قطاع غزة المنهك بالحروب والفقر والحصار

0 561
العالم الآن -باسم خطايبة  – يخضع قطاع غزة الذي يعاني من الفقر والاكتظاظ السكاني والواقع تحت سيطرة حركة حماس الاسلامية، لحصار اسرائيلي مشدد منذ اكثر من عقد. والثلاثاء، علقت اسرائيل تسليم النفط والغاز عبر معبر كرم بو سالم، نقطة العبور الوحيدة للبضائع بين إسرائيل وغزة، ردا على الطائرات الورقية الحارقة التي تنطلق من القطاع. -غارات وصواريخ وطائرات ورقية- منذ 30 آذار/مارس، يتظاهر سكان القطاع على طول السياج الفاصل مع اسرائيل للتنديد بالحصار ومن اجل تثبيت “حق العودة” للفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم او نزحوا مند قيام اسرائيل عام 1948. وادت هذه التظاهرات الى مقتل ما لا يقل عن 144 فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي، كما اصيب أكثر من اربعة الاف آخرين بجروح. واندلع العديد من الحرائق بسبب اطلاق طائرات ورقية محملة بمواد حارقة باتجاه الاراضي الاسرائيلية. كما اطلقت حماس صواريخ وقذائف باتجاه اسرائيل، التي ردت بشن العديد من الغارات الجوية، كان اعنفها في 14 تموز/يوليو وشكلت اقسى مواجهة مسلحة منذ حرب 2014. -جيب ضيق- يقع قطاع غزة جنوب غرب اسرائيل، تحده مصر جنوبا والبحر الابيض المتوسط غربا. ويعد الشريط الساحلي الضيق الذي تبلغ مساحته 362 كلم مربعا من اكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان حيث يعيش فيه نحو مليوني فلسطيني. وبعد الحرب العربية الاسرائيلية عامي 1948-1949، التي اندلعت غداة الاعلان عن قيام دولة اسرائيل، اصبحت غزة خاضعة لسيطرة مصر من دون ان تضمها هذه الاخيرة. وبعد حرب حزيران/يونيو 1967، احتلت اسرائيل قطاع غزة. ومارست السلطة الفلسطينية التي نشأت بموجب اتفاقيات اوسلو عام 1993 السيادة على 67% من القطاع، في حين كانت المستوطنات والمناطق العسكرية تحتل ال 33% الباقية. -حصار بري وبحري وجوي- في 12 ايلول/سبتمبر 2005، سحبت اسرائيل جميع جنودها ومستوطنيها من قطاع غزة في تحرك احادي الجانب أنهى 38 عاما من الاحتلال. وفي حزيران/يونيو 2006، فرضت اسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا على القطاع عقب اسر جندي قبل الافراج عنه في عام 2011. وقامت اسرائيل بعدها بتشديد الحصار عام 2007 اثر سيطرة حركة حماس بالقوة على غزة وطردها عناصر حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من القطاع اثر معارك دامية. وفي ايار/مايو 2018 ، بدأت إسرائيل بناء حاجز بحري شمال غزة لمنع عمليات تسلل محتملة. وغالبا ما تبقي السلطات المصرية معبر رفح مغلقا، وهو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه اسرائيل ويربط غزة بالخارج. -معدل البطالة 45%- لا تملك هذه المنطقة الساحلية موارد طبيعة وتعاني من نقص مزمن في المياه والوقود. وتبلغ نسبة البطالة في القطاع 45% حيث يعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الانسانية. وانعش اتفاق مصالحة في تشرين الأول/اكتوبر 2017 بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية الامال في أن تتحسن الظروف في القطاع. لكن المحادثات تعثرت وسط رفض الطرفين تحمل مسؤولية فشلها. وفي آذار/مارس، وافق مؤتمر للمانحين على مشروع مصنع لتحلية مياه البحر في غزة حيث تعد أكثر من 95 بالمئة من المياه غير صالحة للاستهلاك بسبب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية. -ثلاث حروب منذ 2008- في 27 كانون الاول/ديسمبر 2008، بدات اسرائيل عملية عسكرية جوية واسعة النطاق من اجل وضع حد لاطلاق الصواريخ تحت مسمى “الرصاص المصبوب”. قتل اكثر من 1440 فلسطينيا و 13 اسرائيليا في العملية التي انتهت في 18 كانون الثاني/يناير 2009. وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بدأ التصعيد العسكري عندما اغتالت اسرائيل قائد العمليات العسكرية في الجناح المسلح لحركة حماس احمد الجعبري. وادت العملية التي اطلقت عليها الدولة العبرية “عمود السحاب” واستمرت لثمانية ايام الى مقتل 177 فلسطينيا وستة اسرائيليين قبل هدنة برعاية مصر. وفي تموز/يوليو 2014، بدأت عملية “الجرف الصامد” على غزة وهدفت إلى وضع حد لإطلاق الصواريخ وتدمير انفاق التهريب في القطاع. واسفرت العملية عن مقتل 2251 شخصا من الجانب الفلسطيني و74 من الجانب الاسرائيلي.
مقالات ذات الصلة

اترك رد