مصريون يسخرون من المسامير في رأس تمثال رمسيس

0 288

العالم الآن – أثارت صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لرأس تمثال أثري نادر للملك رمسيس في متحف سوهاج القومي بصعيد مصر موجة من السخرية والانتقادات نظرا لأن التمثال معروض مباشرة أمام الجمهور ومثبت بمسامير على الحائط بطريقة بدائية قد تؤدي إلى تضرره.
وقالت وزارة الآثار المصرية إنها ستحقق في صحة هذه الصور المتداولة وستتخذ الإجراءات اللازمة، وأوضحت الوزارة أن الوضع الذي التقط عليه التمثال لم يكن موجودا عند افتتاح المتحف قبل أربعة أشهر.
وسخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من طريقة تعامل مسؤولي المتحف مع هذه الآثار الهامة وعرضها بهذه الطريقة “غير الاحترافية التي تؤدي لتشوية الأثر الفرعوني النادر وتضرره”.ولكن بعض مسؤولي وزارة الآثار أكد أن وضع التمثال بهذه الطريقة لا “يسبب مشكلة فنية للأثر ولكنه تشويه للمظهر الجمالي ولا يدخل في اختصاص الأثريين”.
إجراء متبع حول العالم
وتحدثت بي بي سي إلى إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار المصرية، فقالت إن “هذا الإجراء متبع في العرض المتحفي ولا توجد أي مشكلة في تثبيت بعض القطع الأثرية الضخمة والثقيلة بهذه الطريقة”.وأوضحت المسؤولة المصرية أن “رأس التمثال المثبت بهذه القطعة المعدنية يزن أكثر من ربع طُن، 250 كيلو غراما، وأن المعدن المستخدم في التثبيت هو معدن الرصاص ويتم استخدامه بطريقة فنية معينة”.وأضافت: “يلجأ بعض مسؤولي العرض المتحفي إلى استخدام المسامير المعدنية بمواصفات معينة تتضمن تثبيت المسمار داخل جراب بلاستيكي مع طلاء الجزء الظاهر بمادة مطاطة عازلة لا تتغير بعوامل الرطوبة والتعرية”.
وعن انتشار هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهمت إلهام صلاح بعض موظفي المتحف بأنهم وراء نشرها بسبب خلافات داخلية، وأنهم نشروا تغريدات تبتعد كل البعد عن المهنية.
وناشدت رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار وسائل الإعلام المختلفة بعدم الانسياق وراء ما سمته “بمحاولة تشويه للجهد المبذول في متحف سوهاج القومي”، الذي تم افتتاحه رسميا قبل أربعة أشهر ويضم 6 آلاف قطعة أثرية.
الوزارة تحقق
وأكد الدكتور هاني أبو العزم رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى، أن وزارة الآثار تتحقق من صحة الصور المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا أنه قام بزيارة لمتحف سوهاج القومي مؤخرا ولم يلاحظ وجود هذا المشهد.
ويوضح أبو العزم إنه إذا تأكد تثبيت التمثال بهذه الطريقة فإن الأمر يعد تشويهًا للتمثال.
ويوضح دكتور أبو العزم أن تمثال “رمسيس الثاني” المعروض بالمتحف المصري الكبير حاليا مثبت “بخوابير معدنية” دون إظهار ذلك في الشكل العام أمام الجميع، لكن ظهورها أمام الزائرين أمر غير جيد.
بدائل أخرى
أما دكتور خالد شاهين الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، فيرى أن “تثبيت التمثال بهذه الطريقة يعد تشويها للأثر ويخل بسيناريو العرض المتحفي وقد يؤدي بمرور الوقت إلى تهشم بعض أجزاء من الرأس.
وأوضح أن تثبيت تمثال رمسيس بدعامات معدنية كان بغرض النقل من منطقة باب الحديد إلى موقع العرض المفتوح بالمتحف المصري الجديد حفاظا على الأثر خلال عملية النقل وأن هذه الدعامات المعدنية سوف يتم إزالتها مع بدء العرض المتحفي الرسمي.
وحذر شاهين من أن “المعدن المستخدم في التثبيت قد يصدأ ويتآكل بمرور الوقت وقد تؤدي عوامل التعرية المصاحبة لظاهرة الصدأ في تهشم الأجزاء الملاصقة للمعدن”.
وعدد خبير الآثار الحلول لتثبيت القطع الأثرية في العرض المتحفي ومنها صناعة دعامات حجرية أو ملاصقة القطعة الأثرية لجدار ثابت أو وضع القطع المهمة داخل أماكن عرض مغلقة في ظروف جوية مناسبة.
وافتتح متحف سوهاج القومي رسميا أمام الجمهور في شهر أغسطس/ آب الماضي لينضم إلى قائمة المزارات المهمة في منطقة صعيد مصر.
وترغب الحكومة المصرية في زيادة التدفق السياحي على المتحف عن طريق إقامته على الضفة الشرقية لنهر النيل في طريق البواخر النيلية السياحية، على مساحة 5 آلاف متر مربع بتكلفة إجمالية بلغت 72 مليون جنيه (4 ملايين دولار).”BBC”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد