ميادين ثورة 25 يناير بمصر في الذكرى الثامنة

0 332

العالم الآن – في الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير في مصر، تظل بعض الميادين والشوارع الرئيسية تذكر بأحداث بارزة عاشها المصريون في ذلك الوقت، وربما لن تُمحى من ذاكرتهم بمرور السنوات.
وكانت المظاهرات التي بدأت في 25 يناير / كانون الثاني عام 2011 وتمركزت في ميادين مصر المختلفة لمدة 18 يوما للمطالبة برحيل النظام قد دفعت الرئيس السابق حسني مبارك إلى التخلي عن السلطة بعد نحو ثلاثين عاما في الحكم.
ميدان التحرير
يعد هذا الميدان الذي يطلق عليه البعض اسم “ميدان الثورة” الرمز الأبرز الذي توجهت إليه الأنظار، وركزت عليه وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، نظرا لموقعه في قلب العاصمة المصرية القاهرة، فكان أبرز “أيقونة” ترتبط بـ”ثورة يناير”.فقد اعتبر هذا الميدان مركز الثورة الأول، وفيه تجمعت أغلب رموز الحركة الوطنية المصرية من جميع التيارات السياسية والحزبية والمستقلة، ومنه كانت تعلن أبرز التصريحات والمطالب على لسان شخصيات سياسية بارزة، وشباب متحمسين ربما لم يكن يعرفهم كثيرون قبل ذلك.وتطل على ميدان التحرير شوارع عديدة، شهدت أيضا احتجاجات واشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، خلال أحداث يناير وما تبعها من أحداث، ومنها شارع محمد محمود، وشارع طلعت حرب، وشارع القصر العيني.كما يضم الميدان في جنباته المختلفة عددا من المنشآت والمؤسسات المهمة، التي تردد ذكرها أثناء تلك الأحداث، ومنها مسجد عمر مكرم، الذي كان يتخذه بعض المتظاهرين مركزا طبيا لعلاج المصابين، والمتحف المصري، ومجمع التحرير للمصالح الحكومية، والمجمع العلمي.
وليس مستغربا أن يكون ميدان التحرير هو أيقونة ثورة يناير، إذ شهد الميدان أيضا ثورة 1919 الشعبية، بقيادة الزعيم سعد زغلول، وهي الثورة التي يعدها كثيرون من أهم الثورات الشعبية في تاريخ مصر الحديث.
كما انتفض المصريون ضد الاحتلال الانجليزي في عام 1935 في قلب هذا الميدان، الذي أسسه الخديوي إسماعيل، ليحاكي ميدان الشانزليزيه في باريس.
جسر قصر النيل
كان جسر قصر النيل في شارع التحرير المؤدي إلى الميدان مسرحا للمواجهة بين المتظاهرين وبين قوات الأمن التي كانت تقف في منتصف الجسر تقريبا لمنع المحتجين من الوصول إلى ميدان التحرير.ومن أبرز الصور التي انتشرت لذلك الجسر تلك الصورة التي وقف فيها المتظاهرون في منتصف الجسر أمام قوات الأمن، بينما كانت قوات الأمن تحاول تفريقهم باستخدام خراطيم المياه لمنع تقدمهم نحو ميدان التحرير.
ميدان عبد المنعم رياض
يقع ميدان عبد المنعم رياض على بعد خطوات من ميدان التحرير، وكان شاهدا أيضا على العديد من أحداث الثورة الشعبية في يناير /كانون الثاني عام 2011.
ومن أبرز الأحداث تلك الاشتباكات التي وقعت عشية ما عرف بـ “موقعة الجمل”.وفي نهار يوم الثاني من فبراير/ شباط 2011، وهو يوم “موقعة الجمل”، حضر بعض من وصفهم التلفزيون الرسمي بـ “مثيري الشغب”، إلى ميدان عبد المنعم رياض، ومنه إلى ميدان التحرير، وهم يمتطون الجمال والخيول والبغال لمهاجمة المتظاهرين، لكنهم فشلوا في تفريقهم وسقط بعضهم في أيدي المتظاهرين.
ساحة مسجد الاستقامة – الجيزة
خرج المتظاهرون في ما يعرف بـ”جمعة الغضب”، ويوافق 28 يناير/ كانون الثاني بعد أداء صلاة الجمعة بمسجد الاستقامة بالجيزة يتوسطهم الدكتور محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدد من المعارضين والناشطين السياسيين.
وقد أعطى ذلك زخما لأحداث الثورة، إذ كانت الساحة التي تقع أمام المسجد شاهدة على المواجهات التي اندلعت بين المعارضين لمبارك وقوات الأمن التي استخدمت خراطيم المياه وقنابل الغاز لتفريقهم.
وقد تمكن المتظاهرون في نهاية المطاف من السير باتجاه ميدان التحرير.
ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية
رأى سكان مدينة الإسكندرية في هذا الميدان، الذي أطلق عليه البعض اسم “ميدان تحرير الإسكندرية” نقطة التقاء مثالية نظرا لموقعه المتميز في منطقة محطة الرمل.كان المتظاهرون يتوافدون إلى تلك الساحة من أنحاء متفرقة، وشهد الميدان اشتباكات حامية بين المتظاهرين وقوات الشرطة، لا تقل ضراوة عن تلك التي وقعت في ميدان التحرير.
وكانت هناك أيضا ساحة مسجد سيدى بشر، وميدان الساعة، وميدان الشهداء بمنطقة محطة مصر، وهي ميادين تظل شاهدة على أحداث تلك الانتفاضة الشعبية في 2011 في محافظة الاسكندرية.
ويعود اسم المسجد إلى إبراهيم باشا، أحد أبناء محمد علي باشا الذي كان واليا على مصر، ويعد مؤسس مصر الحديثة.
ميدان الأربعين في السويساحتل ميدان الأربعين في السويس مكانة خاصة بين “ميادين الثورة” في مصر، إذ تشير تقارير إلى أن أول شهداء ثورة يناير سقطوا في ذلك الميدان قبل يوم “جمعة الغضب” في 28 يناير/كانون الثاني.
ولميدان الأربعين تاريخ طويل مع الثورة، إذ يعد الميدان رمزا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمصر، فقد خرجت المقاومة الشعبية في السويس للشوارع لمواجهة القوات الإسرائيلية التي كانت تفرض حصارا على المدينة إبان حرب أكتوبر عام 1973.
وكان من بين أبرز وجوه ثورة يناير في السويس الشيخ حافظ سلامة، وهو أحد أبطال المقاومة الشعبية، وقد شارك في الثورة رغم تجاوزه 85 عاما، وقد ألهب حماس شبابها، وطالب الرئيس السابق مبارك بالتنحي عن السلطة.
ميدان الشون بالمحلة
عرف ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى شمالي القاهرة بأنه مهد الثورة ضد نظام مبارك، إذ خرجت فيه احتجاجات عمالية واسعة في يوم 6 إبريل/نيسان عام 2008، والتي عرفت حينها بـ”انتفاضة المحلة”.وقد تأسست حركة السادس من إبريل تخليدا لذكرى ذلك اليوم، الذي خرج فيه متظاهرون للشوارع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية وتحسين أوضاعهم المعيشية.
وفي يوم 28 يناير/كانون الثاني، وتوافد المتظاهرون إلى الميدان للمطالبة بإسقاط النظام، واعتصموا فيه حتى إعلان تنحي مبارك عن السلطة.ميدان الممر بالاسماعيلية
لقد مرت أغلب المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها مدينة الإسماعيلية من هذا الميدان، الذي يطلق عليه البعض لقب ميدان “الثورات”.
وقد شهد الميدان إبان ثورة يناير مظاهرات حاشدة، وتمكن المتظاهرون من الصمود في وجه قوات الشرطة التي تراجعت بعد فشلها في تفريقهم.
ويمثل ميدان الممر قيمة رمزية وتاريخية لدى سكان المدينة، فهو رمز من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الانجليزي لمصر.
ميدان الشهداء في بورسعيد
لم تكن المظاهرات التي خرجت في 25 يناير في مدينة بورسعيد أقل حماسة من تلك التي خرجت في السويس أو الإسكندرية، وكان ميدان الشهداء في قلب مدينة بورسعيد هو قبلة المتظاهرين الرئيسية.
واعتصم المتظاهرون في الميدان قبل أن يقرر مبارك الرحيل عن السلطة، وشهد الميدان احتفالات حاشدة عقب تنحي مبارك بعد أن شعر المتظاهرون بأنهم حققوا حلما كان “مستحيلا” في نظر البعض.
وهكذا لعبت تلك الميادين في مصر دورا بارزا إبان ثورة 25 يناير عام 2011، وستظل شاهدة على الحدث الذي يعتبره البعض نقطة فارقة في تاريخ مصر الحديث.”BBC”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد