الشيف إيناس عاهد، نكهة أردنية مميزة في فنون عالم المطبخ
العالم الآن – حوار أيمن الخطيب –
بداية ،
ماوهي السيرة الذاتية الشخصية والمهنية للشيف ايناس عاهد
زوجة وام لبنت وولدين، تخصصي الاكاديمي هو علم الحاسوب وعملت في هذا المجال كمدرسة لمدة قصيرة قبل الانتقال لعوالم الطعام ،معدة ومقدمة برامج طهي، املك مؤسسة للاستشارات الغذائية ، ومستشارة لتطوير الغذاء والطعام في مشروع مزرعتي
س١ : أين كانت بداياتك مع عالم الأكل وكيف نشأت العلاقة بينك وبين المطبخ بالشكل الذي دفعك لأن تكوني ” شيفا ” ؟
- بدأت هواية اتقنت بها اطباق عديدة، وبدأت بتجربة اعداد اكلات جديدة والتعرف على المطابخ المختلفة وتنوع الاطباق العالمية ؛ حتى اصبحت شغفا؛ عندها اخذت اول خطوة عملية بتقديم دورات متخصصة في الطهي للسيدات الراغبات، وانتقلت للتلفزيون بعدها في اعداد وتقديم برامج طهي متخصصة
س٢ : ما هي العوامل التي صاغت هذا التوجه وساهمت في تشكيل شخصيتك المهنية؟
منذ صغري كان شغفي الاعلام وكنت كثيرا ما اقضي وقتي امام المرآة لاقدم نشرة اخبار مفترضة، كنت ارغب بدراسة الصحافة والاعلام ولكن مسار الحياة اخذني في البداية لدراسة الحاسوب وعملت مدرسة لفترة؛ ولكن كان الطهي عندها قد تملكني شغفا فتفرغت لتنمية الهواية وتطويرها، وحين عرض علي تقديم برنامج للطهي على شاشة التلفزيون الاردني لم اتردد لانه جمعني بحلم قديم جديد هو الدخول للمجال الاعلامي والتعرف اليه عن قرب.
س٣ : يقال أن أمهر الطباخين من الرجال كيف تفسر ايناس عاهد وجود العنصر الذكوري في عالم المطبخ وكيف ترى المتافسة بين الرجل والمرأة في هذا المجال. ؟
- رغم ان الطهي هوتقليديا صنعة النساء لكنه لم يتحول لمهنة؛ اذ ان الطهي المتخصص مهنة شاقة جدا وصعبة ،وتحتاج لبذل مجهود كبير، ومتابعة وتجربة وسفر ؛لذا فان العديد من السيدات المحملات باعباء الادوار الاجتماعية المختلفة كن ينفرن منها لهذا السبب؛ فكان دخول الرجال الى هذا العالم اسبق. وفي حين كان ينظر للطهي كعمل روتيني تتقنه المراة في منزلها تتعلمه من امها وحماتها ويكتفين بهذا، كان الرجال يلتحقون بمعاهد واكاديميات متخصصة ويمارسون العمل به بشكل مهني مما طورها كحرفة لديهم. ومع ان المنافسة اليوم تسجل السبق للرجال كحضور في عالم الطبخ المتخصص؛ الا انه ومن خبرتي ؛فإن النساء يتغلبن فيما نسميه ب ( النفس الاطيب ) واضفاء لمسات خاصة على الاطباق لا يتقنها الرجال.
س٤ : في ظل تطور العالم تكنولوجيا والانفتاح الهائل على الحضارات والامزجة الشعبية المختلفة ،كيف يساهم فن المطبخ في تقريب الحضارات المختلفة واثراء بعضها ؟
- عالمنا للاسف اليوم بات عالما تكثف فيه المتناقضات فتحضر الصراعات والاختلافات على تنوعها؛ ولان الانسان عدو ما يجهل فيظل متوجسا خيفة من الانفتاح على حضارات وعوالم اخرى. مع التطور والتقدم التكنولوجي بدأنا نتعرف على انسانية من نخاف منهم ونخشاهم ، ولا افضل من أطباق الطعام في تقريب الناس لبعضها، كانت الناس عادة تتقرب لجيرانها وتبدي التعاون والتلاحم في تبادل الاطباق المميزة وتحديدا في المناسبات, اليوم الطبق الذي نحبه من المطبخ العالمي نصبح اكثر انفتاحا في التعرف على اهله وثقافتهم وباتت الاطباق العالمية تطهى في المنازل.
