الإرهاب عدو للأردنيين جميعاً – د. غالب سعد – الأردن

0 340

العالم الآن – من حين لآخر تمتد يد الإرهاب الآثمة، لتستهدف الأردن وتصيب الأردنين جميعا،ً بالألم والحزن والغضب، بقدر ما تحرك فيهم مشاعرالنخوة والعزة، والإعتزاز بوطنهم وقيادتهم ومؤسساتهم المختصة، فيهبوا كما تراهم اليوم، على قلب رجل واحد، وبصوت واحد، لإدانة واستنكار الجريمة النكراء، التي وقعت امس ( الخميس ) في البلقاء، وذهب ضحيتها عدد من الشهداء، نترحم على ارواحهم وندعوا الله ان يتقبلهم في جنات النعيم، وعدد آخر من الجرحى، نتمنى لهم السلامة والشفاء العاجل، فلمثل هذه النخبة المخلصة ، ولعائلاتهم كل التحية والتقدير والوفاء، لما يقومون به من جهد وتضحيات، لحماية الوطن والمواطنين.

ان الأردنيين رغم الألم الذي يشعرون به اليوم، يدركون أن الإرهاب آفة خطيرة تجتاح منطقتنا منذ سنوات، وتتعداها الى كثير من مناطق العالم، تحمل الخراب والدمار اينما حلت، لا تعرف حدوداً ولا مواعيد، وليس لها جنسية ولا دين، وهي ظاهرة متعددة الاهداف والدوافع والأساليب، ولكنها في كل الأحوال، ليست من ثقافة الأردنيين ولا من طبيعة هذا البلد الطيب ، ولا يمكن ان تكون إلّا دخيلة ومدسوسة من الخارج، حتى لو تورط فيها، أحياناً بعض المغرر بهم، من الجهلة المنحرفين وضعفاء النفوس، فالإرهاب على مستوى الأفراد المنفذين، ما هو الّا انحراف عقلي واجتماعي واخلاقي وديني، بينما على مستوى التخططي والتمويل، فهو بالتأكيد صنيعة دول ومجموعات شريرة حاقدة، محترفة تعرف ما ذا تريد، وتتعمد الحاق الضرر بالأخرين، لخدمة اهدافها المريضة، وربما للتعبير، عن إحباطها، وحقدها على كل بلد حر معتدل، كما هو الأردن، يعي مصالحة ويتمسك بمبادئة ويقف صامداً بشموخ، الى جانب الحق والعدل.

تُلحِق آفةُ الإرهاب أضراراً بالغة متعددة المستويات، فهي في الغالب، تطال المواطنين الأبرياء، في حياتهم وسلامتهم الجسدية، وفي ممتلكاتهم واستقرارهم النفسي والإقتصادي، وتلحق الألم والحسرة بذويهم وتنغص عليهم حياتهم، ويعطل الإرهاب مصالح الناس في حياتهم اليومية ومصادر رزقهم، ويسيء لأنشطتهم الاقتصادية والسياحية بشكل خاص، ويعود بالضرر على الوضع العام ، ولا تسلم من شره سمعة البلد وصورتها الخارجية، لدى الشعوب وفي المحافل الدولية، دون رادع من ضمير ولا وازع من انسانية، ويحاول الإرهاب، في حالة الأردن، تشويه الصورة المشرفة التي تكرست كنموذج للأمن والأمان، أوإستهداف مصالح الدولة ومؤسساتها ومرتباتها، وهو ما لم يحصل، بإذن الله وبعزيمة الرجال، ولن ينال من عقيدة الدفاع عن الوطن ومصالحه وخياراته، ولا من عزيمة التصدي للإرهاب واهله.

لم يدخر الأردن بوعي شعبه وحكمة قيادته، جهداً في محاربة الإرهاب قولاً وفعلاً، واستطاع بكل فخر، تقديم النموذج الأكثر وضوحاً في الإعتدال والتسامح والتعايش والحوار بين الأديان والحضارات، وأقام لذلك المنتديان والإجتماعات، وعُرِفَتْ العاصمة عمان برسالتها الحضارية الإنسانية النبيلة، ولم يترك جلالة الملك، شخصياً، فرصة في توجيهاته الداخلية او مشاركاته الخارجية، إلّا وحمل معة، بإسم الأردن والعرب والمسلمين، رسالة الحكمة والعدل والسلام، ودافع، باقتدار، عن الإسلام وبراءته من تهمة الإرهاب، وأثبت خطأ المروجين لمثل هذه الإفتراءات، وأكد استعداد الأردن للمساهمة في التصدي للإرهاب بكل الوسائل.

تبقى ظاهرة الإرهاب بحاجة لوقفة جماعية جادة، ولجهد متكامل لمواجهتها والقضاء عليها، وتحتاج قبل كل شيء للتعاون وحسن النوايا من الجميع، والعمل على تتبع منابعها أينما وجدت وعبر الحدود، في الأفكار المنحرفة والممارسات الخاطئة والسياسات الظالمة، واجتثاث اسبابها ودوافعها، وردع المستفيدين منها والقائمين عليها، كما يتطلب الأمر على المستوى الداخلي، التوعية بمخاطر الأرهاب، وتحصين الشباب من مسالكه وآثاره، بإجراءات وقائية فاعلة وعلاجية رادعة، تبدأ على مستوى الأسرة والمجتمع والمؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية، كالمدارس والجامعات ودور العبادة والنوادي ومنصات التواصل والإعلام، وصولا الى مستوى الجهات والأجهزة المختصة التي تبذل كل جهد، لمحاصرة هذا الظاهرة الخبيثة، بالعلم والسهر والتضحيات، حتى يبقى الوطن والمواطن في واحة من الأمن والأمان.

[email protected]

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد