والعيب وليس لها علاقة بالعرب كقومية . فعبارة (قرآنا عربيا) تعني قرآنا تاما خاليا من النقص والعيب . وقد عضد ما ذهب اليه بذكر تفسير كلمة (عربا) بضم العين و الراء وفتح الباء والتي هي من نفس الجذر (ع ر ب) والتي وردت كصفة للحور العين في قوله تعالى (فجعلناهن ابكارا، عربا اترابا لاصحاب اليمين) فوصفت الحور بالتمام والخلو من العيب والنقص . وذهب أبعد من ذلك عندما قال: أن (الأعراب) الذين ورد ذكرهم في القرآن على سبيل الذم ليسوا هم سكان البادية لأن القرآن أرفع وأسمى من أن يذم الناس من منطلق عرقي أو عنصري أو جهوي ولو كان المقصود بالأعراب سكان البادية لوصفهم الله تعالى بالبدو كما جاء على لسان يوسف (وجاء بكم من البدو بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي) . إذن من هم الأعراب ؟ حسب رأي المهندس عدنان فإن ألف التعدي الزائدة في كلمة الأعراب قد نقلت المعنى الى النقيض كما في (قسط وأقسط) قسط : ظلم اقسط: عدل عرب: تم وخلا من العيب أعرب: نقص وشمله العيب فالأعراب مجموعة تتصف بصفة النقص في الدين والعقيدة (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) . بالنسبة للمهندس عدنان فإن اللغة العربية التي هي لغة القرآن ليست لغة بشرية أصلا بل هي لغة السماء التي علم الله بها آدم الأسماء كلها ثم هبط بها الأرض وكانت هي لغة التواصل بين البشر ثم بمرور الزمن وازدياد أعداد البشر وتفرقهم في أنحاء الأرض نشأت اللغات البشرية المتفرعة عن اللغة الأصل ( لغة آدم ) ثم بدأت هذه اللغات في الابتعاد رويدا رويدا عن اللغة الأصل حتى تشكلت بمفرداتها وحروفها المستقلة . ثم بقيت مجموعة بشرية حافظت على قدر كبير من اللغة الاصلية لغة السماء، وهذه المجموعة البشرية هي سكان جزيرة العرب، وهذا يفسر سر نزول القران على هذه المجموعة دون غيرها لأنهم الأقرب لفهم القرآن بحكم محافظتهم على قدر أكبر من أصل اللغة التي جاء بها آدم من السماء . وهذا يفسر ايضا سر تفوق القرآن وابتزازه للعرب رغم امتلاكهم ناصية اللغة والفصاحة ذلك لأن القرآن أدهشهم وحير عقولهم لأن القرآن نزل بلغة فطرية غضة كيوم نزل بها آدم عليه السلام بينما العرب كانوا يتحدثون لغة هابطة نوعا ما تأثرت بعوامل الزمن ودخلتها عبارات ومفردات بشرية لم تكن من أصل لغة السماء وقد سمى الله تلك اللغة في كتابه بالأعجمية ومعناها اللغة التي فيها انحراف عن لغة القرآن ولسانه العربي المبين . المشركون عندما اتهموا الرسول ص أن بشرا يعلمه القران رد الله تعالى عليهم بقوله (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ) . تحليل رائع والأقرب إلى الصحة.

مقالات ذات الصلة
2 تعليقات
  1. Ahmad Salama يقول

    هناك قواعد وأصول لعلم تفسير القرآن الكريم وهو لم يتبع هذه القواعد في اجتهاده هذا ولم يأت بدليل نقلي على هذا التفسير وكذلك المعاني اللغوية التي ذكرها للكلمات خطأ وليس لها أصل في اللغة العربية.
    تفسيره لقوله تعالى ” قرآنا عربيا” ليس صحيحا
    إذ إن ما ورد في كتب التفسير هو أن القرآن نزل بلغة العرب فليس المقصود بعربيا أنه تام خالي من النقص والعيب
    والدليل على ذلك أيضا أنه اتبع هاتين الكلمتين “قرآنا عربيا” بقوله تعالى : “غير ذي عوج”.
    كذلك كلمة عرب ، فليس معناها كما ذكرها هو بل إن معناها كما يلي :

