في يوم ميلاد الملك أكتب – يارا الغزاوي – الأردن
العالم الآن – في يوم ميلاد الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه أكتب ، ،
حين نحتفل بذكرى ميلاد القائد….
ترتسمُ بأعيننا صُورٌ لرجالٍ عظام…
رجالٍ علمونا الحبَّ ،ومعنى العطاء…
علمونا الصّبرَ في الشِّدةِ…
وشُكرَ اللهِ في الرّخاء…
رجالٍ …أعطونا كلَّ شيءٍ…وأغلى شيءٍ…
أحببناهم ولا زلنا نحبُّهُم…
لأنّهم الأرضُ..
والوطنُ….
والحِضْنُ…
والحصن.
فمع إشراقة يوم الثلاثين من يناير كل عام نتفيّأ ظلالَ ذكرى ميلاد القائد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يحفظه الله ويرعاه..
ونحنُ نجدّد العهدَ لقيادته الحكيمة التي صاغتْ حُكمَهَا على الرفق والتراحم… والتسامح والتواصل البنّاء.. وعلى قيمِ العزِّ والكرامة ِ واحترام الذات….
نعيشها بفرحٍ مقيم ،ونحن نستشعرُ بشارة الأب الباني الحسين ابنِ طلال طيّب الله ثراه ،حينَ زفَّ للشعب نبأ مولدِ ابنهِ عبدِالله في الثلاثين من يناير عام ألفٍ وتسعِ مئةٍ واثنين وستينَ…. لينذرَهُ لخدمة الأمة، وليكونَ من بعدِهِ راعياً للمبادئ ، ومكمّلاً لما بدأهُ الهاشميون من إنجازاتٍ لامستْ كلَّ مناحي الحياة ، وليظلَّ الأردنُّ عصيّاً على جميع التّحديّات والمتغيّرات ، شامخاً مستقرّاً ينعمُ فيهِ أهلُهُ بالأمن والطمأنينة ، وملاذاً للأشقّاء العرب الذين ضاقتْ بهم أوطانُهُم….
إنَّ سبرةَ عبدِالله الثاني في حُكمهِ الرشيد،وجسارَتِهِ في بناءِ الوطنِ والإنسان تدخلُ التاريخَ من أوسعِ أبوابه ؛ فمنذُ أن آلتْ إليهِ راياتُ الثورةِ العربيةِ الكبرى وأؤتمنَ على مبادئها أقسمَ ألا يحبطَ توقَ العربِ للانعتاقِ من التبعيةِ والجهل ، وبناء مستقبلٍ مشرقٍ يليقُ بهم…
ما وصلَ إليهِ بلدُنا اليومَ من أمنٍ ورقيٍّ وحرياتٍ ، إنما هوَ تتويجٌ بالغارِ للفارس الهاشميِّ ، الذي وعد فأوفى ، منذُ صارت صيحتُهُ في وجهِ التّطرفِ والإرهاب والجمود الفكريِّ هديرَ أمةٍ …تعطّرتْ بعبقِ التّضحيةِ ،وتمجّدت بالعزيمة ، وتاهتْ على الدنيا هاتفةً :
هذا وطننا …. هذا مليكُنا…
إنّ مانشهدُهُ اليومَ من تطوّرٍ لافتٍ ، واستقرارٍ
راسخٍ ثابت ، لم ينزلْ علينا كمائدةٍ منَ السماءِ ….
ولم ينبتْ كما نبتةُ الفِطْر…
وإنما تراكمَ عبرَ سنين طِوال….
لبِنةً فوقَ لبنة…
وإضافةً بعدَ إضافة…
حتى انتصبَ الوطنُ نموذجاً عملاقاً للإرادة والتحدي.. ودليلاً على الوعيِ المتّقدِ في النفوس…الذي لم يستسلمْ لظروفِ التحلّلِ والتداعي والانكسار الذي أصاب دولا شقيقة…
في ذكرى ميلاد القائد ، نستذكرُ رجلاً ولا أعظم….
تصدّى للمسؤولية الجسيمة بوعيٍ ، فأعطاها من شمائلهِ شمائل…
وراحَ يُواجِهُ عُتوَّ الظروف بقُوّةِ الإيمانِ والصّبر…لم يكنْ لهُ وللقابضين على الجمرِ معه سوى إرادةِ الحريّةِ، وعنفوانِ الذات،ونفحِ الشجاعة….
انغرسَ في همومِ شعبهِ وعاشها معهم…
يطّلعُ على كلِّ كبيرةٍ وصغيرةٍ بوعي وتدبّر….
يتابعُ الشاردَ منها والوارد..
يغوصُ في أعماق المجتمع وقضاياه….يتلمّسُ احتياجاتِ المواطنينَ ،يسبرُ أغوارَ تطلعاتهم ومشكلاتهم ومصاعب حياتهم….يُلمُّ بأدقِّ تفاصيل حياة الناس…فتراهُ يقفُ عليها متأملاً ، متفرّساً…
مراقباً دؤوباً….
واصفاً لحكومته الحلولَ والرؤى وموجهاً لها…
مكافحاً لشتى أشكال الفساد والمحسوبيات ، وسياسة التنفيع والاستثمار الوظيقيّ…
وهوَ حينَ يغضبُ ، فغضبتُهُ انتصارٌ للوطنِ والإنسان…
لا يخفّفُ من حدّتها وجِدّيتها تسويفٌ أو قولٌ معسولٌ من مسؤول…أو تبريرٌ يواري سوءةَ التقصير..
يتطلّعُ ليومٍ يحظى فيه أبناؤه بحياةٍ كريمة.. إثماراً لجهدهِ ، وحصاداً لبذله وعطائه ووفاءً لعهده…
إنَّ الثلاثين من يناير من كلّ عام ليستْ ذكرى عابرة لميلاد قائد،بل هي أداءٌ وإنماءٌ مغروسانِ في صميمِ هذا الشعب ووجدانهم….كيْ تبقى سيرةُ الملك ِعبدِاللهِ الثاني حكايةَ بطولةٍ يتناقلُها الأردنيونَ جيلا بعد جيل.. ويُوسّعون لهُ أهدابَ عيونِهم مقاماً ؛ لإنّ لهُ مآثرَ دائمةً متجذّرةً في النفوس…
ستظلُّ في أحادبثِ الآباء للأبناء قصةَ خَلقٍ ورجولةٍ وإقدام….
لنا من وهجها قبسٌ ، سيظلُّ لهُ في حياةِ الأردنيين ، وخفقاتِ قلوبهم أصدقُ روايةٍ،وخيرُ عنوان….