قصيدة ( “الآن سيري” ) … الشاعر : أكثم حرب ( التيابي ) – الأردن …
العالم الآن – “الآن سيري”
الآنَ سِيري ، كَمَا قَد كُنتِ ، فالأَلمُ
وَلَّى ، فَيَا سَنَواتِ العُمرِ مَا النَّدَمُ ؟
قَد كُنتُ أَجفلُ مِنْ ذِكرى تُؤَرِّقُنِي
وَاليَومَ زَالَتْ ، فَلا ضَعفٌ ، ولا سَقَمُ
خَابَ الَّذي ظَنَّ جَهلًا أَنَّ فِيَّ أَسَىً
وَكُلُّ مَنْ سَبَقُوا بالأَمسِ قَد هُزِمُوا
وُكُلُّهمْ فِي سِجِلَّاتِ البِلَى كُتُبٌ
شَكَا حَمَاقَتَهمْ مِنْ قَهرهِ القَلَمُ
ضَلَّ الّذي ظَنَّ “حَربًا” طَيفَ بَارقةٍ
تَخبُو ، وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الجُرحَ يَلتَئمُ
وَمَنْ تَمَادَى ، وَخالَ السَّيفَ مَحضَ رَدَىً
يَأْتي كَما الحُلمِ أَطيافًا ، وَينصَرمُ
هَيهَاتَ ، إِنَّا إذا استَعديتَ سَاحَتنَا
لا شَكَّ تَخسرُ ، إذْ كُلُّ “الحُروبِ” دَمُ
القَابِضونَ عَلى جَمرٍ ، وجُذوتُهمْ
تَصلي الَّذينَ لَظى تَنُّورِها اقتحَمُوا
دِيسَتْ جِبَاهُهمُ ، وانفَضَّ سَامِرُهمْ
وَبانَ كِذْبُهُمُ في كُلِّ ما زَعمُوا
سِيري سِنيني ، فَوَقتي الآنَ مِنْ ذَهَبٍ
أَغلَقتُ بَابي ، فَلا عُربٌ ، ولا عَجَمُ
وَعِزَّةُ النَّفسِ أَمرٌ لَيسَ يُدركهُ
خَسِيسُ قَومٍ ، تَدَاعَتْ فَوقَهُ الأُمَمُ
الدَّهرُ يَومَانِ عِندَ النَّاسِ كُلّهمُ
إلَّا لِـ “حَربٍ” ، فَيَومٌ واحدٌ لَهُمُ !