12 عاماً على إعدام الرئيس العراقي صدام حسين
العالم الآن – الاسم: صدام حسين المجيد.
التّهمة: ارتكاب جرائم ضد الإنسانيّة.
الحكم: الإعدام شنقاً، حتّى الموت.
الزّمان: السّبت 2006/12/30 (فجر اليوم الأوّل من عيد الأضحى).
المكان: مقر دائرة الاستخبارات العسكريّة في منطقة الكاظميّة- شمال بغداد.
في فجر السّبت 30 كانون الأوّل 2006 (اليوم الاوّل من عيد الأضحى)، انتهت مرحلة من تاريخ العراق، الذي حكمه صدام حسين المجيد، لنحو ربع قرن، قبل أن تتم الاطاحة به، اثر غزو العراق الذي قادته القوّات الأمريكيّة عام 2003، بعد ان تمّ تنفيذ حكم الإعدام الصّادر بحقّه، بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانيّة.
روى ضابط أمريكي أن صدام تناول قبيل اقتياده من السّجن لغرفة إعدامه وجبته الأخيرة، وكانت طبقاً من الأرز والدّجاج، وشرب كوباً من العسل بالماء السّاخن، وهو الشّراب الذي يقال إنه اعتاد على تناوله منذ أيّام طفولته.
وفي الوقت الذي ذكر مستشار رئيس الوزراء العراقي للأمن القومي موفق الربيعي أن صدام قبل الحكم كان خائفاً ومرتبكاً غير مُصدّق لما يحدث حوله، إلا أن أغلب شهادات الحرّاس الأمريكيّين، قالت إنّ صدام كان متماسكاً وجبّاراً، على خلاف ما يتطلّبه الموقف، وهو مقدم على حكم الإعدام، وأنه أخاف جلاديه وأبهرهم بصموده، ونطق الشّهادتين، وتجاهل بعض عبارات الحاضرين.
وفي تفاصيل مثيرة، ذكر جندي امريكي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته، لافتاً إلى أنّه “اتّسم بالرّوح المسالمة، وارتسمت على شفتيه الابتسامة”.
وقال الجندي إنّ صدام طلب تناول وجبته المفضلة، قبل أن يتوضأ ويؤدّي صلاة الفجر، كما جلس على طرف السرير الخاص به، وهو يقرأ القرآن، في انتظار تنفيذ حكم الإعدام.
وأضاف أن الجنود الأمريكيّين، كانوا يخشون من ابتسامته، وظنّوا أنّ هناك “قنبلة سيتم تفجيرها”، بسبب هدوئه الشّديد، وهو يقابل الموت.
واشار الجندي إلى أنّ صدام طلب من أحد الحرّاس إعطاءه معطفاً صوفيّاً كبيراً، حرصاً على عدم ظهوره وهو يرتعد من البرد، فيظنّ شعبه أنّه خائف من الموت، لأنّ طقس بغداد كان باردا جدا، في فجر يوم اعدامه.
ولفت إلى أنّه ظلّ مبتسما،ً حتّى فارق الحياة، وأنّ تلك الابتسامة، ظلّت لغزاً، حتّى بعد وفاته.
بدوره، صرّح الرئيس الأمريكي جورج بوش، أنّ تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين، يشكّل مرحلة مهمّة على طريق إحلال الديموقراطيّة في العراق.
وقال بوش في بيان في مزرعته في كروفورد في ولاية تكساس إنّ “إعدام صدام حسين يشكّل نهاية سنة صعبة للشّعب العراقي ولقواتنا”.
وأضاف بوش أن تنفيذ حكم الإعدام “لن ينهي العنف في العراق، لكنّه يشكّل مرحلة مهمّة على طريق العراق باتجاه مسيرة ديموقراطيّة، يمكن أن تحكم نفسها بنفسها وتتمتّع باكتفاء ذاتي وتدافع عن نفسها وتكون حليفة في الحرب على الإرهاب”.
ووري جثمان صدام حسين الثّرى، في مسقط رأسه “العوجة” في محافظة تكريت، حيث قامت القوّات الأمريكيّة بتسليم جثّته لثلاثة أفراد من المحافظة، وتمّ اغلاق منافذ البلدة، لحين الانتهاء من الصّلاة عليه ودفنه، في قاعة المناسبات الكبرى، التي كان من قبل قد دُفن فيها نجلاه عدي وقصي وحفيده مصطفى، الذين استشهدوا عام 2003 في الموصل، على يد القوات الأمريكيّة، بعد معركة استمرّت زهاء الخمس ساعات.