دكتاتورية الديمقراطية – خالد العماوي – الأردن
العالم الآن – لا يعني أنك محب بأنك موالي ولا يعني بأنك معارض أن تكون كاره ، فمسالة الكره والحب وجدانية والموالاه والمعارضة نهج .
إن النهج الديمقراطي الذي ينشد به المعارضون لتسيير أمور الدولة في الوطن العربي دكتاتوي في الأصل فإنما أن تكون معارض في كل شيء أو انت خائن للمعارضة فهذا النهج يعتبر دكتاتوري ، فعلى سبيل مثال المعارضة الحقة والديمقراطية في طرحها ما حدث في تركيا والانقلاب الحاصل على اردوغان من ثبت شرعيته وقاوم الإنقلاب هم معارضوه .
الطرح الموضوعي يجب أن يحتل عقولنا وتصرفاتنا وأن لا يشخص الطرح ولا تشخص المواقف فليس كل موقف يجب أن يعارض ولا أن ننقص من قيمة الأشخاص أو نرفع منها لمجرد الحب أو الكره ولا لمجرد الولاء أو المعارضة ، فالنظرة إلى المواقف يجب أن تفصل كل على حدة .
المواطنة الصالحة تبنى على رقي عقل طرح شعوبها وتفنيدهم للمواقف كل على حدة فعندما يخطيء المسؤول أن يجد من يقف في وجهه ويوقفه وعندما يصيب أن يقف الشعب معه ليصبح موقفه مبني على مصدر قوة الشعب .
الموضوعية في الحب والكره على سبيل المثال ، أن تحب صدام حسين _ رحمه الله _ ولكن أن لا تعتبر كل القرارات التي كان يتخذها صائبة وحقة ولا تعتبر الحل في إراقة الدماء بطولة ، أن تكره إسرائيل ولكن أن يكون بوجدانك أن قادتها على جميع الأصعدة أبطال .
الموضوعية في الولاء والمعارضة أن تنتقد وتحارب سياسة الفساد والفقر والجوع في الاردن ولكن في نفس الوقت أن تعظم موقفها تجاه الموقف العالمي لخارطة الطريق .
في الخاتمة نحن دكتاتورييون حتى في ديموقراطيتنا ونعارض من أجل المعارضة ومعارضتنا مبنية على الحب والكره لا على المواقف والقرارات ، نؤيد جميع القرارات لأننا موالين لهذه الجهة ولا نرى في أي تصرف يصدر منها خطأ حتى لو كان فيه إجرام ونعارض أي قرار أو تصرف حتى لو كان صائبا لأننا معارضون أو غير محبون لهذه السلطة أو الجهة .