السياسة في الرياضة… تدخل مرفوض /// منير حرب – الأردن …

0 12٬337

العالم الآن – للأسف في بطولة قارية كبيرة يتابعها الملايين في محتلف انحاء العالم تظهر وللاسف ومضات منفرة وغير مقبولة من البعض على خلفية سياسية بحتة لتشوه احداث البطولة وهنا اقصد بالطبع بطولة كأس اسيا الحالية المقامة في دولة الامارات العربية .

وللاسف ان بعض الاعلاميين ان لم اقل بحدة ( اولئك المحسوبين ) بالخطأ على الاعلام الرياضي يتنطحون لأمور بعيدة عن الملاعب  بدل من ان تقرب تزيد الفجوة وتخرج الرياضة عن اهدافها السامية التي وجدت من اجلها.

و هناك تصور خاطئ لمن يخلط بين السياسة والرياضة، وهو نهج الخلط بين الرياضة والسياسة. الجميع يعلم أن الرياضة لها ثوابت معنوية وقانونية وأدبية زد على ذلك بأن لديها اتحادات دولية وقارية وفرعية تنظم عملها وتجعلها شفافة ومشرقة ومنضبطة رغم أن الرياضة هي بحد ذاتها لها خصوصية كريمة في أهدافها وسبلها وجميع صفحاتها مقبولة اجتماعيا لابل تكاد تكون مربية كل طفل وعشيقة كل برعم وفتى وشاب وشابة ورجال ونساء وبسطاء وامراء وقادة وجنود.. نعم طريق كله خير من سار به وصل وأقل ما يناله المرء من نصيب بهذا الطريق هو ترويح لذاته ونفسه وبناء جسده الكريم والاحتفاظ بحيويته ولا نتحدث عن أهداف سامية أخرى لأنها لا تعد ولا تحصى كذلك الرياضة هي مشروع خير ومشروع تآلف ومحبة ومشروع ترويض النفس على قبول الفوز والهزيمة ومشروع بناء وليس هدم وكذلك هي البوابة التي يطلق منها المواهب التي كرم الله سبحانه وتعالى بها البشر من طاقات ومواهب لو بقيت في النفس لقتلتها.. والتي من خلالها نعرف القيم الكريمة التي زرعا الله في خلقه.. الرياضة هي فن القبول وفن الإصرار والإرادة ..كذلك هي الرغبة وهي الطموح وهي التي تعلمنا دروب الرجاء في تنظيم النفوس باتجاه التعامل الكريم مع الآخرين وهي الوحيدة التي من شأنها ان تجعلك واقفا في ميدان واقعي والكل يراك على حقيقتك في قدراتك وموهبتك أي ليس بها خداع أو تزييف أو تشويه أو كذب.. أنت ومهارتك في الساحة وأمام أعين الناظرين.. في حين أن السياسة طريق الضبابية المفرطة إذا لم نقل انه السواد بعوامله الدافعة وغايته المبهمة وقنواته المخفية.. السياسة عالم مبهم ونتائجه وخيمة في الهدم وتحطيم القيم الإنسانية وتحطيم البشر وكل وسائله غير مرئية وتحتمل كل الاحتمالات ليس مثل الرياضة ناصعة ومشرفة وكريمة وطرقها مكشوفة ومعلنة. السياسة طريق شائك وأهدافه غير معلنة وحتى سلوك السياسيين فيه غريبة وفيه كل محطات الشر ودوافعه وهي قلعة الشيطان وتوابعه وواحة كل نفس امارة بالسوء.. بينما الرياضة هي قلعة الأبطال الذين يرسمون البسمة لشعوبهم وجماهيرهم، الطرق السياسة كلها مسدودة وسبلها شائكة وتلبس دائما ثوب الخديعة حتى لأقرب حبل من وريدك وهي زائفة ومزيفة ومخيفة كون كل ادواتها تعتمد على سفك دم خلق الله.. بينما الرياضة كل جميلة دموعها ودمائها وعرقها كلها طيب وشهد وحلاوة ليس لها مثيل ..تذكري أيتها العوائل الكريمة.. أيتها الأمهات الطيبات قلوبكم تهتف مع كل حركة لأولادكم في الملاعب ودموعكم الغالية وهي تنهار ليس بسبب سياسيين قتلوا أولادكم بل بسبب تفوق ونصر ناله ولدك في محفل رياضي.. وشتان بين هذا وذاك.. نعم تذكروا حينما يجرح ولدكم في لقاء رياضي ويستمر نزيف الدم ويأبى إلا أن يكمل مشواره.. كم هو جميل شعورك الذي لا وصف له …في هذا الموقف ومع نزيف الدماء الغالية عليك أيتها الأم الحنونة ..نعم هذا هو نزيف الكرامة والخير والحب والوفاء … ونأتي على من يتصبب جبينه وكل جسده عرقا .. خوفا من سياسي أن يؤذيه أو يؤذي عائلته … وعلى من يتصبب عرقا في منافسة تجعله نجما في سماء وطنه.. كم عظيمة أنت صاحبة جلال الرياضة!.

ما سبق ذكره يؤكد خطورة ثنائية التلازم والتنافر بين الشأنين الرياضي والسياسي و  لعلنا نبالغ إن تحدثنا عن هذا التداخل بين الرياضة والسياسة كتحصيل حاصل، وتغيب عن أذهاننا نماذج كثيرة من الفصل بين عالمين مختلفين أشدّ الاختلاف، ذلك أن المتشبع بالقيم الرياضية والمشجع للعب الممتع والنظيف، لا تعنيه المظاهر الغوغائية ومحاولات تسييس الرياضة في شيء، وما الغرابة في أن يشجع الواحد فريقا قادما من بلد ذي نظام سياسي لا يتفق مع توجهاته أو يناصر ناديا رياضيا يعتبر غريما تقليديا للنادي الذي يخص حيه أو مدينته أو حتى بلده؟

الرياضة يجب أن تتخلص من كل أشكال التحيز بما فيها حتى الانتماء الجغرافي والمناطقي، فهل أنه لزوم عليك أن تشجع فريق برشلونة مثلا، وليس ريال مدريد، إن كنت تسكن برشلونة؟

حقوقيون وأطراف مدنية عديدة يدعون إلى ضرورة إرساء علاقة شراكة سليمة بين عالمي السياسة والرياضة باعتبار حاجة كل عالم إلى الآخر منبهين في هذا الصدد إلى تداعيات التوظيف الحزبي للرياضة التي يتعين أن تبقى أداة لدعم التقارب وذلك عكس السياسة المعروفة بالتجاذبات والاختلافات والتباين في الآراء.

 

مقالات ذات الصلة

اترك رد