الفلسطينيون ودولة الفشل الجماعي -د.غالب سعد – الأردن
العالم الآن – الانتقال من عام الى عام. فرصة لمحاسبة النفس، وترتيب الأولويات، ما يجب عمله وما ينبغي قوله، وأهم ما ينبغي ان يقال، كلمة للاخوة والأحبة في فلسطين، ليس من باب النصيحة بل من باب التضامن، لأن لا أحد يشكك بذكائهم وانجازاتهم الفردية، بينما المشكلة بفشلهم الجماعي، الذي يعرفونه ولا يعترفون به،،،
تكالبت عليك الظروف وتمرون في زمن صعب، ساهم بعضكم بجزء من اسباب الفشل، وأغلبكم ضحية ظلم مركب ومشترك : عدو متعنت متفوق في العدة والعتاد، أصدقاء قلة ومعظمهم أضعف من ان يمد لكم يد العون، وأشقاء بين مغلوب على أمره ومن غلبه طابع الغدر، اما من يتولون ادارة شؤونكم، ففيهم وفيهم، ولا يخلو الامر من اصابع خفية، تختار من يسيرون بكم في الاتجاه الخطأ، ممن يفضلون حياة الخنوع بمصلحة على الاستشهاد بكرامة، الأ من رحم ربي، نخبة تائهة بين الجهل والعجز والمصلحة وربما أكثر من ذلك، لا مخرج من مأزقكم، دون نوع جديد من الخيارات والأداء والأشخاص، والأهم المرجعية الوطنية الحقيقية وآلية حازمة للتقييم والمحاسبة.
الكثير مما يجب قولة والاكثر منه ما يجب فعله، باختصار، لا جدوى في نظريات( يجب أن وبشرط أن) فلا تنتظروا ممن صنعوا المأزق ان يغيروا ويخرجوكم منه، اشخاص وتنظيمات وأساليب منتهية الصلاحية، حالة من الترهل والفساد والعجز والضياع الشامل، رغم البطولات والنجاحات الفردية ، للامانة، اذا كانت الظاهرة قد ولدت في عهد القيادة الحالية حتى وصلت نقطة اللا عودة، فالحمل وقع في العهد السابق، ربما لأن البيئة نفسها والثقافة نفسها والعدو نفسه، ومن لديه الشجاعة من ذلك العصر قد يتذكر، واذا لم تستطيعوا ولم تجدوا من بينكم البديل لصنع التغيير، فدعكم من الغرور واستعينوا بالاصدقاء، رغم قلتهم، وبافكار من خارج الصندوق رغم غرابتها، ولا شيء بلا سبب ولا شيء بلا ثمن.( للحديث بقية)