#كومستير… نظرة على الدوار الرابع – شادن صالح – الأردن
العالم الآن – بحكم علاقات وتحالفات الأردن المعتدلة نستيطيع القول بأنه محمي من ثورة قد تكون دموية ” لا سمح الله ” بسبب الظروف السياسية والإقتصادية التي يعيشها الأردن، وقد نرى مقارنة الأردن بغيره من الدول لا منطقية حين بدأت كل الثورات سلمية مطالبة بمحاربة الفساد وانتهت بإسقاط دول كاملة ودمارها، أما نظام الحكم الملكي في الأردن كان حاجزاً من تحويل الاحتجاحات الى نسخة مكررة من الثورات الدموية التي شهدتها الكثير من دول المنطقة…
ولعل أبرز ما نأى بالأردن عن الكثير من الدمار حكمة الملك عبدالله التي تمثلت بعدم استفزاز الشعب وتجلى ذلك بانتقاده لحكومته والإعتراف بتقصيرها عدا عن إشادة الملك بمظاهر الاحتجاجات الحضارية التي قدمها الشعب الأردني وكان مثالاً رائعاً في الرقي والحضارة تكلمت عنه وسائل الإعلام العربية والعالمية بالكثير من كلام الإعجاب والإطراء،
وبعد إقالة حكومة الملقي وبناء على رغبة الشعب الأردني تشكلت حكومة الدكتور الرزاز ” سواء اختلفنا أم اتفقنا ” فهي جاءت لنزع فتيل الخلاف وسحب قانون الضريبة، وتصويب الكثير من الأوضاع لا سيما غلاء الأسعار والمحروقات.
إذا ما وضعنا الحالة الأردنية موضع المقارنة مع الاحتجاجات التي اندلعت في دول الربيع العربي نخلص أن اغلب القادة في تلك الدول لم يظهروا احتواءً للأزمة قبل تفاقمها بل على العكس تبعوا ما يسمى بنظرية المؤامرة، وبدأوا بتسمية جهات وجماعات تريد إسقاط الدولة وخلصت تصرفات قادة الدول إلى أن الشعب متطفل وخائن ولا يريد سوى الدمار.
كلام ملك الأردن كان يحذر بطريقة أو بأخرى من رسائل خارجية وربما داخلية وأن لا يساق الشعب وراء من يريد هلاك الوطن وكان إلى جانب الشعب وفي ذلك حكمة في إحتواء الموقف.
في تظاهرات شهر رمضان من العام المنصرم لم تسجل حالة اعتداء واحد وكان الدرك صفاً واحداً الى جانب المحتجين وحماية لهم وكان وبتوجيهات عليا عليهم حفظ الأمن والنظام.
من وجهة نظري – على الأقل – خطابات بعض الرؤساء فترة الربيع العربي والتي خرجت على وسائل الإعلام كان أغلبها لا تخلو من مصطلحات التخوين والإستفزاز مما أخرج الحقد الشعبي على الأنظمة الحاكمة على عكس ما حصل بالدولة الأردنية.
وعلى ما أعتقد فإن نظرية استغلال الأزمات وتحويلها الى فرص للنهوض هو حق مشروع في حالة الحفاظ على الدول.
أما صفقة القرن والمعدة مسبقاً بالتعاون مع بعض الدول ” الشقيقة ” ولمعرفتهم التامة بموقف الأردن الواضح والصريح تجاه القضية الفلسطينية فما من شيء يخرجنا من هذه المؤامرة أكثر من الحكمة في القيادة في إخراج الأردن من هذه الأزمة.
ولنكن منصفين اكثر فأن غضب الشعب الأردني من أي قرار لا يتناسب مع مصالحه سيكون العنصر الاهم في التغيير وباتت الحكومات تأخذ هذا الغضب بجدية أكثر من ذي قبل. فعليها الحذر