الدكتور عدنان مجلي الفلسطيني المفترى عليه -د.غالب سعد – الأردن
العالم الآن – في إطار متابعتي لما يجري في المنطقة العربية، والشأن الفلسطيني بشكل خاص، سمعت عن الدكتور عدنان مجلي، الأمريكي من اصول فلسطينية، الذي يصفه البعض، برجل الأعمال، والبعض الآخربعالم الأدوية، وبشكل أقل، هناك من يصفه بناشط سياسي، في مجال القضية الفلسطينية، منذ أن أطلق، منذ شهور، “مبادرة الكونغرس الإقتصادي الفلسطيني العالمي”، سمعت عن نشأته الريفية، في قريته، طوباس ، وهي تشبه، لدرجة التطابق، نشأة معظمنا في الأرياف، وما تتطلبه من الكَد والكفاح، حتى نصل الي الى المستوى الجامعي، جهدٌ يستنزفنا ويستنزف والدينا، وربما بعض من أفراد العائلة أيضاً، استطاع الدكتور عدنان الإنطلاق من جامعة اليرموك الأردنية، قسم الكيمياء، الى الجامعات الإنجليزية والأمريكية، كباحث ومكتشف متميز، لعدد من الأدوية المشهورة عالمياً، لعلاج الأمراض المستعصية، مثل السكري والزهايمر، حققت له شهرة عالمية، وثروة ماليه يشار اليها في البنان، وهو في ريعان الشباب، والطريق أمامه ما زال في بدايته، ليس الهدف من هذه الإشارة السريعة الى انجازاته التعريف به أو الدعاية له ، فهو أشهر من أن يُعَرف، ولا يحتاج للمزيد، وإنما هي محاولة لفهم موضوعي، من اين بدأت فكرة الكونغرس الفلسطيني وما هي أبعادها، بعد ما سمعت تعليقات من كتاب ومحلليل وسياسيين فلسطينيين في الغالب، تتهم، هذا المظلي الي نزل بالبرشوت الى عالم السياسة الفلسطيني، بسبب بضع زيارات قام بها الى قطاع غزة، او زيارة مجاملة عابرة، لللأخ أبو اللطف، أحد مؤسسي حركة فتح، وكأن الرجل في وضعية تسلل، داخل منطقة يسود الإعتقاد، أنها حكراً على أعضاء نادي الوطنية السياسية، يتوارثونها أباً عن جد، أو هم وحدهم من يملكون الحق بالتسلل اليها، وإستيطانها، تحت جنح الفوضى والمحسوبية اوالمشاركة في نشاط شيطاني في ظل الإحتلال، دون أي معياري معيارٍ من الكفاءة أو الوطنية ( إلّا من رحم ربي)، حتي لا نظلم القلة من المنا ضلين الذين ما زالوا صامدين، في ساحة العمل السياسي على مضض، بانتظار الفرج، كل هذا والرجل، حتى الآن لم يتحدث في الشأن السياسي، ولم يهاجم في كلامه أو سلوكه أحد ولم يتجاوز على دور أو مصالح أحد، بل حين أشار الى الوضع الفلسطيني العام، في إطار عرض لفكرته، كان في منتهى الدبلوماسية والحرفية، وأعطى كل ذي حق حقة، والكلام منشور وبمتناول الجميع.
بين شك ويقين، لبيت اليوم دعوة كريمة من جامعة اليرموك، التي أقامت احتفالأ مهيباً لتكريم الدكتور الفلسطيني، عدنان مجلي، بإعتباره واحداً من أبرز خريجيها، ذهبت متحفزاً لأسمع عنه، على لسان نخبة من الأساتذة والعلماء الأردنيين، حقائق بالوقائع والأرقام، أعطوا الرجل حقة بدون مجاملة أو مبالغة، وكنت متحفزاً لأسمع منه مباشرة، شيء عن التهم السياسية التي تكال له، والتخيلات المنتشرة بأنه يؤسس لدور سياسي، على حساب منظمة التحرير “والشرعيات التاريخية “، كنت مستعداً لأن أصارحه بكل ما يشاع عنه، ولكنه أضاع على، وعلى كل المتربصين به الفرصة، بحضوره الإنساني، بتواضع العالم ، بكلمات البسيطة وأفكاره المقنعة، بمشاريعه الواعدة ، سمعنا منه عن انجازاته العلمية وأثرها في خدمة البشرية، وملايين المرضى الذين ينتظرون الجديد من الإكتشافات العلاجية، لتخفف عنهم آلامهم وتمنحهم الأمل بالحياة، سمعنا منه كيف يفكر بالعرب وكيف يعمل على توضف ما لديه، من علم ومعرفة وثروتة، ليأخذوا مكانتهم بين الأمم، وأخيراً كيف يفكر بأهله من الفلسطينيين، المغلوبين على أمرهم، يقترح عليهم أن يستجمعوا إمكانياتهم في إطار مدني ( غير سياسي ) للتعاون الفكري والعلمي والإقتصادي، يعطي الفرصة للمتفوقين والمبدعين من ابنائهم، ليستكملوا طريقهم ويحققوا ما يصبون اليه من النجاح والثروة، وأن يساعدوا بعضهم وأهلهم تحت الإحتلال، بما يغنيهم عن طلب المساعدات الخارجية، المشروطة في الغالب، ويمنحهم الإستقلال الإقتصادي والتحرر من التبعية والإرتهان السياسي الذي يعيشونه منذ سنوات.
أخيراً خرجت من الإحتفالية، بشعور لا يوصف، من الفخر والأسف، في نفس الوقت، خرجت كغيري من الحضور يغمرني التفاؤل والأمل في وقت صعب يسوده الإحباط، أدركت وأنا أستمع لكلمات الإشادة والتمجيد، من اساتذته وزملاءه من الأخوة لأردنيين، كم هو يمثل قيمة وطنية وإنسانية ليس في العلم والمال فقط، بل في الجد والإجتهاد ومد الجسور مع الآخرين وبين أبناء الشعب الواحد على ضفتي النهر، ، وفاءً لحقبتين من حياته هنا وهناك، كم يظلم بعض الفلسطينيون أنفسهم، حين ينشغلون بالإفتراء على هذا العالم الفذ، الذي قلّ ما انجبت مثله المنطقة العربية، كيف يهدرون فرصة الإفتخار به كما تفعل الشعوب مع ابنائها الأعلام، كيف لا يستثمروه في وجه أعدائهم، كيف لا يلتقطون إقتراحة، للتركيز على العمل المنتج والجاد، يداً بيد، بعيداً عن التهريج وبيع الوهم ، والمناكفات والصراعات، كيف لا يدركون قيمة فرصة يقدمها لهم، رجل أثبت نجاحه بجهده الفردي، بشهادة العالم، يعطي ولا يأخذ، لم يبخل على قريته، ووطنه، ولا يحتاج لشيء من أحد،،، هل يعيد الفلسطينيون قراءة إقتراح الدكتور مجلي جيداً، اللهم إهدِ قومي فانهم لا يعلمون.