ترحيب لبناني بمساعدة عسكرية من إيران دون الإضرار بالبلاد
العالم الآن – رحب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الإثنين، بالعرض الإيراني لتقديم مساعدات لجيش ومؤسسات بلاده شرط ألا يتسبب ذلك في أضرار أخرى للبنان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في مقر الوزارة بالعاصمة اللبنانية بيروت.
كان ظريف جدد، في تصريحات للصحفيين، لدى وصوله إلى بيروت الأحد، عرض بلاده تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني إذا أبدت بيروت رغبة في ذلك.
بينما قال الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، إنه مستعد للحصول على أنظمة دفاع جوي للجيش اللبناني من إيران لـ”مواجهة الطائرات الإسرائيلية ولتأمين كل ما يريده ليصبح أقوى جيش في المنطقة”.
وردا على ذلك قال باسيل: “مصلحة لكل العالم أن يحافظ لبنان على مناعته ضد الإرهاب، ومن الطبيعي أن نفكّر بكل مساعدة لجيشه ومؤسساته طالما أن لا شروط عليها، وتقوي الدولة والمؤسسات، ومرحّب فيها شرط ألا تؤدي إلى أضرار ثانية”.
ويخشى لبنان من تعرضه لأضرار على الصعيد الدولي حال تقوية علاقاته مع إيران التي تسعى الولايات المتحدة إلى فرض عزلة عليها.
وتعد الولايات المتحدة أهم أهم مزودي الجيش اللبناني بالسلاح.
وحول التعاون مع إيران في الملف السوري، قال باسيل إن “إيران تقف إلى جانب لبنان بالكامل في موضوع النزوح السوري”.
وأوضح: “ناقشنا (مع ظريف) موضوع عودة النازحين وهو الموضوع الأساسي والأهم بالنسبة إلى لبنان، وأكد لنا الوزير ظريف دعم إيران لعودة النازحين”.
وأضاف: “متفقون معه (ظريف) على وجوب التسريع بالحل السياسي لسوريا، ومسار أستانة يهم لبنان من ناحية الاستقرار وتهيئة الأجواء لعودة النازحين”.
وقال: “ندعم لجنة تشكيل الدستور السورية وكل الجهود التي تصب في عودة النازحين؛ فسوريا أصبحت آمنة”، حسب قوله.
واستطرد: “سمعنا دعما إيرانيا لتأمين العودة السريعة والآمنة للنازحين”.
كان الرئيس اللبناني ميشال عون طلب، خلال استقباله ظريف في وقت سابق اليوم، مساعدة إيران في تحقيق عودة اللاجئين السوريين ببلاده إلى سوريا، مؤكدا أن الحكومة الجديدة ستولي هذا الملف أهمية خاصة.
وفي موضوع آخر، أعلن باسيل عدم مشاركة لبنان في مؤتمر وارسو الذي دعت له الولايات المتحدة في العاصمة البولندية يومي 12 و14 من الشهر الجاري لبحث ملفات منطقة الشرق الأوسط.
وقال إن غياب لبنان عن مؤتمر وارسو يأتي بسبب مشاركة إسرائيل و”تعارض المؤتمر مع سياستنا للنأي بالنفس”.
وأضاف باسيل: “لبنان هو للجمع وليس للتفريق في سياسته الخارجية”، متابعا أن “إسرائيل هي الدولة الأكثر في العالم التي لا تحترم القانون الدولي”.
ولفت وزير الخارجية اللبناني إلى أنه تطرق في مباحثاته مع ظريف إلى ملف نزار زكا، وهو لبناني أمريكي معقل في ايران بتهمة “التجسس”.
وقال في هذا الصدد: “ذكّرنا بموضوع نزار زكا وطالبنا بايجاد المخرج القانوني المناسب بهذا الخصوص”.
من جانبه، عقب ظريف، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، على الطلب اللبناني بخصوص زكا، مشددا على أن “هناك فصل للسلطات في الجمهورية الإيرانية واستقلالية تامة للسلطة القضائية في إيران، لكننا نقوم بقدر الإمكان بالجهود اللازمة لحلّ الأمر تحت بند الملف الإنساني”.
وبخصوص تعزيز التعاون مع لبنان، أكد أنه “ليس هناك قانون دولي يمنع إيران ولبنان من التعاون والانفتاح والتلاقي”.
وأضاف: “واثقون بأن الحكومة الجديدة ستنهض بلبنان وسنبقى دائما إلى جانب الشعب ونمد يد العون بكافة الأطر”.
وأكد: “نحن على أتم الاستعداد للتجاوب مع طلب الحكومة اللبنانية لنتعاون معها في أي مجال حيوي تراه مناسبا”.
وعن المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، قال ظريف: “ايران مستعدة تماما للتعاون مع الحكومة اللبنانية والجيش في أي مجال يراه لبنان مفيدا وسندرس إمكانياتنا المتاحة في هذا المجال ثم نتّخذ القرار المناسب”.
ولفت الى انه تحدث مع باسيل حول المستجدات السورية، وقال: “أكدنا على جهود ايران بالمساهمة في ايجاد حل سياسي”.
وأضاف: “آلية الحل السياسي في سوريا يجب أن تحدّد من خلال ارادة السوريين أنفسهم لا من خلال ارادة أي طرف خارجي”.
” الأناضول “