مادورو يرفض مساعدات أمريكية لفنزويلا والمعارضة تعتبر عدم دخول المساعدات جريمة إنسانية
العالم الآن – قالت الحكومة الفنزويلية يوم الجمعة إن على الولايات المتحدة توزيع المساعدات الإنسانية التي أرسلتها، في كولومبيا حيث تخزنها هناك، في حين حذرت المعارضة من أن منع دخول الطعام والدواء الذي تشتد الحاجة إليه في البلاد قد يمثل جرائم ضد الإنسانية.
وبعد يوم من وصول قافلة المساعدات إلى مدينة كوكوتا الحدودية سخر الرئيس نيكولاس مادورو من الولايات المتحدة لتقديمها كميات صغيرة من المساعدات بينما تبقي على عقوبات تتسبب في منع نحو 10 مليارات دولار من منشآت النفط البحرية والعائدات.
ومن جانبه حذر منافسه خوان جوايدو، الذي اعترفت به عشرات الدول زعيما شرعيا لفنزويلا، ضباط الجيش من عرقلة وصول المساعدات وسط انتشار واسع النطاق للأمراض وسوء التغذية بسبب انهيار اقتصادي ناجم عن تضخم هائل.
وقال مادورو في مؤتمر صحفي ”خذوا كل المساعدات الإنسانية واعطوها للناس في كوكوتا حيث هناك الكثير من المحتاجين… هذه لعبة رهيبة كما ترون. إنهم يخنقوننا ثم يجعلونا نتسول الفتات“.
وتابع مادورو في المؤتمر الصحفي ”إنهم يقدمون لنا ورق المراحيض مثل الذي يلقيه (الرئيس الأمريكي) دونالد ترامب لشعب بويرتوريكو“. وشهد المؤتمر الصحفي بعض المشاكل الفنية مثل انقطاع الصوت والصورة.
وكان مادورو يشير إلى عملية غير متقنة جرت عام 2018 لتوزيع مساعدات في تلك المنطقة التابعة للولايات المتحدة بعد إعصار شهدت إلقاء مناشف ورقية على ضحايا الإعصار.
وتسبب الوضع البائس لفنزويلا في إذكاء أزمة سياسية بلغت أوجها الشهر الماضي بإعلان جوايدو نفسه الرئيس الشرعي المؤقت للبلاد استنادا إلى مادة في الدستور. ويجادل جوايدو (35 عاما) بأن مادورو أعيد انتخابه العام الماضي في انتخابات مزورة مما يستدعي إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وأعلنت أكثر من 40 دولة بينها الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى ومعظم دول أمريكا اللاتينية اعترافها بجوايدو رئيسا شرعيا لفنزويلا.وقال جوايدو ”أريد أن أرى كم ضابط بالجيش على استعداد لارتكاب جرائم ضد الإنسانية بعدم السماح بإنقاذ أرواح الناس الأكثر ضعفا… ما بين 250 و300 ألف شخص يواجهون خطر الموت إذا لم يلقوا اهتماما فوريا“.
وزادت الضغوط الدولية على مادورو للتنحي هذا الأسبوع في حين تواصل روسيا والصين دعمه وحذرتا واشنطن وآخرين من التدخل.
وعقدت مجموعة الاتصال الدولية بشأن فنزويلا اجتماعها الافتتاحي في مونتيفيديو عاصمة أوروجواي حيث دعت إلى تبني نهج ينأى عن التدخل في الشؤون الداخلية.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني إن المجموعة، التي دُشنت في أواخر الشهر الماضي، تضغط من أجل التوصل إلى حل سلمي وسياسي، مضيفة أن القرار يجب أن ينبع في نهاية المطاف من شعب فنزويلا.
وقالت موجيريني في مونتيفيديو وهي تقف بجانب رئيس أوروجواي تاباري فاسكويز ”هذه ليست النتيجة المرغوبة فحسب بل هي النتيجة الوحيدة إذا اردنا تجنب المزيد من المعاناة وعملية فوضوية.“
وتضم المجموعة من الاتحاد الأوروبي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد وبريطانيا ومن دول أمريكا اللاتينية بوليفيا وكوستاريكا والإكوادور والمكسيك وأوروجواي.
واحتفظ مادورو، الذي يصف جوايدو بأنه دمية أمريكية ويسعى إلى إثارة انقلاب، بالسلطة بدعم من الجيش، رغم أن زعيم المعارضة طلب من الجيش أن يقف في صف قوى الديمقراطية.
“رويترز”