إتفاق على إطار مقترح للسلام بين طالبان وواشنطن
العالم الآن – اتفق المفاوضون الأمريكيون مع نظرائهم من حركة طالبان الأفغانية على إطار مقترح لاتفاق سلام يضع حدا للصراع الذي استمر حوالي 17 عاما، وفقا لكبير المفاوضين الأمريكيين.
واستمرت المحادثات 6 أيام بين المفاوضين الأمريكين وممثلين لحركة طالبان في دولة قطر.
من جانبه جدد الرئيس الأفغاني دعوته لمفاوضات مباشرة مع الجماعة الإسلامية، لكن دعوته قوبلت بالرفض المعتاد من قبل طالبان التي تصف الحكومة بأنها “دُمى” في يد الولايات المتحدة.وحكمت الحركة أفغانستان في الفترة من 1996 إلى 2001.
وانتهى حكم طالبان باحتلال الجيش الأمريكي لأفغانستان عقب شن تنظيم القاعدة، التي اتخذت من البلاد مركزا لها، هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة.ويرى محللون أن إحلال السلام المستدام في البلاد قد يستغرق سنوات طويلة.
وكان زالماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، في العاصمة كابول لإطلاع الحكومة الأفغانية على ما توصلت إليه المحادثات مع طالبان.
وقال خليل زاد لصحيفة نيويورك تايمز في لقاء أجرته معه الصحيفة: “توصلنا إلى اتفاق على إطار عام يحتاج إلى بلورة حتى يتحول إلى اتفاق”.
وأضاف أن الاتفاق المقترح يقتضي أن تتعهد طالبان بألا تسمح أن تُستغل أفغانستان كبؤرة للإرهاب.
وقامت سياسة إدارة ترامب في التعامل مع ملف أفغانستان على الضغط على طالبان في اتجاه الجلوس على مائدة المفاوضات مع حكومة البلاد.
وتتضمن الاستراتيجية الأمريكية أيضا انسحابا كاملا للقوات الأمريكية من البلاد مقابل وقف إطلاق النار وتعهد طالبان بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية.
في المقابل، أكدت طالبان أن المفاوضات المباشرة مع الحكومة ممكنة بمجرد الاتفاق على موعد محدد لانسحاب القوات الأمريكية.
وتسبب الصراع في خسائر هائلة في الأرواح، و أشارت إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن ما بين 6000 إلى 11000 مدني لقوا حتفهم جراء الصراع في أفغانستان منذ عام 2009.قال خليل زاد، في اللقاء الذي أجرته معه نيويورك تايمز، إن طالبان تعهدت بألا تمنح جماعات إرهابية مثل القاعدة ملاذا آمنا، وهو مطلب أساسي تشترط واشنطن تلبيته لسحب قواتها من البلاد.
وأضاف أن “طالبان تعهدت، يما يتوافق مع مطالبنا، باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تحويل أفغانستان إلى منصة للتنظيمات الإرهابية الدولية أو الأفراد الذين يمارسون الإرهاب على المستوى الدولي.”
وحتى إجراء هذا اللقاء الصحفي، لم يصدر عن المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان أي تفاصيل سوى بعض التغريدات على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر التي وصف فيها ما حدث بأنه “تقدم هام” دون أن يدلي بأية تفاصيل.
وقال مسؤول كبير في طالبان حضر المحادثات لبي بي سي إن عطلة نهاية الأسبوع شهدت اتفاقا بين الجانبين على تشكيل لجنتين لوضع الخطط التفصيلية لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها من حيث المبدأ فيما يتعلق بقضيتين أساسيتين هما
موعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
تعهد طالبان بألا تسمح للجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة بأن تتخذ من أفغانستان مركزا لنشاطها في المستقبل.
وأضاف مصدر من طالبان، اشترط عدم ذكر اسمه، أن “اللجنتين سوف تحددان مسار انسحاب القوات الأمريكية، والوقت الذي يحتاجه إتمام الانسحاب، مرجحا أن الانسحاب قد يستغرق ستة أشهر “لكن مع توافر القدر الكافي من المرونة”.
ماذا قالت الحكومة؟
جدد أشرف غني، رئيس افغانستان، دعوته لطالبان إلى الجلوس على مائدة المفاوضات للدخول في محادثات مباشرة.
لكنه أشار إلى مخاوف تساوره حيال إمكانية الإطاحة بالحريات حال اقتسام السلطة مع طالبان.
كما أعرب ناشطون في مجال حقوق المرأة عن مخاوفهم أيضا نظرا لما يقولون إنه “الطريقة الوحشية التي كانت تتعامل بها طالبان مع النساء أثناء حكم الحركة للبلاد في السابق”.
وقال غني: “نتعهد بإقرار السلام، لكن هناك قيم غير قابلة للتفاوض، والتي من بينها على سبيل المثال الوحدة الوطنية، والسيادة الوطنية، ووحدة الأرض، ووجود حكومة مركزية قوية تتمتع بالكفاءة وغيرها من الحقوق الأساسية المكفولة للمواطنين في البلاد”.
وقال مكتب الرئيس الأفغاني إن المبعوث الأمريكي لأفغانستان نفى أن تكون مناقشات دارت بينه وبين غني حول ترتيبات مستقبلية لحكم البلاد.
ما هو الموقف الحالي في أفغانستان؟
اتسع نفوذ طالبان وزادت قوة بعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان في 2014.
ولا يزال هناك الآلاف من القوات تحت قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يتلقون التدريب، والدعم لأداء مهام مكافحة الإرهاب.
وينتمي الجزء الأكبر من هذه القوات إلى الجيش الأمريكي، إذ يبلغ عدد القوات الأمريكية في أفغانستان 14 ألف جندي يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب نصفهم بشكل عاجل، وهناك ثمانية آلاف جندي آخر من 38 دولة في أفغانستان أيضا.
وقال غني الجمعة الماضية إن حوالي 45 ألف من قوات الأمن المحلية لقوا حتفهم منذ انسحاب القوات الدولية في 2014.
ويعيش حوالي 15 مليون من سكان أفغانستان، نصف سكان البلاد تقريبا، في مناطق خاضعة لحركة طالبان أو في مناطق يتحرك فيها عناصر الجماعة بشكل معلن وينفذون هجماتهم دون رادع.”BBC”