#كومستير…السيليكون وفوبيا الشيخوخة – شادن صالح – الأردن

0 1٬512

العالم الآن – “كل منا جميل ولكن بطريقة ما” …. لو أخذنا هذه الجملة كحكمة لنا في الحياة لكان الأمور أبسط بكثير مما نتخيل… ولكن ثورة الإعلام والشهرة والأضواء جعلتنا نتشبع بالطمع وعدم القناعة بأنفسنا وأصبحنا نسخ مكررة من المشاهير بملامحهم وأشكالهم.
أحياناً يتغير شكل البعض منا مع العمر وأحياناً أخرى نتيجة حادث ما أو مرض قد يغير من ملامحنا فنلجأ للتجميل لإعادة التوازن لأجزاء معينة عن طريق استعادة مقاييس الجمال لهذا الجزء.
لكن الأمر وبعد تطور العلم والتقنيات أصبح هوساً لدى الكثير.
الأحصائيات المتوفرة تفيد بأن عمليات التجميل زادت بنسبة 700% في السنوات العشر الأخيرة وأن 20 ألف طبيب مصرح لهم بهذه العمليات حول العالم.
وهل لك أن تتخيل أن عام 2013 لوحده تم إنفاق 40 بليون دولار على عمليات التجميل.
الأمر المقلق أن نسبة الخطأ في هذه العمليات وارد وبكثرة منا يجعل الإنسان أكثر تشوهاً وبشاعة خاصة وأن من يمارس هذه ” المهنة ” غير مرخص لها وأصبحت تنفذ في صالونات التجميل وعيادات غير مرخصة إضافة الى إستخدام مواد صناعية وكثرة الغش فيها.
اليرازيل تعد الدولة الأكثر إستخداماً لهذه العمليات وتفوق كل دول العالم بعدد العمليات التي تجريها .. حتى أنها تقدم قروضاً ميسرة وتسهيلات لغاية إجرائها.
وتكثر فيها عمليات شفط الدهون وحقن اليوتوكس والسيليكون وتجميل الأنف.

الدول العربية مثل دبي أصبحت منافسة لدول الغرب في هذا المجال، حيث أصبح الذهاب إلى عيادات التجميل أمراً اعتيادياً ومرتبط يالتغييرات التي طرأت على حياة المرأة العربية وينبع ذلك مما يسمى ” عقدة الخوف من المظهر البشع ” وفي علم النفس بdysmorphophobie كمتلازمة ترافق النساء في وقت أصبح الحكم فيه على الأشخاص يعتمد على الشكل.
فمن نفخ الشفاه والصدور إلى تخسيس البطن والأرداف، وصولاً الى حت الأنف وغيرها الكثير حيث  يتم سويق نموذج أنثوي أحادي للجمال على نطاق واسع عبر الإعلام والعمل الى تنميط الصورة والسلوك حتى تصبح المغنيات مثلاً يلفتن الإنتباه إلى أجسادهن لا إلى فنهن وصوتهن.
أستطيع أن أقول جازمة أن اللجوء لذلك ترفاً اجتماعياً غي مبرر ويندرج تحت بند السلوك المرضي.
مع تطور الحياة السريع وتغيير متطلبات السلوك الإجتماعي إضطر الكثيرات إلى تغيير طرقهن في التسويق للعمل والحياة الإجتماعية والوصول إلى مراتب إغراء عالية عن طريق نفخ وشغط وتخسيس أجزاء من اجسادهن ظناً منهن بأن ذلك هو مواكبة للتطور والحياة..

السؤال هنا لماذا؟
أنا شخصياً مع الإهتمام بالشكل والمظهر وبحدود معقولة منطقية، ومع إجراء هذه العمليات عند الحاجة الطبية والعلاجية لها وأحياناً كنا ذكرت في البداية لإعادة التوازن في الشكل.
لكن الهوس المفرط بتلك العمليات، أهو للفت إنتياه الرجل أكثر؟ أهو غباء بأن كل ما يهم الرجل في المرأة هو شكلها ؟ أم يعود ذلك إلى عدم الثقة في المرأة بذاتها وشكلها ؟
أم يعتبر ذلك شيئاً طبيعياً وإنعكاساً للإنفتاح والتطور ومواكبة العصر؟
ألهذا الحد تبدو قكرة التقدم بالعمر مرعبة لدينا ؟! أم أصبحنا جميعاً نريد أن نكون كيم كارديشيان وهيفاء وهبي وغيرهن؟
على ثقة بأن كل منا يعرف الإجابة ونخجل من التصريح بها

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد