فقط في عالم الارهاب- هيثم العجلوني- فاوريدا
العالم الآن – فقط في عالم الارهاب ، ثمة قاتلٌٍ ومقتول وقاسمٌ مشترك أوحد ، لا يعرفون بعضهم بعضاً ولا يعلمون لماذا قتلوا ! كأنهم حفروا قبورهم قبل الخروج من المنازل الى متاهة موت مذكوره في خرافة قديمه ، يلتقيان دون موعد في مكان وتوقيت واحد ، ويذهبان الى حتفيهما معاً في لحظة واحده ، وحده الطبيب الجنائي يتعرف على الجثّتين ، ويترك لقاضي التحقيق الاستماع الى الشهود وأهالي الضحايا . يعلم سماسرة القتل والرعب ان الدول المستهدفة قادره على تضميد جراحاتها والمضي قُدماً ، فقد نهضت شعوبها من تحت ركام حروب عالميه من قبل ، ولم تحبطها ملاييين الضحايا ، وعليه فاننا مضطرّون لان نستنتج بان هذه الهجمات الاجراميه وما يليها من انحدار اخلاقي وانساني ، انما تهدف في المحصله الى تدمير سمعة واقتصاد الدول الاسلاميه نفسها ، وذلك من خلال ضرب مفاصل الانفتاح والتواصل في مقتل ، وزرع القطيعة بين المسلمين والدول المضيفه او الشريكه ، وتجفيف مصادر الثقه والتعاون معها تمهيداً لإعادة الامّه الى زمن الكهوف المظلمه بأي وسيله قذره او اُسلوب جبان ،، وذات يومٍ بارد راح منفّذ مجزرة باريس يتنقّل في ” المترو ” واضعاً يديه في جيْبيْ معطفه ، حاجة اصحاب الاجساد والقلوب الرقيقه ، وكأنه خارج للتو ، او عائد الى بيته ، وفي لسعةٍ غادرة واحده ، يفتح
المجرم ابواب جهنّم والمشرحه لأشلائه وجثث ضحاياه دون رحمه او تمييز ، وفيما لا زالت شعوب الارض تستغيث وتعرب كل يوم عن استنكارها وحدادها في مدن الموت والغدر ، ما زالت الأفاعي تفرّخ في مساجد ( الرحمه والتسامح ) ، وما فتىء أهالي المغدورين يروون لنا المآسي وقصص الضحايا مع رمقها الاخير ،، فهل تبّاً لهكذا إيمان تكفي ؟
الأديان حاضنة التطرّف.