إحتمالية التصعيد في سجون الإحتلال بسبب الإنتهاكات
العالم الآن – حذّر قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من أن الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية “متوترة وقد تشهد تصعيدا خلال الأيام المقبلة، جراء استمرار الانتهاكات بحق المعتقلين الفلسطينيين”.
وقال أبو بكر، في مقابلة مع الأناضول في مكتبه بمدينة رام الله، إن “السجون تشهد منذ مطلع العام الحالي، توترا كبيرا جراء استمرار مصلحة السجون بانتهاكات بحق المعتقلين، والتضييق عليهم”.
وأوضح أن المعتقلين الفلسطينيين حققوا على مدار السنوات الماضية إنجازات كبيرة لتحسين ظروف حياتهم داخل المعتقلات الإسرائيلية، مثل تلقي التعليم، ومشاهدة التلفاز، وإدخال الكتب، وغيرها من القضايا.
وأشار رئيس الهيئة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن مصلحة السجون شرعت بسحب هذه الإنجازات والتضييق على حياة المعتقلين، ومداهمة غرفهم بين الحين والآخر، والاعتداء عليهم بالضرب، ومعاقبة الكثير منهم بالعزل.
** توتر في سجن النقب الصحراوي
وذكر أن إدارة السجون الإسرائيلية عملت أيضا على تركيب أجهزة تشويش داخل المعتقلات، بزعم استخدام السجناء لهواتف نقالة.
وكشف أبو بكر أن أجهزة التشويش تشكل خطرا كبيرا على حياة السجناء كونها تصدر طنينا مزعجا، مشيرًا إلى وجود تخوفات طبية من أنها قد تسبب أمراض خطيرة للمعتقلين على المدى القريب والبعيد.
وأفاد بأن المعتقلين اعترضوا على تركيب أجهزة التشويش، ما تسبب بموجة توتر كبيرة ومواجهات بين المعتقلين والقوات الإسرائيلية داخل سجن النقب، جنوبي إسرائيل.
وبحسب، المسؤول الفلسطيني، فقد شهد سجن النقب الصحراوي قبل أيام، مواجهات وصفها المعتقلون الفلسطينيون بأنها “دامية”.
وقال: “محامي هيئة شؤون الأسرى نقل عن المعتقلين في سجن النقب، قبل عدة أيام، أن ساحة السجن تحولت إلى بركة من الدماء بعد تعرض المعتقلين للضرب المبرح من القوات الخاصة الإسرائيلية حيث أصيب عشرات منهم بجراح، ونقل 15 منهم للمستشفيات بسبب خطورة حالاتهم الصحية”.
ولفت أبو بكر إلى أن إدارة السجون الإسرائيلية عزلت أيضا عددا كبيرا من المعتقلين في زنازين انفرادية وسحبت منهم الأغطية والفراش.
وكشف عن أن مصلحة السجون تركت على مدار يومين متواصلين، نحو 140 معتقلا بلا أغطية أو فراش وكبلوهم على أسرة معدنية.
** تحذير من اندلاع مواجهات
وحذّر المسؤول من أن المعتقلين لن يقبلوا الصمت، متوقعًا بأن يتصاعد التوتر داخل السجون، فيما حذّر من احتمالية اندلاع مواجهات بين المعتقلين والقوات الإسرائيلية.
واتهم المسؤول الفلسطيني إسرائيل بالعمل على خلق حالة من عدم الاستقرار داخل السجون.
فيما دعا أبو بكر، المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لوقف “الانتهاكات وعمليات التنكيل الإسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين”.
وأشار أن المعتقلين لديهم الكثير من وسائل الاحتجاج (لم يذكرها) للتعبير عن رفضهم للانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.
ولا يستبعد أبو بكر، أن يخوض المعتقلون إضرابا مفتوحا عن الطعام خلال الأيام المقبلة، احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية بحقهم.
ومنذ مطلع 2019، تشهد السجون الإسرائيلية توترا، على خلفية إجراءات تتخذها مصلحة السجون بحق المعتقلين الفلسطينيين.
وتزايدت وتيرة التوتر في الأيام الماضية، إثر اقتحام قوات خاصة عددا من المعتقلات، والاعتداء على السجناء بالضرب والغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة العشرات، بحسب هيئة شؤون الأسرى.
** الإهمال الطبي
من ناحية أخرى، ذكر رئيس هيئة شؤون الأسرى، أن المعتقلين المرضى يعانون من أوضاع صحية صعبة.
وبين أن 18 معتقلا يقبعون بمستشفى سجن “الرملة”، وحالتهم الصحية حرجة للغاية، محذرا من احتمالية سقوط شهداء داخل المعتقلات بسبب سياسة الإهمال الطبي.
وقال: “المعتقلون المرضى في سجون الاحتلال لا يتلقون العلاج المناسب ويعيشون على الأدوية المسكنة فقط”.
** ورش عمل ومؤتمر دولي
ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أن هيئة شؤون الأسرى، ستنظم خلال الفترة المقبلة ورش عمل واجتماعات محلية ودولية للتعريف بقضية المعتقلين الفلسطينيين وظروف اعتقالهم.
ويعقد يوم 11 أبريل / نيسان الجاري اجتماعا عربيا بحضور مؤسسات دولية وعدد من الشخصيات الدبلوماسية العربية والدولية، في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، بهدف التعريف بقضية المعتقلين، بحسب “أبو بكر”.
ولفت إلى أن مؤتمرا دوليا سيعقد في بلجيكا يوم 27 أبريل / نيسان الجاري، لبحث قضايا المعتقلين الفلسطينيين.
ودعا أبو بكر إلى تفعيل التضامن المحلي والعربي والدولي مع المعتقلين الفلسطينيين، وتنظيم مسيرات ووقفات للتضامن معهم، خاصة في يوم “الأسير الفلسطيني” الموافق 17 أبريل من كل عام.
ويحيي الفلسطينيون في 17 أبريل من كل عام، يوم الأسير الفلسطيني، عبر فعاليات وأنشطة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبدأ الفلسطينيون بإحياء المناسبة عام 1974؛ حيث أقر المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير)، السابع عشر من أبريل من كل عام، يومًا وطنيا وعالميا لنصرة المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
ووفق إحصائيات رسمية، فقد وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى نحو 5700 معتقل، منهم 45 امرأة، و230 طفلا، و500 معتقل إداري، و1800 مريض من ضمنهم 700 بحاجة لعلاج دائم ومتابعة طبية.
” الأناضول “