سيول الأمطار تهدم جزء من الجدار الفاصل في الضفة الغربية وتفرح الأطفال
العالم الآن – أطفال فلسطينيون يرقصون ويهتفون فرحا بجوار ألواح إسمنتية متهدمة وسط أجواء ماطرة وسيول منهمرة.
فرحة قد تبدو مستغربة بظروف جوية سيئة، لكن الغرابة تذهب إذا علمنا أن السيول والأمطار أسقطت أجزاءً من الجدار الفاصل، الذي عزل هؤلاء الأطفال وأسرهم عن القدس والمسجد الأقصى مهوى أفئدتهم.
وشاهد مراسل الأناضول شريط فيديو تداوله نشطاء فلسطينيون يوضح تهاوي عدة ألواح إسمنتية من الجدار الفاصل، بفعل السيول التي تشهدها المنطقة، منذ صباح الخميس ولا تزال مستمرة حتى الجمعة.
ووقع الانهيار تحديدا في محيط مخيم شعفاط للاجئين الفلسطنيين شمالي مدينة القدس، الذي يقطنه نحو 30 ألف فلسطيني، غالبيتهم من حملة الهوية الزرقاء، لكنّ آلاف منهم من حملة هوية الضفة الغربية، ولا يسمح لهم بالدخول إلى القدس إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة من السلطات الإسرائيلية.
ومع انهيار الألواح الأسمنتية، احتشد العشرات من سكان المخيم في الموقع، وسط احتفال الأطفال، الذين أخذوا يرقصون فرحا بالأمر.
وقال شهود عيان للأناضول إن قوات من الشرطة الإسرائيلية هرعت صباح الجمعة، وانتشرت في محيط المنطقة منذ انهيار الألواح استعدادا لإعادة تثبيتها من جديد.
وعلى مدار اليومين الماضيين، تسبب منخفض جوي في هطول غزير للأمطار وانتشار برك المياه في الأحياء الواقعة خارج الجدار الفاصل بمدينة القدس.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها السيول بانهيار في الجدار الفاصل؛ حيث شهدت المنطقة ذاتها انهيارا مماثلا العام الماضي.
ويتكون الجدار الذي شرعت إسرائيل باقامته عام 2002، من ألواح إسمنتية بارتفاع يتراوح ما بين 4.5 و9 امتار بطول 712 كيلومترا، ويمر داخل الضفة الغربية.
وتقول إسرائيل إنها شيدت الجدار لاعتبارات أمنية، لكن الفلسطينيين والأمم المتحدة يقولون إن إقامته جاءت لضم أراض فلسطينية إلى إسرائيل.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن الجدار فصل بعض التجمعات الفلسطينية في القدس الشرقية، وخاصة منطقة كفر عقب ومخيم شعفاط، عن المركز الحضري للمدينة.
وفي عام 2004، أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي، رأيا استشاريا بعدم قانونية الجدار؛ نظرا لتشييده على أراض فلسطينية محتلة
” الأناضول “