داعش يعود من تحت الرماد في ليبيا في عام 2018

0 314

العالم الآن – لم تبارح الأزمة السياسية في ليبيا مكانها في 2018، في ظل استمرار الانقسام الذي تشهده البلاد منذ 2011، بين قوات خليفة حفتر، التي تسيطر على الشرق الليبي، وحكومة “الوفاق الوطني”، المعترف بها دوليًا، والتي تسيطر على معظم مدن وبلدات غربي البلاد.

الفشل في تحقيق تقدم سياسي حقيقي، وما ترتب عليه من حالة الفراغ الأمني، أبقيا الباب مفتوحا على مصراعيه أمام عودة تنظيم “داعش” الإرهابي من تحت الرماد بعد أن تخلصت منه البلاد سابقا، لتصبح عودة التنظيم إلى واجهة الأحداث الأبرز خلال 2018 .

“داعش” التنظيم الذي هُزم في ليبيا على مدى العامين المنصرمين في أكثر من مكان، وتلاشى حلمه بإقامة دولته المزعومة، سجل خلال 2018، عودة جديدة بواسطة الإغارة على الواحات واستهداف مقرات حساسة في العاصمة طرابلس، عبر هجمات بالأسلحة الرشاشة والتفجيرات الانتحارية.

وتعرض الاناضول في هذا التسلسل الزمني أبرز المحطات التي مر بها “داعش” في ليبيا منذ ظهوره في 2014، وعودة نشاطه في 2018، رغم تلقيه 4 هزائم كبيرة في كل من: درنة وبنغازي وصبراتة وسرت.

  • 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2014: يعد أول ظهورلـ “داعش”، في البلد الإفريقي الغني بالنفط، في حينما أقام ندوة علنية لأول مرة أمام مسجد الصحابة وسط مدينة درنة (شرق) دعا فيها لمبايعة “أبوبكر البغدادي”.

تلك الندوة التي تخللها عرض عسكري كبير استعرض فيه التنظيم قواته، كانت بداية لظهور أول إمارة لـ”داعش” في ليبيا، والتي لم تدم سوى عامين قبل اندلاع خلاف بينه وبين فصيل مسلح آخر هو “مجلس شورى مجاهدي درنة”، والذي عرف لاحقا باسم “قوة حماية درنة”.

  • 5 ديسمبر/ كانون الأول 2016: نجحت قوة درنة، ذات التوجه الإسلامي، المكونة من كتائب مناهضة لخليفة حفتر، في طرد التنظيم من المدينة، لتخط بذلك أول خسائر “داعش” في ليبيا، وانهيار أولى إماراته هناك .

  • 2015: ظهور “داعش” في مدينة بنغازي (شرق) ثاني أكبر مدن البلاد، بشكل تدريجي وغير واضح بداية نشاطه الفعلية في المدينة، لكنه أقام “شرطته” بمنطقة القوارشة، و”ديوان للحسبة”، بمنطقة الهواري، ناهيك عما سمي بـ”المحكمة الشرعية”.

  • 5 يناير/كانون الثاني 2017: انسحب “داعش” من بنغازي بعد ظهوره فيها عام 2015، مسجلا ثاني خسائره في ليبيا، حيث خاض معارك شرسة ضد قوات حفتر في بنغازي، وبعد فترات عصيبة عاشها التنظيم الذي تجلت ملامح احتضاره عبر إطلاق قذائف عشوائية على أحياء المدينة قتلت عشرات المدنيين.

  • 19 فبراير/شباط 2017: ضربة جوية أمريكية لمنزل في مدينة صبراتة (70 كلم غرب طرابلس)، أوقعت أكثر من 40 قتيلا من “داعش”، تكشف عن تواجد التنظيم في المدينة .

  • 23 فبراير 2017: سيطر مسلحو “داعش” على مديرية أمن صبراتة، بعد اشتباكات مع قوات الأمن، أسفرت عن سقوط 12 قتيلا من عناصر الأمن و5 من التنظيم.

