مونديال جنوب سورية-درعا-أيمن الخطيب- الأردن

0 937

 

العالم الآن -في الوقت الذي تتجه في أنظار العالم لمتابعة مونديال كروي في روسيا ،
هناك مونديال آخر أكثر حماسا وإلتهابا تتجه فيه أنظار المجتمع الدولي و قواه الفاعلة الدولية والإقليمية
هذه المرة في سورية وتحديدا في جنوب سوريا
_ درعا _ التي كانت أول إنطلاقات التحرك ضد الوطن السوري السياسي والجغرافي والإقتصادي والعسكري.

معركة درعا تشكل حجر الرحى في ميزان القوى في المنطقة لما يمثله الجنوب السوري من خط جغرافي أريد له في عام 2013 له أن يكون أساس التشكيل الجيوسياسي الجديد في المنطقة ،
هذا الأساس سرعان ما تفكك في ظل معارك إنتصار خاضتها الدولة السورية مع حلفائها تحديدا منذ معركة الغوطة وقرار التوجه أكثر نحو جنوب سوريا وحسم المعركة الكبيرة هناك .
ما يحدث في درعا اليوم لا يمكن عزله عن تحضيرات سياسية و أمنية كبيرة تجري في المنطقة مرتبطة أساسا في مشروع تصفية القضية الفلسطينية في سياق مفاوضات امريكية _ روسية تتحدث عن مقايضات بأن تتولى روسيا الملف السوري بينما يُترك الملف الفلسطيني للولايات المتحدة .
في مونديال الحسم العسكري في درعا هناك ستة دول فاعلة و معنية جدا في كل خطوة تتحقق في جنوب سورية وهي أمريكا و روسيا و الاردن والإحتلال الإسرائيلي و سوريا
و إيران ،
والزيارات على المستوى الثقيل التي شهدتها العاصمة الاردنية ” عمّان ” خلال أسبوع واحد تنضوي على
رزمة تحركات لمشروعين مختلفين يريدان الحسم بطريقتين مختلفتين في جنوب سورية .

سوريا التي تتحرك من أرض قوية وحلفاء داعمين سياسيا وعسكريا تريد فرملة المشروع الامريكي الاسرائيلي الذي بدأه دونالد ترامب في إعلانه لنقل السفارة الى القدس والحديث عن تنسيق مشترك سعودي مصري إسرائيلي بغطاء أمريكي لأقامة دولة فلسطينية في سيناء وتغيير في تركيبة الاردن السياسي حتى يستوعب ملحقات و نتائج المشروع ؛
لأن بقاء جنوب سوريا دون حسم عسكري يعني أن سوريا ستخسر ميزان القوى الاستراتيجي في المنطقة التي حافظت عليه منذ توقيع إتفاق فض الاشتباك عام 73 و ستجعل من جنوب سورية خاصرة رخوة تهدد العاصمة دمشق .

في المقابل يجد الطرف الآخر أن الوقت قد حان لتمرير الصفقة عن الطريق الضغط على الاردن
و إقحامه في مواجهة في جنوب سورية وهو أمر يسعى الاردن لتجنبه بأقل الضرر .
الاردن الرسمي أعلن على لسان عبدالله النسور رئيس الوزراء في عام 2015 أن الاردن غير معني بأي حسم.عسكري في جنوب سورية لأن هذا يعني أن الشمال الاردني سيكون خاصرة رخوة أيضا بصرف النظر لأي جهة سيكون الحسم .
اليوم يجد الأردن نفسه في مأزق يتعلق في مصيره في المنطقة في ظل وضع إقتصادي خانق تسبب به حلفاؤه التاريخيون _ الذين ينسجمون هم الآخرون مع رغبات إسرائيل _
ويحاول ضبط الإيقاع دون التورط في معارك خاسرة خارج حدوده .

معركة الحسم في درعا ،
هي التي ستحدد شكل المنطقة والمونديال الحقيقي يجري هناك و كأس البطولة ستظفر به الحقائق على الأرض هناك ،
و الفائز سيفرض شروط اللعبة من جديد و علينا
أن ننتظر لأن العد التنازلي قد بدأ ،
فإما الذهاب بإتجاه إعلان إسرائيل شرطيا أمنيا على المنطقة أو التمسك بما تبقى من الورد في ساحة المعركة
_ معركة الصراع العربي الإسرائيلي _
وتفويت الفرصة على كل من يريد حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن و سورية .

……

أيمن الخطيب-الأردن

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد