الإعلامي تركي الدخيل يقدم أوراق إعتماده كسفير السعودية لدى الإمارات
العالم الآن – قدم الإعلامي والكاتب السعودي تركي الدخيل أوراق اعتماده لوزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد وتولى منصب سفير السعودية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة رسميا.
وجاءت خطوة تعيين الدخيل في هذا المنصب بعد أيام قليلة من نشر وسائل إعلام أمريكية تقريراً عن محادثة بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تناولت الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي.
فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قبل أيام قليلة عن مسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة الأمريكية أنهم اطلعوا على تقارير استخباراتية عن محادثة جرت بين ولي العهد وتركي الدخيل في سبتمبر/أيلول 2017، تحدث فيها ولي العهد عن إمكانية استعمال “رصاصة” ضد جمال خاشقجي إذا لم يتوقف عن انتقاد الحكومة السعودية ورفض العودة إلى السعودية.وكان خاشقجي قد بدأ في ذات الشهر بالكتابة في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن الأوضاع الداخلية في السعودية وحظيت مقالاته باهتمام واسع في الاعلام العالمي باعتباره كان مقربا من دائرة صنع القرار في المملكة على مدى عقود من الزمن وحتى فترة قريبة.وتمتلك أجهزة الأمن الأمريكية كميات كبيرة من التسجيلات الصوتية والرسائل النصية لعمليات التنصت على ولي العهد السعودي على مدى سنوات وتقوم حاليا بتحليلها.
وقامت أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتحليل المحادثة التي جرت بين ولي العهد وتركي الدخيل بهدف التأكد من الجهة التي تقف وراء مقتل خاشقجي.
وحسب نيويورك تايمز ناقش ولي العهد مع الدخيل كيفية إعادة خاشقجي إلى السعودية وذكر أمامه كلمة “رصاصة”.
وقبل المحادثة بين الدخيل وولي العهد بأيام قليلة، اشتكى بن سلمان أمام مستشاره سعود القحطاني من تعاظم نفوذ وتأثير خاشقجي حسب الصحيفة، وأن كتاباته وتغريداته تشوه صورته باعتباره صاحب توجهات اصلاحية تقدمية.وقد نفى الدخيل التقارير الأمريكية تماماً ووصفها بأنها استمرار لمحاولات بعض الأطراف لربط “سمو ولي العهد محمد بن سلمان بهذه الجريمة المروعة”.
ودافع الدخيل في 14 اكتوبر/تشرين الأول 2018 عن موقف السعودية ضد بعض الدعوات لفرض عقوبات على السعودية عبر مقال نشره في موقع قناة “العربية” على الإنترنت عندما كان مديراً لها.
وكتب الدخيل: “قرأت بيان الحكومة السعودية رداً على الأطروحات الأمريكية بخصوص فرض عقوبات على السعودية، والمعلومات التي تدور في أروقة اتخاذ القرار السعودي، تتجاوز اللغة الواردة في البيان، وتتحدث عن أكثر من ثلاثين إجراء سعودياً مضاداً لفرض عقوبات على الرياض، بل إن التحليلات توشك أن تتوافق مع هذه الأطروحات، وهي سيناريوهات كارثية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي قبل الاقتصاد السعودي”.
وكانت الحكومة السعودية قد أصدرت بيانا ردا على الدعوات لفرض عقوبات أمريكية عليها.
ومنذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في السعودية وتعيين نجله محمد وليا للعهد تعززت العلاقات بين السعودية والإمارات إلى حد بعيد وبات البلدان في حلف واحد والتنسيق بينهما على أعلى المستويات.
وتعيين تركي الدخيل الذي كان حتى وقت قريب أحد مستشاري ولي العهد في منصب السفير لدى الإمارات، يشير إلى مدى الأهمية التي يوليها ولي العهد للعلاقة مع الإمارات.
ويخوض البلدان حربا مشتركة ضد حلفاء إيران في اليمن وينسقان جهودهما ضد التحالف القطري-التركي الذي يؤيد جماعات الإسلام السياسي السنية.وكان الدخيل، 45 عاما، قد لفت الأنظار عبر برنامج “إضاءات” الحواري الأسبوعي على قناة “العربية” لمدة عقد من الزمن منذ 2003 حتى عام 2013.
واستضاف الدخيل في البرنامج ضيوفاً من مختلف التوجهات وفي مختلف المجالات وفي كثير من الحلقات اتسم الحوار بالجرأة وبينها حلقات تناولت الخطاب الديني السائد في السعودية والفتاوى والتطرف الديني.
وقبل ذلك قدم برنامج “في خاطري شيء” في ذات القناة ما بين 1999 و2003. كما كتب العديد من المقالات في الصحف التي تملكها السعودية وفي مواقعها على الإنترنت.
وعمل كاتباً في جريدة “الوطن” ما بين 2005 و2012 وجريدة “الرياض” ما بين 1989 و1992 و”عكاظ” في ذات الفترة.
نال جائز “جمعية أمريكا للإعلام الخارجي عام 2014 “لجهوده في تطوير المجتمع المدني ونشر ثقافة التسامح وحقوق المرأة وحماية حقوق الأقليات” كما جاء في بيان اللجنة التي منحته الجائزة.
كما نال عام 2016 الجائزة التي تمنحها الأمم المتحدة لرواد مناهضة التطرف لدوره في مواجهة التطرف ونشر ثقافة التسامح وتشجيع التعليم، إلى جانب كل من الناشطة الايزيدية ناديا مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والصحفي الأمريكي نيكولاس كريستوف مؤسس شبكة “مدرسون ضد التطرف”.
وشغل الدخيل منصب مدير قناة “العربية” و”الحدث” السعوديتين ابتداء من 2015 حتى تكليفه بمنصب السفير في الامارات مؤخرا.
“BBC”