قصف هندي لمسلحين في باكستان رغم وساطة بن سلمان
العالم الآن – تقول الهند إنها شنت غارات جوية على مسلحين في الأراضي الباكستانية، وذلك في تصعيد خطير للتوتر بين البلدين النوويين الجارين.
وقال مسؤول هندي بارز إن الغارات الجوية استهدفت معسكرا للتدريب عائد لتنظيم “جيش محمد” في بلدة بالوكوت الباكستانية القريبة من الحدود مع كشمير.
ولكن باكستان قالت إن القصف لم يطل إلا أراض خالية، وتوعدت بالرد.وكانت تقارير إخبارية ذكرت الأسبوع الماضي أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عرض على البلدين – أثناء زيارته لهما – وساطته لخفض حدة التوتر بينهما.ومن الجدير بالذكر أن العلاقات بين الجارين النوويين شهدت توترا خطيرا عقب الهجوم الانتحاري الذي وقع في وقت سابق من هذا الشهر في كشمير وأودى بحياة أكثر من 40 من العسكريين الهنود.وتتهم الهند باكستان بالسماح للتنظيمات المسلحة بالعمل في أراضيها، وتقول إن اجهزة الأمن الباكستانية كان لها دور في هجوم كشمير الذي وقع في 14 شباط / فبراير والذي ادعى تنظيم “جيش محمد” مسؤوليته عنه. ولكن باكستان تنفي أن يكون لها أي ضلع في الهجوم، وتصر على أنها لا توفر ملاذات آمنة للمسلحين.الغارات التي جرت الثلاثاء هي الأولى من نوعها عبر خط الحدود بين جزئي كشمير منذ الحرب التي خاضها الجاران ضد بعضهما في عام 1971.
وتقع بالاكوت في ولاية خيبر باختونخوا الباكستانية الشمالية الغربية. وقال سكان محليون لخدمة بي بي سي بلغة الأردو إنهم أوقضوا من نومهم على دوي انفجارات كبيرة.
ودانت باكستان الغارات وقالت إنها سترد “في الوقت والمكان المناسبين.”وقال وزير الخارجية الهندي فيجاي غوخال في مؤتمر صحفي إن الغارات التي شنها طيران بلده أسفرت عن مقتل “عدد كبير” من المسلحين، بضمنهم قادة، وتجنبت إيذاء المدنيين.
وقال “استلمنا معلومات استخبارية موثوقة تفيد بأن جيش محمد يخطط لشن المزيد من الهجمات الانتحارية في الهند. ولذا، ونظرا للخطر الماثل، أصبح الهجوم الاستباقي أمرا ضروريا.”
ولكن اللواء آصف غفور، الناطق باسم الجيش الباكستاني، قال إن الغارات الهندية لم تحدث أي أضرار أو خسائر في الأرواح. وقال في تغريدة إن مقاتلات باكستانية استنفرت للتصدي للهنود، وإن الطيران الباكستاني أجبر الطائرات الهندية على “الانسحاب سريعا” بعد أن رمت بحمولاتها من القنابل في أراض خالية.
ولم يتطرق رئيس الحكومة الهندية نارندرا مودي للغارات بشكل مباشر عندما خطب في تجمع سياسي حضره في ولاية راجستان الثلاثاء، ولكنه قال للجموع الهاتفة “اتفهم حماسكم وارادتكم. هذا هو اليوم الذي ننحني فيه إجلالا أمام أبطالنا.”
يذكر أن الهند ستشهد انتخابات عامة في أواخر شهر أيار / مايو المقبل.وقال سكان محليون في عدد من البلدات المحيطة ببالاكوت إنهم سمعوا دوي انفجارات صبيحة الثلاثاء.
وقال أحدهم، وهو مزارع يدعى محمد عادل من سكان قرية جابا لبي بي سي أردو، إنه وأفراد أسرته أوقظوا حوالي الساعة الثالثة صباحا “على دوي انفجار عنيف.”
وقال “ثم سمعنا أزيز طائرات وهي تحلق في السماء. توجهنا إلى مكان الانفجار صباح اليوم، وكانت هناك حفرة كبيرة ودمرت 4 أو 5 دور.”
جدول زمني للتوترات بين الهند وباكستان
تشرين الأول / أكتوبر 1947 – إندلاع أول حرب بين البلدين الجارين حول ولاية كشمير بعد شهرين فقط من استقلالهما.
آب / أغسطس 1965 – الجاران يخوضان حربا قصيرة حول كشمير أيضا.
كانون الأول / ديسمبر 1971 – الهند تساند محاولة باكستان الشرقية للاستقلال. الطيران الحربي الهندي يشن غارات على أهداف في باكستان. الحرب تنتهي بتأسيس دولة بنغلاديش.
أيار / مايو 1999 – الجيش الباكستاني ومسلحون يحتلون مواقع للجيش الهندي في جبال كارغيل. الهند تشن غارات جوية وهجمات برية تنجح في دحر المهاجمين.
تشرين الأول / أكتوبر 2001 – هجوم كبير يستهدف مقر مجلس ولاية كشمير الهندية ويسفر عن مقتل 38 شخصا. وبعد شهرين، هجوم على البرلمان الهندي في العاصمة دلهي يخلف 14 قتيلا.
تشرين الثاني / نوفمبر 2008 – هجمات متوافقة استهدفت عدة مواقع في مدينة مومباي الهندية تسفر عن مقتل 166 شخصا. الهند تتهم تنظيم لاشكار طيبة الذي يتخذ من باكستان مقرا له بالمسؤولية عن الهجمات.
كانون الثاني / يناير 2016 – هجوم استمر لأربعة أيام على قاعدة جوية هندية في باثانكوت يخلف سبعة قتلى من العسكريين الهنود وستة من المسلحين المهاجمين.
أيلول / سبتمبر 2016 – هجوم على معسكر للجيش الهندي في أوري في كشمير الهندية يسفر عن مقتل 19 عسكريا هنديا.
أيلول / سبتمبر 2016 – الهند تقول إن قواتها شنت “هجمات دقيقة” على أهداف لمسلحين في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير. وباكستان تنفي وقوع الهجمات أصلا.
“BBC”