تنديد وإحراق الأعلام الأمريكية غي ذكرى الثورة في إيران
العالم الآن – شارك مئات آلاف الإيرانيين في مسيرات وأحرق بعضهم أعلاما أمريكية يوم الاثنين لإحياء الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، بينما تباهى قادة البلاد بصاروخ باليستي جرى تطويره حديثا في تحد للجهود الأمريكية لكبح قوتهم العسكرية.وتدفق جنود وطلاب ورجال دين ونساء متشحات بالسواد يحملن أطفالهن على الشوارع في أنحاء إيران، وحمل كثيرون صورا لرجل الدين الشيعي آية الله روح الله الخميني الذي أسقط الشاه في ثورة إسلامية ما زالت تزعج الغرب حتى يومنا هذا.
ويوم 11 فبراير شباط 1979، أعلن الجيش الإيراني التزامه الحياد، وهو ما مهد الطريق أمام سقوط الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لحشود كبيرة تتحدى الطقس البارد والمطر وتحمل الأعلام الإيرانية وتردد ”الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا“، وهو الهتاف الشهير للثورة.
وكُتب على إحدى اللافتات: ”رغم أنف أمريكا، الثورة تبلغ عامها الأربعين“.وبعد عقود من العداء مع الولايات المتحدة، قالت طهران إنها عازمة على تعزيز قوتها العسكرية وبرنامجها الصاروخي الباليستي رغم الضغوط المتزايدة من دول معادية لكبح عملها الدفاعي.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن إيران استعرضت صواريخها الباليستية خلال المسيرة، بينها صاروخ ذو الفقار، وهو صاروخ أرض-أرض مداه 700 كيلومتر، وصاروخ قيام، الذي يبلغ مداه 800 كيلومتر.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطاب ألقاه يوم الاثنين في ميدان آزادي (الحرية) في طهران ”لم ولن نطلب إذنا لتطوير أنواع مختلفة من… الصواريخ وسنواصل طريقنا وقوتنا العسكرية“.
- قمع للمحتجين
في واشنطن، كتب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون على تويتر أن بعد مرور 40 عاما ”أخفقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوفاء بالوعود التي قطعتها بتعزيز وحماية حقوق مواطنيها“. وكان بولتون عبر في 2017 عن أمله في ألا تبلغ ”الثورة الإيرانية عيد ميلادها الأربعين“.
وجاء الإقبال الكبير على المشاركة في المسيرات التي ترعاها الدولة والتي أُحرقت فيها أعلام أمريكية وإسرائيلية في وقت يواجه فيه الإيرانيون متاعب اقتصادية متفاقمة يلقي كثيرون باللوم فيها على القادة الدينيين للبلاد.
وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المتظاهرين يحملون لافتات للاحتجاج على الفساد والبطالة وارتفاع الأسعار.
وقال أحدهم ”الهدف من حضورنا الذكرى الأربعين للثورة هو إبداء دعمنا للجمهورية الإسلامية“.
وأضاف ”لكن ذلك لا يعني أننا ندعم فساد بعض المسؤولين وخذلهم للمقهورين“.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الصور.
وشنت السلطات الإيرانية حملة العام الماضي على احتجاجات على تدني مستويات المعيشة شكلت أكبر تحد للقيادة الدينية منذ انتفاضة بسبب انتخابات نشب خلاف على نتائجها في عام 2009.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية، خاصة اللحم، منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي سحب بلاده من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 وإعادة فرض عقوبات على طهران.
وفي يناير كانون الثاني قال الرئيس حسن روحاني إن إيران تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الإطاحة بالشاه. لكنه بقي منتهجا لمبدأ التحدي مع تذكر الإيرانيين لنهاية عهد الشاه الذي حابى الأغنياء وأطلق عناصر الشرطة السرية لملاحقة المعارضين.
وقال روحاني إن الجهود الأمريكية لعزل إيران ستفشل، وأضاف أن العقوبات الأمريكية لن تقصم ظهر الجمهورية الإسلامية.
وتابع قائلا ”لن ندع أمريكا تنتصر… واجه الشعب الإيراني وسيواجه بعض الصعوبات الاقتصادية لكننا سنتغلب على المشاكل بمساعدة بعضنا البعض“.
- لافتات على هيئة ”كلاب“
رفع متظاهرون لافتات قطعت على هيئة كلاب. وحملت إحدى اللافتات وجه ترامب وحملت أخرى وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.وقال يد الله جواني مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني للشؤون السياسية إن طهران ستمحو مدنا في إسرائيل من على الأرض إذا هاجمت الولايات المتحدة الجمهورية الإسلامية.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عنه قوله ”لا تملك الولايات المتحدة الشجاعة لإطلاق رصاصة واحدة علينا رغم كل إمكانياتها الدفاعية والعسكرية“.
وتوفي الخميني في عام 1989 وحل الزعيم الأعلى الحالي آية الله علي خامنئي محله.
وتنظر الولايات المتحدة ودول عربية إلى إيران بشكوك كبيرة منذ الثورة الإسلامية، وذلك خوفا من أن يُلهم فكر الخميني المتطرف المتشددين في أنحاء الشرق الأوسط.
ويوم الاثنين، تحاول الولايات المتحدة والدول العربية الحليفة التصدي لنفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط، إذ أن لطهران وكلاء في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
” رويترز “