    العَرَب : (معجم الوسيط)
    العَرَب : أُمة من الناس سامية الأصل، كان منشؤها شبهَ جزيرة العَرَب والجمع : أَعْرُبٌ.
    والنسبُ إِليه عَرَبِيٌّ. يقال: لسان عربيٌّ، ولغةٌ عربيةٌ.
    كذلك كلمة أعرب ليس معناها كما ذكر بل إن معناها كما يلي :
    أَعْرَبَ : (معجم الوسيط)
    أَعْرَبَ فلانٌ: كان فصيحًا في العربيّة وإِن لم يكن من العَربِ. أَعْرَبَ الكلامَ: بيَّنَهُ. أَعْرَبَ أتى به وَفْقَ قواعِد النحو. أَعْرَبَ طبَّق عليه قواعد النحو. أَعْرَبَ بمرادِه: أَفْصَح به ولم يوارب. أَعْرَبَ عن حاجتِهِ: أَبانَ. أَعْرَبَ الاسمَ الأعجميَّ: نطَق به على منهاجِ العَرَب. أَعْرَبَ في البَيْع: أعطى العُرْبون.
    وفي حديث عمر: حديث شريف أَنَّ عامِلَهُ بمكةَ اشترى دارًا للسَّجنِ بأَربعة آلافٍ، وأعربوا فيها أَربعَمائة//.

