أغلقوا الحدود .. إفتحوا الحدود – إخلاص القاضي – الأردن
العالم الآن – ما ان اكد رئيس الوزراء الاردني الدكتورعمر الرزاز ، ” بأن الأردن لن يستقبل أي لاجئ سوري جديد، .. و أن المملكة استوعبت لاجئين سوريين أكثر من طاقتها بكثير”، حتى تباينت ردود فعل الشارع الاردني على هذا التوجه بين مؤيد من منطلق الحرص الوطني والامني والمعيشي ومعارض من منطلق انساني.
ولان الاعتبار الامني لا يسمو عليه اي اعتبار، يحمي الاردن حدوده , ويحافظ على متانتها بسواعد القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي , في الوقت الذي لا يتخلى فيه عن مسؤولياته تجاه الاشقاء العرب , غير ان مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بطريقة لافتة وكأنها تتهم الاردن ب ” اللانسانية ” مطلقة على صفحاتها المختلفة ” هاشتاقات ” مثل ” افتحوا_ الحدود ” فيما انتشرت اخرى مناهضة مثل ” الاردن_ خط _ احمر ” , و ” اغلقوا الحدود ” .
و لم يغفل الاردن يوما الجانب الانساني في تعامله مع الملف السوري داعيا المجتمع الدولي والهيئات المسؤولة عن الاغاثة مساعدة الفارين من هول اشتداد المعارك الاخيرة في الداخل السوري وحمايتهم والوقوف امام مسؤولياتهم حيال المدنيين العزل , كما اكد الاردن الرسمي غير مرة على اهمية الحل السياسي في سورية , ولم يوفر اي مساعي واتصالات عربية ودولية لحقن الدم السوري .
وكانت الأمم المتحدة أعربت مؤخرا عن قلقها إزاء استمرار ورود تقارير بشأن تصاعد أعمال العنف جنوب غربي سوريا، ونزوح ما يقرب من 45 ألف شخص تجاه الحدود الأردنية بسبب القتال هناك الامر الذي نفته الاردن اذ اكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردني أيمن الصفدي إنه لا يوجد نازحون سوريون على الحدود التي ستظل مغلقة , وان التحرك السكاني هو نحو الداخل , مذكرا بدور الأمم المتحدة في تأمين السكان في بلدهم , وعلى ان الاردن يساعد الاشقاء قدر الامكان بموازاة حماية مصلحته وامنه .
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا على هذا الاجراء الوقائي الذي يجنب الاردن المزيد من التداعيات الامنية والخسائر الاقتصادية والضغوطات الاجتماعية , حيث اكد رئيس مجلس ادارة المؤسسة الصحفية الاردنية ايمن المجالي في تعليق له عبر احدى صفحات الفيسبوك , ” اعتقد انه قرار سليم ” ثم عاد وشدد عبر اتصال هاتفي : ان القرار يحد من اي خطورة محتملة قد يتعرض لها الاردن .
الى ذلك، دعا ناشطون ومنهم عبدالله الربيع الى ضرورة فتح الحدود ضمن ضوابط امنية صارمة , شاطره في ذلك ماهر بقاعين / استاذ رياضيات , فيقول ” اكيد ضد الاغلاق , ونعم لدور انساني مع اخذ الحيطة من دخول ارهابيين , عاش الاردن بقيمه الانسانية النبيلة ” , ومما قاله منذر عز الدين / تاجر اسكان , “ان استقبال اللاجئين قمة في الانسانية ” , لكن اللاجىء يحتاج الى فرصة عمل , والاردن يفتقر لتلك الفرص ويحتاج للمساعدات التي تعينه على تحمل اعباء اللجوء ” ..
وتوالت التعليقات على المنصات الالكترونية حيث تقول اماني تركي / ربة بيت ” المشكلة ان الاردن في مأزق , فمن جهة لم يعد يحتمل اعباء ودفعات جديدة من اللاجئين خاصة في ظل الازمات الاقتصادية , ومن جهة اخرى من الواجب الانساني والعروبي والاسلامي والقومي استقبال اللاجئين , مستدركة , ولكن في الوقت نفسه فان فتح الحدود قد يتيح الدخول لارهابيين ومخربين ومستغلين , منهية تعليقها بالقول ” بالمجمل انا مع فتح الحدود مع اخذ كافة التدابير الامنية اللازمة ” .
