قوات حفتر تحاول استعادة السيطرة على الهلال النفطي في ليبيا
العالم الآن- باسم خطايبة – أعلن “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر الخميس السيطرة على مينائين نفطيتين إثر شنه هجوما لاستعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي رئة الاقتصاد الليبي في شمال شرق البلاد والتي شهدت أعمال عنف جديدة. وصرح المتحدث باسم “الجيش الوطني الليبي” العميد أحمد المسماري ان “قواتنا تسيطر على منطقة راس لانوف بالكامل (…) وعلى ميناء السدرة وتطارد العدو باتجاه الغرب”. وأوضح مصدر عسكري آخر لوكالة فرانس برس ان قوات حفتر تمشط المنطقة وان “المعارك لا تزال جارية”، خصوصا في حي راس لانوف السكني الذي يضم ايضا مطارا ومحطة لتكرير النفط ومنشأة للبتروكيميائيات. وأعلن حفتر في تسجيل صوتي الخميس أنّ “ساعة الصفر، لحظة الانقضاض الخاطف لسحق العدو” قد حانت، مضيفا “الان تدق الساعة معلنة انطلاق الاجتياح المقدس لتطهير الأرض واسترداد الحق”. واتهم حفتر دون أن يسميه ابراهيم الجضران الذي يقود جماعات مسلحة بـ”التحالف مع الشيطان” وبأنه “جنى على نفسه وألقى بها إلى الهلاك حين بدأ بالغدر والعدوان”.
وتأتي العملية التي أطلقها حفتر الخميس بعد بضع ساعات على تنديد أميركي بالهجوم الذي شنه الجضران. وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان مقتضب ان “الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات بالهجمات الأخيرة على ميناءي راسلانوف والسدرة وتدعو إلى وضع حد فوري للعنف الذي يضر بالبنية التحتية الوطنية الحيوية في البلاد”. وأضاف البيان “نطلب من كل الجهات المسلحة وقف الاعمال العدائية والانسحاب فورا من منشآت نفطية لتفادي المزيد من الاضرار“. – “سياسة وعمليات عسكرية”- تشهد ليبيا حرب نفوذ وأعمال عنف بين جماعات وفصائل مسلحة متناحرة منذ اطاحة نظام معمر القذافي في 2011. وتوجد في البلاد سلطتان تتمثلان من جهة بحكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس وتعترف بها الأمم المتحدة، وسلطة موازية في الشرق يدعمها برلمان منتخب ويدعمها حفتر. وقال جلال حرشاوي المحلل المتخصص في الشؤون الليبية “لقد لجأ حفتر دائما الى السياسة والعمليات العسكرية في الوقت نفسه ومن المهم تذكر الانقسام الكبير بين الدول الغربية حول مسألة الانتخابات التي يدعو اليها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”. في أواخر أيار/مايو، جمع ماكرون أبرز أطراف الأزمة الليبية وبينهم حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج اللذان اتفقا على إعلان ينص على تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في 10 كانون الأول/ديسمبر 2018. ويتهم معسكر حفتر منافسيه واستخبارات دول أجنبية بمحاولة تقويض العملية السياسية ومنع تنظيم انتخابات في البلاد.