  2. د. علاء الدين حسين السيسي يقول

    1. قوله “إن كلمة عربي تعني التمام والكمال والخلو من النقص والعيب ولا علاقة لها بالعرب” هو قول غير صحيح ولا أصل له.
    مرجعنا هنا ما قاله العلامة ابن منظور في مؤلفه الموسوعي “لسان العرب” الذي جمع فيه كل الكلمات العربية واشتقاقاتها مدعمة بالمراجع الصحيحة من كلام العرب وأشعارهم ومن القرءان الكريم والسنة المطهرة وكتابات أعلام اللغة العربية على مر العصور ، ولا يكاد يختلف اثنان من علماء اللغة العربية ومعلميها على أن موسوعة لسان العرب هي أكبر مرجع في معاني ألفاظ اللغة العربية واشتقاقتها واستخداماتها المختلفة.
    يقول مؤلف لسان العرب تحت عنوان كلمة “عرب” : العرب جيل من الناس معروف خلاف العجم.
    (والعجم كلمة يستخدمها العرب للدلالة على كل الأجناس غير العربية ، يقول الله عز وجل : ولو جعلناه قرءانا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته : أأعجمي وعربي؟” فالله عز وجل يؤكد تقسيم الناس إلى عرب وعجم) وما بين القوسين كلامي وليس كلام ابن منظور.
    وعلى ذلك المفكر السوري أن يأتي لنا بمرجع يواجه به كلام ابن منظور وكلام الله عز وجل في تعريف العرب.
    وقد استخدم المفكر السوري تعريفه الباطل الذي اخترعه لكلمة “عرب” في تفسير قول الله تعالى “قرءانا عربيا” ، وهو ما لا يجوز علميا ، فضلا عن أنه يذكرنا بما قلته في المقدمة عن المرحلة الثانية من الخطة الخبيثة وهي العبث بمدلولات الألفاظ العربية لإفساد المرجعيات المتبقية لفهم كلام الله بعد استبعاد السنة المطهرة.
    2. قوله في تفسير كلمة “عربا أترابا” في سورة الواقعة باستخدام تعريفه الباطل لمعنى كلمة “عرب” : ( فوصفت الحور بالتمام والخلو من العيب والنقص) ، وهذا أبعد عن الصواب من قوله الأول.
    فقد أجمع علماء اللغة والتفسير على أن كلمة “عرب” – بضم العين والراء – هي جمع “عروب” ، والعروب هي المرأة الحسناء المتحببة إلى زوجها التي تظهر له حبها (ونلاحظ أن لا علاقة بين كلمة “عروب” وكلمة “عرب” إلا اشتراكهما في بعض الحروف) ، ولم يختلف على هذا منهم اثنان ، إلى أن ظهر لنا في هذا العصر ذلك المفكر العبقري الفذ الذي يريد تغيير معاني الكلمات العربية ومدلولات الألفاظ.
    3. قوله إن الأعراب ورد ذكرهم في القرءان الكريم على سبيل الذم ، وهذا غير مسلم له به. فقد ورد ذكر الأعراب في سورتي التوبة والحجرات وسنبين ذلك فيما يلي:
    a. في سورة التوبة تحدث الله تعالى عن فئتين من الأعراب فقال عن الفئة الأولى إنهم “أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله” ، كما قال عن تلك الفئة إن الواحد منهم “يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر”
    b. وقال في السورة نفسها عن الفئة الأخرى من الأعراب “ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول : ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته ؛ إن الله غفور رحيم”.
    c. فالأعراب جنس من الناس منهم الصالح ومنهم الطالح ككل أجناس الناس وليس جنسا مذموما كما يزعم صاحبنا المفكر العبقري.
    d. أما في سورة الحجرات فقد قال الله تعالى “قالت الأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم” ، وهو قول يصلح لوصف حال الأعراب وأحوال كثير من الناس غيرهم ، وفيه بشارة لهم ولغيرهم بأن الإيمان إذا لم يكن قد دخل في قلوبهم بعد فإنه سوف يدخل فيها إذا استمروا في طاعة الله ورسوله والالتزام بأحكام الإسلام وتوجيهاته. وليس في ذلك أي ذم للأعراب ولا لغير الأعراب ممن يشتركون معهم في هذا الحال ، ولعل أكثر المسلمين – ونحن منهم – يمكن أن ينطبق عليهم هذا الوصف لأنهم يحاولون الالتزام بأحكام الإسلام بينما لم تصل قلوبهم بعد إلى مرحلة الإيمان الحق الذي يريده الله.
    4. قوله إن الأعراب ليسوا سكان البادية غير صحيح.
    يقول العلامة ابن منظور: الأعرابي (هو) البدوي ، ويميز بين العرب والأعراب في دراسة مستفيضة خلاصتها أن العرب هم من سكن القرى والمدن من الأعراب بينما الأعراب هم سكان البادية ، ويقول “العرب أهل الأمصار والأعراب منهم سكان البادية خاصة”.
    ويقول العلامة ابن منظور : “ولو أن قوما من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها وتناءوا معهم فيها سموا عربا ولم يسموا أعرابا” ، كما يقول : “قال الأزهري : ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية بعد أن كان مقيما بالحضر فيلحق بالأعراب” ؛ فالتمييز الفاصل بين العرب والأعراب هو مكان السكن وكل من يسكن البادية هم الأعراب.
    5. قوله ” ولو كان المقصود بالأعراب سكان البادية لوصفهم الله تعالى بالبدو” استدلال في غير موضعه ؛ لأن كلمة “البدو” معناها السكن في البادية وليس معناها سكان البادية.
    يقول العلامة الطبري في تفسيره للآية المائة من سورة يوسف ” والبدو مصدر من قول القائل: بدا فلان: إذا صار بـالبـادية يبدو بدواً”. أي أن قوله “جاء بكم من البدو” يعني جاء بكم من السكن في البادية.
    6. أما ذلك الاجتهاد الصرفي الذي ارتكبه ذلك المفكر العبقري فقد بدا فيه وأغرق في الضلال إغراقا بعيدا.
    صحيح أن إدخال الألف في بداية الفعل يعني إزالته وتغييره ، كما في قولك “صرخ” بمعن استغاث و”أصرخ” بمعنى أزال سبب الصراخ أي أنقذ الصارخ ، وكما في قولك “قسط” بمعنى ظلم و”أقسط” بمعنى أزال الظلم. هذا صحيح.
    ولكن لا يجوز تطبيق هذا المبدأ على تعريفه لكلمة “عرب” لأن التعريف لا أصل له ولا صحة له ، ويشبه ذلك أن يبدأ التلميذ بفرضية غير صحيحة هي أن 1+1=5 ثم يطبق عليها قاعدة صحيحة هي أنك إذا ضربت مجموع (1+1) في أربعة تكون النتيجة 4(1+1) ونتيجتها الصحيحة 8 ، بينما نتيجة التلميذ العبقري 20.
    فكل ما قاله المفكر العبقري في استنباط أن ” الأعراب مجموعة تتصف بصفة النقص في الدين والعقيدة” كلام لا علاقة له باللغة العربية ولا بالمنطق ولا بالعلم ولا يصح أن يقال في فصل مدرسي أمام الطلاب فضلا عن أن يستخدم في تضليل جماهير المسلمين.

اترك رد