منح الجنسية اليونانية لمصريين وألباني بعد إنقاذهم للعشرات من الحرائق
العالم الآن – منحت اليونان جنسيتها لثلاثة صيادين مهاجرين، مصريان وألباني، كانوا قد أنقذوا مواطنين يونانيين من حريق مدمر بالقرب من أثينا في يوليو/تموز الماضي.
وشكر الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، في احتفال منح الجنسية، الصيادين الثلاثة الذين أظهروا “تضامنا وإنسانية” في إنقاذهم عشرات الأشخاص.
ونقلت وكالة الأنباء اليونانية عن الرئيس إشارته إلى أن تجنيس هؤلاء يعني أنهم كمواطنين يونايين أصبحوا أيضا مواطنين أوروبيين.وقال بافلوبولوس “أنتم الآن مواطنون أوروبيون أيضا، ويمكنكم أن تعلموا كل شركائنا الذين لا يعرفون القيم الأوروبية، بأن يفعلوا ما ينبغي عليهم فعله”.
وقد قتل 90 شخصا على الأقل في حرائق الغابات التي شهدتها اليونان حينها، إثر انتشار النيران في أجزاء من شبه جزيرة أتيكا بسبب الرياح القوية، وكانت بلدة ماتي، التي تعد منتجعا سياحيا، من أكثر المناطق تضررا بالنيران.وقال شهود عيان إن مئات الأشخاص قد أجبروا على التوجه إلى البحر عندما اقتربت النيران من مناطقهم، كما حاصرت النيران آخرين قرب الساحل.والمهاجرون الثلاثة الذين حصلوا على الجنسية اليونانية الأربعاء هم جاك جاني من ألبانيا وإبراهيم محمود موسى وعماد الهيمي من مصر.
ولا يعرف بالضبط كم عدد الأشخاص الذين أنقذوا من النيران، بيد أن وزير الداخلية ألكسيس تشاريتسيس قال إن الثلاثة، مع زملائهم اليونانيين، قد أنقذوا “عشرات من أبناء بلدنا”.
وقال الرئيس بافلوبولوس إن عمل الصيادين “يرسل رسالة إلى أوروبا” قبل الانتخابات الأوروبية الحاسمة في مايو/أيار. ووصفها بأنها رسالة إلى “تشكيلات الشعبوية ومعاداة الأجانب، التي تقف ضد روح الإنسانية والتضامن الأوروبيين اللذين تمثلا في الصيادين الثلاثة”.
وقال موسى، في تصريحات لوكالة أثينا للأنباء، إنه في مثل حالات الطوارئ هذه “ليس هناك دين، ليس هناك أسود وأبيض- عندما يرى شخص ما شيئا ما مثل هذا، يجب عليه أن يذهب إلى هناك، بل ويقدم حياته للمساعدة في إنقاذ الناس”.
وأضاف “أود أن أبعث برسالة إلى كل الأجانب بأنه يجب عليهم جميعا احترام الأماكن التي يعيشون فيها”.وقال الهيمي “أشكر الله أننا تمكنا من إنقاذ بعض الأشخاص وسوف أفعل ذلك مرة أخرى بل ألف مرة”.
وأضاف “طالما أني أعيش، وأستطيع، سوف أحاول عمل الخير من أجل اليونان. سوف أفعل ذلك دون تردد”.
وفي شهر سبتمبر/آيلول الماضي، منحت فرنسا المواطنة لمهاجر من مالي هو محمودو جاساما الذي اشتهر باسم “الرجل العنكبوت” بعد أن تسلق أحد المباني السكنية بدون أي معدات لإنقاذ صبي في الرابعة من عمره كاد يسقط من شرفة.
أزمة الهجرة
وتقع اليونان في قلب أزمة الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي التي بلغت ذروتها في 2015 – 2016، عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا عبر دول البلقان، والعديد منهم كانوا لاجئين من سوريا والعراق وأفغانستان، وقد دخل معظمهم في البداية بشكل غير شرعي إلى اليونان قادمين من تركيا.
وقد انخفضت أعداد الواصلين إلى أوروبا بشكل كبير جدا في أعقاب توقيع الاتحاد الأوروبي اتفاقية مع تركيا لاعتراض قوارب المهاجرين. بيد أن مخيمات اللاجئين التي توسعت بشكل سريع في اليونان ظلت مزدحمة باللاجئين وفي أوضاع مزرية وتعاني من نقص التمويل.ووجهت انتقادات حادة في العام الماضي للحكومة اليونانية بشأن استجابتها لحرائق الغابات في أيتكا.
وقد وجد خبراء درسوا هذه الاستجابة أن الشرطة قد أجرت تحويلات في الطرقات قادت السيارات إلى مسار حركة النيران، ولم يكن هناك أي تحذير رسمي للناس في المنطقة، لذا لم يكن لديهم الوقت الكافي للهرب من تقدم النيران.
وأشار الخبراء أيضا إلى أن غياب التخطيط الحضري في بلدة ماتي عزز من مخاطر النيران، بسبب شوارع البلدة الضيقة ونهايات بعض الشوارع المغلقة.
وألقت الحكومة اليونانية بالمسؤولية في اندلاع حرائق الغابات تلك على مجموعة من مشعلي الحرائق، كما اتهمت بعض السكان بإعاقة مسارات هروب الناس من بلدة ماتي بسبب أعمال البناء غير الشرعية.
وكانت تلك أسوأ حرائق غابات تعرضت لها اليونان منذ 2007، عندما قتل عشرات من الأشخاص في شبه جزيرة بيلوبونيس.”BBC”