وبعد معارك عنيفة خاضتها قوات حكومة “الوفاق” ضد التنظيم، خسر الأخير صبراتة، التي تم الكشف لاحقا أنها كانت قاعدة لتدريب عناصره في البلاد.

  • 28 مايو/أيار 2015: التنظيم يدخل مدينة سرت الساحلية (شمال وسط)، في غفلة من الجميع، ويجهز نفسه لإعلان أكبر إمارة له داخل ليبيا، بالتزامن مع معاركه شرقي وغربي البلاد.

  • 5 مايو 2016: المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق الوطني”، يشكل قوات “البنيان المرصوص”، التي خاضت حربا شرسة ضد أقوى تمركز لـ”داعش” في ليبيا، وأكثرها تنظيما، إلا أن “داعش” ما لبث أن انهار هو الآخر.

  • 5 ديسمبر 2016 :”البنيان المرصوص”، المكونة في مجملها من كتائب مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) تمكنت بعد حرب استنزاف خاضتها، بدعم جوي أمريكي، من تسجيل رابع وأكبر خسائر “داعش” في ليبيا، حيث طردت التنظيم من المدينة وحررتها.

تنفس الليبيون الصعداء، اعتقادا منهم بأن أيام التنظيم الدموي ولت دون رجعة، إلا أن الفراغ الأمني الكبير في ليبيا التي تنقسم قواتها بين الشرقا والغرب، ناهيك عن الصراع السياسي على السلطة، جعلت لعاب التنظيم يسيل مجددا، محاولاً العودة.

  • 23 أغسطس/آب 2017: رغم الضربات التي تلقاها “داعش” في ليبيا، أعلن التنظيم عودته عبر استهداف حاجز أمني شرقي طرابلس.

  • 31 أغسطس 2017: هاجم “داعش” حاجز أمني آخر جنوب شرقي مدينة سرت.

لم يتخيل الليبيون في أسوأ كوابيسهم أن يكون الهجومان الأخيران مقدمة لعودة “داعش”، من تحت رماد هزائمه في 2018، الذي شهد 14 هجوما عنيفا للتنظيم في أنحاء متفرقة من البلاد، خلفت 62 قتيلا، بحسب رصد لمراسل الأناضول.

** عودة قوية للتنظيم الدموي في 2018

  • فبراير/شباط 2018: سجل عودة “داعش” إلى ليبيا، مستهدفا في 21 من الشهر ذاته الحاجز الأمني “الكنشيل” غرب مدينة ودان (محافظة الجفرة/ وسط)، بواسطة سيارة مفخخة، أودت بحياة ثلاثة عسكريين وجرح اثنين آخرين .

  • 9 مارس/آذار: استهدف هجوم تبناه التنظيم بوابة الـ 60 الواقعة جنوب مدينة أجدابيا شرقي البلاد بواسطة انتحاري يقود سيارة مفخخة مخلفا قتيلاً وعدداً من الجرحى قبل أن يعود في 29 من ذات الشهرذاته، لاستهداف البوابة الشرقية لنفس المدينة بالطريقة ذاتها مخلفا ثمانية قتلة و مثلهم من الجرحى.

  • 2 مايو/آيار: هاجم “داعش” مقر مفوضية الانتخابات في طرابلس، بواسطة مجموعة مسلحة اقتحمت المكان، وفجرت أحد طوابقه، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا بين حراس وموظفين، وذلك قبل أن تتمكن قوات الأمن من قتل المهاجمين .

  • 22 مايو: عاد التنظيم لاستهداف مدينة أجدابيا (شرق)، عندما فجر أحد انتحارييه سيارته المفخخة بالتزامن مع مروره ببوابة الـ60 (حاجز أمني) جنوب المدينة، مخلفا قتيلين اثنين وثلاثة جرحى .

  • 22 مايو: استهدف هجوم آخر، نفذه مسلحو التنظيم، البوابة الشمالية لمدينة أوجلة، (واحة تبعد 160 كلم جنوب أجدابيا)، وأضرموا فيها النار، واختطفوا أحد العناصر الأمنية.