س٥ : فيما يتعلق بتجربتك الاعلامية ما هي ابرز المحطات التي حققت اضافة قيمة لك ،وكيف وجدت المناخ العام للعمل الاعلامي ؟
كل محطة عملت بها كانت اضافة مهمة لي وتجربة اغنتني، ولكن ربما الابرز كان التلفزيون الاردني حيث كانت تجربتي الاولى التي تعلمت بها ومن خلالها، وعرفني الناس من خلال البرامج التي قدمتها به.
المناخ العام للعمل الاعلامي شديد المنافسة وبه العديد من التحديات، وعلى المرء فيه ان يكون متجددا بشكل دائم.
س٦ : هل ثمة صعوبة في الدمج بين كونك ” شيفا ” وبين كونك مقدمة برامج تلفزيونية،؟
رغم كوني شغوفة بالعمل الاعلامي الا اني لا أعد نفسي اعلامية وانما شيف اقوم باعداد وتقديم برنامج للطهي؛ وكما اعمل دائما على تطوير مهاراتي في الطهي وتجديد خبراتي فيه وزيادة معارفي ؛ وحيث انني مسؤولة عن البرنامج اعدادا وتقديما وهي مسألة تحتاج كما اتقان مهارات الطهي اتقان مهارات التقديم التلفزيوني التي تحتاج كذلك حضور وسرعة بديهة وكيفية التعامل مع الاتصالات والكاميرا؛ لذا فقد حصلت على دورات متخصصة في التقديم التلفزيوني والاعلام على يد أفضل الخبراء والمتخصصين في هذا المجال
س٧ : للأكل نكهات ومذاقات متعددة تعتمد في جوهرها على لمسة ” الشيف ” الخاصة وثقافته
أين نجد لمسات ايناس عاهد في عالم المطبخ؟
- انا مفتونة بالمطبخ الشرقي ومعجبة بتنوعه وغناه واعتز بنكهاته؛ لهذا اي طبق اعده -حتى لو كان غربيا -اعطيه لمسه شرقية ، كما ان وصفاتي تمتاز بالبساطة فأحاول مهما كان الطبق متكلفا وصعبا ان أجعله اكثر بساطة .
س٨ : في ظل ازدياد دعوات المطالبة بالطعام الصحي وانتشار فوضى ” النباتية ” ،ما هو موقف ايناس عاهد من هذه القضية؟
- لست من انصار ” النباتية” الا اذا كانت لدواع مرضية؛ وانما انا مع التنوع في الحصول على الغذاء وعدم الاقتصار على نوع واحد من الطعام ،بشكل يحقق التوازن ويكفل للانسان الحصول على كافة العناصر الغذائية ويتمتع بالطعام كنعمة.
س٩ : لا حد للأحلام وسقف الطموحات يرتفع أكثر مع مقدار الانجازات المتحققة ،ما هو الحلم الذي تسعى لتحقيقه ايناس عاهد ؟
-هناك احلام كثيرة اطاردها، ابرزها على الصعيد المهني اصدار كتاب خاص بي وتحقيق انتشاراوسع على المستوى العربي.
س١٠ :ما هي ابرز المشاركات التي تواجدت فيها ايناس عاهد والجوائز التي حصلت عليها ؟
- عادة انا حريصة على المشاركة بأية فعاليات او مسابقات للطهي تضيف لخبرتي غنى وتبادل خبرات وتعرف على تجارب الطهاة.
- من ابرز الجوائز حصلت في شهر سبتمبر عام 2018على درع التميز بالاضافة لوسام التميز من المهرجان الدولي الذي عقد في الجزائر
س١١ :في سياق الاوضاع الراهنة المحلية ما هي كلمة ايناس عاهد التي تريد ان تبثها لمتابعيها
وماذا يمكن ان تقدمي من نصائح لهم.؟
نمر بأوضاع اقتصادية صعبة جعلت الحياة لكثيرين مرهقة؛ هذا لا يمنعنا من الالتفاف على مائدة مع الاسرة والاصدقاء لتناول وجبة غير مكلفة اقتصادية ولكن فيها الكثير من الحب وتساهم كشبكة دعم دعم للاصدقاء وافراد الاسرة.. كما ان اي طبق يحتاج لعدة مكونات وعناصر مختلفة لكنها بالنتيجة تصبح طبقا شهيا ومفيدا، فأننا يمكن على اختلافنا الظاهر وتنوعنا بل وتناقضنا احيانا ان نشكل مكونا واحدا منصهرا في الوطن .