ويعبر فايز عواد / مهندس حاسوب / عن خشيته من ان يجبر الاردن على استقبال المزيد من اللاجئين , غير ان عدنان الحلبي/ محرر موقع الكتروني , فيقول : ان الاردن لم يغلق حدوده بسبب استنفاذ الطاقات , ولم يفعلها الاردن في السابق , انه اجراء ماهر يحفظ الاردن وسوريا معا , فيما يقول الموظف هشام عياد ان ” الاردن سيبقى ارض الملهوف لكل مظلوم ” .
بدوره يقول الزميل الصحفي حامد العبادي عبر تعليق له على احدى صفحات الفيسبوك ” لا يكلف الله نفسا الا وسعها .. وعلى دول اخرى ان تتحمل معنا اعباء اللجوء ” ,
وفي الوقت الذي تذهب به مستشارة منظمة العفو الدولية لشؤون اللاجئين والمهاجرين منى الكيخيا الى القول “على الحكومة الأردنية أن تفتح حدودها أمام الفارين من سوريا، ويجب على المجتمع الدولي تقديم دعم كامل ومجد للأردن والدول الأخرى في المنطقة التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين الذين هربوا من سوريا , وان من واجب الأردن توفير الحماية للاجئين السوريين الفارين من الصراع والاضطهاد، والسماح لهم بدخول البلاد، فإغلاق الحدود للأشخاص المحتاجين للحماية يعدّ انتهاكاً لالتزامات الأردن الدولية ”
يرد على سياق دعوتها ناشطون ايضا ينطلقون من مصلحة الاردن اولا حيث يقول الزميل الصحفي الدكتور عثمان الطاهات ” لا يستطيع الاردن تحمل اعداد اضافية من اللاجئين وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته .. علما ان الاردن يعاني من اوضاع اقتصادية خانقة ونقص حاد في المياه والطاقه علاوة على صعوبة توفير الموارد اللازمة في قطاعي التعليم والصحة ”
وفي السياق عينه يدعو المحامي محمد بني هاني الى اقامة منطقة عازلة بين الاردن وسوريا ضمن ضوابط وضمانات دولية ” , اما حسن الكردي / اعمال حرة , فيقول ان ابقاء الحدود مفتوحة قد يعرض الاردن لدخول مخربين .
مجيد القاضي يعمل في احدى شركات النقل مع اغلاق الحدود وان تتولى الامم المتحدة مهمة حماية المدنيين , فيما يخالفه الرأي المتخصص في ادارة الاعمال الدكتور محمد الزيود قائلا ” من الواجب ان يفتح الاردن حدوده ” , بينما يذهب محمد ابو رمان الى ان ” الذين يلومون الاردن لعدم فتح الحدود لاستقبال الللاجئين هم انفسهم الذين يتذمرون من الوضع الاقتصادي , مطلقا ” هاشتاج ” الاردن اولوية ” .
الى ذلك لا ينفك الاردن الرسمي من اطلاق التصريحات المتعلقة بتبرير اغلاق الحدود ومنها ما جاء على لسان وزيرة الدولة لشؤون الاعلام جمانة غنيمات حيث قالت ان : القدرة الاستيعابية للاردن من ناحية الموارد والبنية التحتية لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة مشيرة الى ان الاردن حتى الآن استقبل اعداد كبيرة جدا من السوريين وتم توفير كل ما يلزمهم ولكن الموارد الحالية لا تسمح باعداد أخرى .
واضافت غنيمات ان الاردن لن يتخلى ابدا عن دوره الانساني ، مؤكده انه سيتم التواصل مع المنظمات الانسانية المعنية حتى يتم ترتيب وعمل اللازم للسوريين في بلدهم سوريا وحل ازمتهم وتوفير مكان آمن لهم دون الحاجة للجوئهم في الاردن , في الوقت الذي تنشط فيه الدبلوماسية الاردنية للتوصل الى وقف اطلاق النار على الجبهة السورية الجنوبية وصولا الى اجراء ” مصالحة ” قد تجنب سوريا المزيد من القتل والدمار والتشريد .
تجدر الاشارة الى بيان كان قد صدر عن المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين يشير الى ان عدد اللاجئين السوريين سوف يتجاوز حاجز الثلاثة ملايين , حيث احتضنهم الاردن منذ بداية الازمة في سوريا على الرغم من الكلف الاقتصادية العالية التي تقدر بالملايين و يتحملها الاردن ما يشكل عليه اعباء ثقيلة على مختلف الصعد .