  • 2 يونيو/حزيران: هاجم مسلحون من “داعش” مركز شرطة القنان، جنوب أجدابيا، وأسفر الهجوم عن مقتل امرأة وإصابة أربعة من عائلتها، تصادف مرور سيارتهم بالمكان الذي أحرقه مسلحو التنظيم، بعد انسحاب قوات الأمن منه.

  • 23 يوليو/تموز: هاجم “داعش” مركز شرطة العقيلة بمدينة أجدابيا مخلفا قتيلاً من الشرطة قبل أن يرفع المسلحون علم التنظيم فوق المبنى الذي قاموا لاحقاً بإحراقه، والفرار من المكان، لتبدأ مطاردته من قبل قوات الأمن التي فقدت أحد عناصرها.

  • 23 أغسطس/آب: هاجم “داعش” بوابة وادي كعام في مدينة الخمس شرق العاصمة طرابلس مخلفا 7 قتلى بينهم آمر البوابة وشقيقه .

  • 10 سبتمبر/أيلول: واصل التنظيم استعراض عضلاته، عبر استهداف مقر المؤسسة الوطنية للنفط (حكومية) وسط العاصمة طرابلس، بعدما اقتحمه ثلاثة ممن يسميهم التنظيم “انغماسيين”، فخلفوا قتيلين و10 جرحى من الموظفين .

  • 28 أكتوبر/تشرين الأول: شن “داعش” هجوما كبيرا بنحو 25 آلية على مقار حكومية بينها مركز للشرطة بواحة الفقهاء بالجفرة، فضلا عن إحراق 5 منازل، وهي الهجمات التي أفضت إلى مقتل أربعة أشخاص، واختطاف 10 آخرين، سماهم التنظيم في بيان تبنيه للعملية بـ”المطلوبين.

و في اليوم التالي عرض “داعش” على السلطات المحلية في الجفرة مبادلة المختطفين لديه بقيادي بارز في التنظيم اعتقل قبل شهر من ذلك، قبل أن يقدم على إعدام 6 من المختطفين في وقت لاحق، ويهدد بإعدام الباقي في حال عدم الاستجابة لعرضه بالمبادلة.

  • 28 أكتوبر: هاجم التنظيم مجددا بوابة الـ400، الواقعة جنوب واحة الفقهاء، وقتل أحد حراسها.

  • 23 نوفمبر/تشرين الثاني: هاجم مسلحو التنظيم مركز شرطة مدينة تازربو (جنوب شرق) مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وشرطيين، وإصابة 11 آخرين، وخطف قرابة 20 شخصا، على رأسهم عميد بلدية تازربو المكلف، محمد بوخيرالله .

  • 25 ديسمبر/كانون الأول: عاد مسلحو التنظيم ليضربوا طرابلس، عندما هاجم ثلاثة من مسلحيه يرتدون أحزمة ناسفة مقر وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، تخللته اشتباكات مع قوات الأمن، وتفجير أحد المهاجمين نفسه، قبل أن يحرقوا المكان، خلف ثلاثة قتلى إضافة إلى 21 مصابا، بحسب زارة الصحة .

تلك الهجمات التي شنها “داعش” خلال 2018، جاءت بالتوزاي مع هجمات أخرى لمسلحين يعتقد أنهم تابعين للتنظيم، واستهدفت محطات تحلية المياه تابعة لمشروع النهر الصناعي (وسط الصحراء) انتهت بسرقات للسيارات الرباعية ومواد غذائية، وغيرها، دون أن يتبنى التنظيم ذلك .

ومع نهاية 2018، الذي شهد عودة قوية لـ “داعش”، ومزيدا من سفك الدماء، يُمنِّي الليبيون أنفسهم بأن يوقف السياسيون خلال العام الجديد، تناحرهم على السلطة، ويتحدوا لمواجهة التنظيم الإرهابي قبل فوات الأوان.الأناضول “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد