روسيا تحذر من تدخل أمريكا في فنزويلا وتتهمها بإغتصاب السلطة
العالم الآن – اتهمت روسيا يوم الخميس الولايات المتحدة بمحاولة اغتصاب السلطة في فنزويلا وحذرت من تدخل الجيش الأمريكي هناك مما وضعها في مواجهة احتجاجات تدعمها واشنطن والاتحاد الأوروبي ضد أحد أقرب حلفاء موسكو.
وأعلن زعيم المعارضة في فنزويلا خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد يوم الأربعاء وحصل على دعم واشنطن وكثير من دول أمريكا اللاتينية مما دفع الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي يحكم البلد الغني بالنفط منذ عام 2013، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وفكرة الإطاحة بمادورو من حكم فنزويلا مبعث قلق شديد من الناحية السياسية والاقتصادية لموسكو التي أصبحت هي والصين الملاذ الأخير لكراكاس إذ يقرضها البلدان مليارات الدولارات مع انهيار اقتصادها الاشتراكي. وتستثمر روسيا في قطاع النفط في فنزويلا كما قدمت دعما لجيشها.
واتهمت روسيا واشنطن يوم الخميس بالتحريض على الاحتجاجات في الشوارع وبمحاولة تقويض سلطة مادورو الذي وصفته بأنه الرئيس الشرعي للبلاد.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ”نعتبر محاولة اغتصاب السلطة ذات السيادة في فنزويلا مناقضة لأساس ومبادئ القانون الدولي وانتهاكا لها“.
وأضاف أن روسيا لم تتلق طلبا من فنزويلا بتقديم مساعدة عسكرية وأحجم عن الإفصاح عن كيفية رد موسكو إذا ما تلقت ذلك الطلب. وقال بيسكوف إن مادورو هو الرئيس الشرعي. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر كانون الأول بمادورو في موسكو.
كما علقت وزارة الخارجية الروسية على الأمر واتهمت واشنطن بمحاولة تحديد مصير دول أخرى من خلال استخدام استراتيجية مجربة جيدا بمحاولة الإطاحة بحكومة غير مرغوب فيها.
وأضافت الوزارة أنها طلبت من واشنطن عدم التدخل عسكريا محذرة من أن التدخل الخارجي هو الطريق لإراقة الدماء. وقالت ”نحذر من مثل تلك المغامرة المحفوفة بالتبعات الكارثية“.
كما أبدى الرئيس التركي دعمه لمادورو.
وكتب المتحدث إبراهيم كالين على تويتر ”اتصل رئيسنا وعبر عن مساندة تركيا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وقال: أخي مادورو! انهض، نحن بجانبك“.
كما عبرت الصين عن دعمها أيضا لمادورو وقالت إنها تعارض التدخل الخارجي في فنزويلا وتدعم جهود حماية استقلالها واستقرارها.
* دعم الاتحاد الأوروبي للمعارضة
أما الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على فنزويلا وقاطع تنصيب مادورو لولاية ثانية هذا الشهر فقد انتهج سياسة مغايرة.
ولم يتبع التكتل نهج واشنطن في الاعتراف بالرئيس المؤقت جوايدو فيما دعا السلطات في فنزويلا لاحترام ”الحقوق المدنية والحريات والأمن“ وبدا أنه يدعم دعوات الانتقال السلمي للسلطة.
وحيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شجاعة الفنزويليين في مسيراتهم من أجل الحرية ووصف فوز مادورو في انتخابات العام الماضي بأنه باطل.
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الانتخابات في فنزويلا لم تكن حرة ولا نزيهة وعبر عن دعم بلاده لجوايدو باعتباره رئيس الجمعية الوطنية.
وقال مصدر حكومي إسباني يوم الخميس إن رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث يعتزم الاتصال بجوايدو بعد محادثات مع زعماء أمريكا اللاتينية في دافوس.” رويترز “