الرئيس السيسي في الأردن غداً الأحد ومناقشة تحالفات بومبيو
العالم الآن – يزور رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي العاصمة الأردنية عمان غدا الأحد، عقب زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي لكل من مصر، والأردن، وعدد من الدول العربية، لتشكيل “تحالف عربي لمواجهة إيران”.
وأعلن بومبيو الجمعة من العاصمة البحرينية المنامة أن الولايات المتحدة “تعتزم استضافة قمة دولية تركز على منطقة الشرق الأوسط الشهر المقبل”.
وقال بومبيو الخميس الماضي خلال زيارته لمصر إن الإدارة الأمريكية تعمل على تأسيس تحالف يضم دول الخليج ومصر والأردن، منوها إلى أن “النشيد الوطني الإسرائيلي عزف في دولة الإمارات، وأقتبس هنا ما قيل إنه حلم قد تحقق”، بحسب تعبيره.ويربط محللون أردنيون في حديث لـ”عربي21″ بين زيارة السيسي، والتحالف المزمع تشكيله ضد إيران من دول عربية إلى جانب إسرائيل، ومحاولة ترويج هذا التحالف، إلى جانب ترويج الرؤية الأمريكية والإسرائيلية لعملية السلام، أو ما يعرف بـ”صفقة القرن”.
زيارة غير مرحب بها
النائب عن كتلة الإصلاح (أكبر الكتل البرلمانية)، صالح العرموطي، استهجن استقبال السيسي، الذي “يحمل رؤية مختلفة عن رؤية الدولة الأردنية للملف الفلسطيني”، قائلا لـ”عربي21”: “أنا لا أرحب بالزيارة لشخص جاء في انقلاب على الشرعية وأخل بالمؤسسة الدستورية، وارتكب المجازر بحق الشعب المصري، وأجرى محاكمات غير عادلة”.
وحسب العرموطي، “تختلف مواقف النظام في الأردن مع ما في جعبة السيسي بخصوص قضية ما يعرف بصفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إذ ينظر اليهود إلى السيسي على اعتبار أنه بطل لهم”.
التصريحات الرسمية الأردنية- المصرية حول الزيارة، لم تخرج عن السياق البروتكولي التقليدي، إذ أعلن مسؤولون في مصر والأردن أن السيسي سيلتقي الملك عبد الله الثاني برفقة وفد لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وبعض القضايا الإقليمية.
عمان رسميا دعمت السيسي في مواجهة الإخوان المسلمين، بعد أن قاد انقلاباً عسكرياً على الرئيس المنتخب محمد مرسي، هادمة أول تجربة ديمقراطية عربية لانتخاب رئيس دولة عبر صناديق الانتخاب.
ويتقاطع الموقف الأردني مع الموقف المصري من جماعة الإخوان المسلمين والعمل على إبعادهم عن السلطة، فقد بارك الأردن تنصيب السيسي رئيساً لمصر، وشارك الملك عبد الله الثاني في حفل تنصيب السياسي، بينما شهدت العلاقة شبه قطيعة إبان انتخاب الرئيس محمد مرسي.ويرى، الرئيس السابق للجمعية الأردنية للعلوم السياسية، د.خالد الشنيكات، أن الزيارة ستحمل ملفات ثنائية إلى جانب ملفات سياسية في المنطقة، من أبرزها على الصعيد الثنائي: التركيز على التعاون المشترك وعودة الغاز المصري إلى الأردن، والعمالة المصرية في الأردن، وحجم التبادل التجاري بين البلدين”.
أما في الشأن الإقليمي، يقول الشنيكات، لـ”عربي21″، إن “اللقاء سيتطرق إلى الملف السوري، والفلسطيني، واليمني، وموضوع التحالف ضد إيران، وسيأخذ موضوع صفقة القرن مساحة من هذا اللقاء على حساب ملف المصالحة بين الفصائل الفلسطينية الذي لا يعتبر مصلحة إسرائيلية”.
وفي الملف السوري، يقول المحلل شنيكات، إن “هذا الملف سيطرح في اللقاء بعد الانتصار الذي حققه النظام السوري وروسيا مؤخرا واتجاه الأمور للحسم، وعقب إعادة فتح المعابر بين عمان ودمشق إلى جانب وجود تعاون أمني سوري مصري”.
ويعتبر أن “الملف الإيراني يفرض نفسه بقوة على اللقاء، لتواجد إيران في سوريا والعراق، وتعتبر الدول العربية أن إيران تتوسع بشكل كبير وتتدخل بشؤونها، بالإضافة إلى طرح الإدارة الأمريكية التعاون في هذا المجال وإنشاء تحالف يضم إسرائيل لاحتواء توسع إيران وتهميشها”.
وعزز الأردن من علاقته الاقتصادية مع مصر في ظل سيطرة السيسي، إذ رجحت وزيرة الطاقة ھالة زواتي أن تشكل كميات الغاز الطبيعي التي سيستوردھا الأردن من مصر عند ضخ كامل الكميات المتفق عليھا مطلع العام 2019 ما بين ثلث ونصف حاجة المملكة من الغاز.
ويأتي هذا في الوقت الذي سيبدأ فيه الاحتلال الإسرائيلي بضخ الغاز الطبيعي المسال إلى الأردن عبر شركة ”نوبل إنرجي“ مطلع العام 2020 لتغطية 40 % من حاجة المملكة.
السيسي محرج لمن دعمه
الكاتبة الصحفية لميس أندوني، تعتبر أن هنالك علاقة قوية بين زيارة السيسي للأردن، وجولة بومبيو في المنطقة، إذ يحتاج هذا التحالف ضد إيران وهو مشروع فاشل، إلى توافق مصري سعودي أردني، من هنا تعتمد أمريكا أكثر على السيسي ليضغط، وهنا لا أستطيع معرفة ما يستطيع السيسي فعله في هذا السياق سوى الضغط بموضوع الغاز المصدر، ولا أعرف ما يدور في ذهن القصر والملك كون تصريحات السيسي وأعماله محرجة لمن دعمه”.
وتقول لـ”عربي21″، إن “السيسي يقوم بمهمة وظيفية للتفاهم مع الأردن حول هذا التحالف الذي يصب في مصلحة إسرائيل كي تقوم قوة إقليمية يعترف بها عربيا، ويحاول السيسي أن يكون مهندس العلاقات في المنطقة لكن الواقع يقول إن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، هما مهندسا العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة بحكم ما يمتلكانه من ثروات”.
وتعتبر هذه الزيارة الثانية للسيسي للمملكة الأردنية، بعد أن زارها في عام 2014، إلا أن كلتا الزيارتين سبقهما رفض شعبي لاستقبال السيسي الذي انقلب على الشرعية في مصر، وارتكب مجازر بحق معتصمين سلميين، مما أثار حفيظة رواد شبكات التواصل الاجتماعي رفضوا الزيارة.”عربي 21″