الجامعة العربية وقضية فلسطين – د. غالب سعد – الأردن
العالم الآن – تحت رعاية رجل الأعمال الأمريكي من اصول فلسطينية، عدنان مجلي، عُقِدَ في قطاع غزة، على مدار اليومين الماضيين، مؤتمريحمل هذا العنوان، وفي العادة، يجري الأهتمام بمضمون مثل هذه الملتقيات ونتائجها، أما بالنسبة لي شخصياً، ومن قضى مثلي اكثر من ثلاثين عاماً في الجامعة العربية، معظمها في ادارة فلسطين، ونَظَّمَ وشارك في مئات المؤتمرات والندوات واللجان، حول القضية الفلسطينية، فلا يتوقع اي مفاجأة من هذه المؤتمرلسببين، الأول: أن الجامعة العربية، تغط منذ سنوات في سبات عميق، ليس لعيب فيها لا سمح الله، ولكن بسبب حالة الموت السريري للعمل العربي المشترك، منذ موجة الربيع العربي والمطبات التي وقعت بها الجامعة، والسبب الثاني : ان القضية الفلسطينية، هي الأخرى دخلت في غيبوبة منذ اتفاق اوسلوفي تسعينيات القرن الماضي، وتدهورت حالها وأُدخلت العناية المركزة منذ الانقسام بين سلطة حماس في قطاع غزة وسلطة فتح في الضفة الغربي،عام 2007، ولم يتمكن كل الوسطاء من اخراج الفصيلين من هذا المستنقع حتى الآن.
ربما قراءة الشكل في هذا المؤتمر تغني عن قراءة المضمون، فالدكتور مجلي مواطن أمريكي مقرب من الحزب الجموري، مولود في إحدى قرى الضفة الغربية ( طوباس )، ولكنه يركز إهتمامه على قطاع غزة، جاء عبر الأطلسي الى القطاع خصيصاً بفكرة المؤتمر، محتواً ورعايةً وتمويلاً، وعبر الأطلسي أيضاً، تنقل وسائل الاعلام للقطاع، أخبار صفقة القرن، التي تبشر بانه سيصبح كياناً وطنياً فلسطينيا بدون منازع، وهوحلم لم يفارق القطاع منذ نكبة 1948 ، واحتضانه لحكومة عموم فلسطين، من هنا يُطِلُ علينا المعنى المستتر لمؤتمر غزة، بنكهته الأطلسية، وهو أن ميلاد كيان سياسي فلسطيني جديد، يحتاج بالضرور لتغطيةعربية، وهوما يتطلب مثل أي ميلاد، إستدعاء القابلة القانونية، حتى لو في منتصف الليل، لحسن الحظ، أن القابلة ( جامعة الدول العربية ) التي شهدت ولادة معظم الكيانات العربية، تقطن في ميدان التحرير وسط القاهرة، وعلى بعد خطوات من الجارة العزيزة غزة، مكان الوالدة وبيت المولود، ( ألف مبروك سلفاً ).
[email protected]