إعادة فتح السفارات بدمشق حلقة أخرى في مسلسل الانتصارات السوري – أيمن الخطيب – الأردن

0 443

العالم الآن – ثمان سنوات أفرغت الحرب على سورية كل حمولاتها العسكرية والسياسية والأيديولوجية والاقتصادية
وصارت معها كل مدن ومحافظات ومخيمات الوطن السوري ساحة نزال وتصفية للمشاريع الدولية المتناحرة
وصار معها المحيط العربي الاقليمي صفيح طائفي ساخن
تصعد وتهبط فيه انظمة ودول و تنظيمات وتشتد فيها
لعبة المحاور .

الدولة السورية تصرّ حتى اللحظة أن حالة انهاء الحرب يجب ان تكون وفق قرار سياسي في سياق تطويق الحرب واستثمار العمل العسكري و تضييق دائرة الخصوم.
وهذا ما يُلمس من حزم التفاهمات بين سورية وحلفائها من جهة وبين المعسكر الآخر بكل ادواته من جهة أخرى.
بدءا من عملية تمشيط الخواصر الرخوة حول العاصمة الى استعادة حلب ثم الى معركة كسر المثلث في الجنوب السوري انتهاءً في دخول ” منبج ” في الشمال السوري المتاخم لتركيا .

الدولة السورية بعد استنزاف آلة الحرب العسكرية طيلة هذه الفترة تريد أن تتوج انتصارها سياسيا وان تنهي الحرب بالقرار السياسي مما يدعم موقفها في الامم المتحدة المتمثل بحق الدفاع عن السيادة ومكافحة الإرهاب؛
لذلك جرى أولا ترحيل كل العصابات المسلحة الى إدلب تمهيدا لترحيلهم لاحقا ونهائيا الى الدول المصدرة لهم
وهذا أمر يفسرّ على انه ذكاء سياسي متقدم حيث تسعى سورية الى معاقبة كل الدول المشغلة للحرب عن طريق اعادة تصدير الجماعات الى أصولها.

التتويج السياسي الثاني يجري اليوم حين نلحظ هرولة خليحية عربية الى اعادة فتح سفاراتها وقنصلياتها واعادة تمثيلها الدبلوماسي في دمشق .
الامر الذي يعني في الحساب السياسي المفتوح ما يلي :

اولا :
إقرار دول الخليج العربي بانتصار الدولة السورية
وفشل ثورات – السراويل والحفايات والعنف الفقهي
وخط الغاز –
وعليه تاتي خطوة اعادة فتح السفارات في سياق التهرب الخليجي من فاتورة الدم الانساني و السياسي وتبييض الموقف عبر الاعتراف بالجمهورية العربية السورية مجددا والمساهمة في اعادة اعمار سورية .

ثانيا :
تجلي الحقيقة التالية أنّ العالم لم يعد فقط الولايات المتحدة والكتلة الاطلنطية
وأن هناك محور يفرض نفسه بقوة ويصوغ خارطة المجتمع الدولي سياسيا وثقافيا واقتصاديا
و أن الحقائق التي خلقها على الارض لم يعد بالامكان التغافل عنها وتجاوزها
وأنّ عصر القطب الواحد والهيمنة الرأسمالية بصيغتها الحاضرة قد شارف فعليا على النهاية.

ثالثا :
لم تغادر سورية محيطها العربي حتى تعود اليه
الذي جرى أن المحيط العربي نفسه غادر الهوية العربية طيلة هذه الفترة وانسجم مع مشروع التفتيت والتقسيم والعبث بالوعي والخرائط وتمييع الهوية العربية وشحن هويات ثانوية منذ سقوط بغداد حتى اليوم.
لذلك تفسر خطوة اعادة فتح السفارات أن الفروع المتطايرة قررت أن تعود الى الأصل .

سورية الدولة والوطن والمؤسسات والحضارة
في طريقها لاستكمال جولات الفوز السياسي والعسكري واحكام حلقات الانتصار
والعالم كله في طريقه لأن يشهد خارطة سياسية حضارية ثقافية جديدة لا مكان لِ اللون الواحد فيها ولا لزعرنة الأيدلوجيا و رأس المال
وعلى باقي الدول الأطراف أن تحدد موقعها منذ اللحظة هذه؛
اما أن تقف مع مصالحها وبالتالي الوقوف مع الخيل الرابح
او أن تواصل تبعيتها وتقدم الرهان تلو الرهان عبى الخيل الخاسر.

….

أيمن الخطيب

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد