موسكو تنفي دعمها لحفتر وجلسة طارئة بمجلس الأمن بشأن ليبيا الليلة
العالم الآن – صدّت قوات حكومة الوفاق الليبية الجمعة مقاتلين تابعين للمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية بدأوا هجوماً في محاولة للتقدم نحو العاصمة طرابلس. ما يثير مخاوف من إغراق البلاد في نزاع جديد.
وفي ظل هذا التصعيد، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً مساء الجمعة 5 أبريل (نيسان)، بناء على طلب بريطانيا لبحث التطورات في ليبيا، وذلك بعد دعوات دولية إلى ضبط النفس، كان آخرها من الكرملين الذي حذر من “حمام دم” جديد في ليبيا.
وتزامن التصعيد مع زيارة يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ليبيا، التقى خلالها رئيس الوزراء فايز السراج الخميس في طرابلس على أن يلتقي الجمعة المشير حفتر في شرق البلاد.
وبدأت القوات المسلحة بقيادة حفتر، الخميس، هجوماً بهدف السيطرة على طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق التي يترأسها السراج والمدعومة من المجتمع الدولي. وأمر السراج القوات التابعة للحكومة وحلفاءها من الفصائل بالتصدي للقوات المهاجمة.
وتقدم مقاتلو حفتر في اتجاه غرب البلاد، وسيطرت قوّات موالية له مساء الخميس على حاجز كوبري 27 العسكري الواقعة على بعد 27 كيلومتراً من البوابة الغربية لطرابلس، لكن قوات موالية للحكومة طردتهم فجر الجمعة بعد “اشتباك قصير، بحسب ما أفاد مصدر أمني في طرابلس”.
وأوضح المصدر أنه أُسرَ عشرات من مقاتلي حفتر ومصادرة آلياتهم. ونُشرت صور لهؤلاء الأسرى على مواقع التواصل الاجتماعي يجلسون ببزاتهم العسكرية على الأرض في مكان غير محدّد.
وقالت قوة حماية طرابلس، وهي تحالف فصائل في العاصمة الليبية مؤيدة حكومة الوفاق، إنها شاركت في استعادة الحاجز بعدما أعلنت الخميس أنها شنت هجوماً مضاداً لوقف تقدم مقاتلي حفتر.
تقدم حفتر
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، تتنازع سُلطتان الحكم في ليبيا الغارقة في الفوضى: حكومة الوفاق الوطني في الغرب التي يترأّسها فايز السّراج وشُكّلت نهاية العام 2015 في ضوء اتّفاقٍ رعته الأمم المتحدة، ومقرّها طرابلس، وسلطة موازية في الشرق تُسيطر عليها القوات المسلحة بقيادة حفتر.
وأمر حفتر قواته الخميس بـ”التقدم” في اتجاه طرابلس، واعداً في رسالة صوتية بتحييد المدنيين ومؤسسات الدولة والمواطنين الأجانب.
وكان المتحدّث باسم قوّات حفتر، اللواء أحمد المسماري، أعلن مساء الأربعاء الإعداد لهجوم هدفه “تطهير غرب” ليبيا “من الإرهابيّين والمرتزقة”.
وعلى الأثر، أمر السرّاج قوّاته بالاستعداد “لمواجهة أيّ تهديد”. وأعلنت فصائل من مدينة مصراتة (غرب) موالية لحكومة الوفاق استعدادها لوقف “الزّحف المشؤوم” لقوّات حفتر.
ودعت واشنطن وباريس ولندن وروما وأبوظبي الخميس “جميع الأطراف” الليبيين إلى احتواء “التوتر فوراً”.
كذلك، دعا غوتيريش إلى “وقف كل التحركات العسكرية (…) وضبط النفس والهدوء ونزع فتيل التصعيد سواء العسكري أو السياسي”، مؤكداً أن “لا حل عسكرياً في ليبيا ويجب أن يكون الحل سياسياً”.
ومن المقرر عقد مؤتمر وطني ترعاه الأمم المتحدة منتصف نيسان (أبريل) في غدامس (جنوب غرب) بهدف وضع “خريطة طريق” تلحظ خصوصاً إجراء انتخابات.
وأعلن الاتحاد الأفريقي في 31 مارس (آذار) أنه سيعقد في يوليو (تموز) في أديس أبابا مؤتمر “مصالحة” بين مختلف الأطراف الليبيين.
ولم تنجح الجهود الدبلوماسية في الأعوام الأخيرة في تحقيق اختراق فعلي من أجل حل سياسي.
ويرى جلال حرشاوي، الباحث في معهد كلينغنديل في لاهاي، أن “خطر التدهور يتصاعد”، معتبراً أن “السيطرة على طرابلس (…) تبقى احتمالاً” بالنسبة إلى حفتر المدعوم من دول عربية عدة، في إشارة خصوصاً إلى الإمارات ومصر والسعودية التي زارها نهاية مارس (آذار).
وإضافة إلى شرق البلاد، يُسيطر حفتر على أجزاء في الجنوب الليبي الذي يُعدّ منطقةً صحراوية واسعة ومهمّشة، وخصوصاً مدينة سبها وحقل الشرارة النفطي الكبير.
ونفت الرئاسة الروسية أن تكون تقدم الدعم إلى القائد العام للقوات المسلحة حفتر، محذّراً من “حمام دم” جديد في ليبيا.
ودعا إلى حل “سلمي وسياسي” للنزاع. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “نعتبر أن الأمر الأكثر أهمية هو ألا يؤدي أي عمل إلى حمام دم جديد” في ليبيا.
وفي تصريح لـ”اندبندنت عربية” قال عاطف بالرقيق، القيادي الميداني بالقوة، “إن وحدات من قوة حماية طرابلس تنتشر في الوقت الحالي في مناطق غرب طرابلس وتمكنت من السيطرة على عدد منها وطرد قوات حفتر”.
وكانت مجموعات مسلحة من مناطق الزهراء والحشان الواقعة على بعد أكثر من 40 كم، غرب طرابلس، قد أعلنت، ليل الخميس، ولاءها للقوات، بالتزامن مع تمكن القوات البحرية التابعة للجيش من إنزال بحري في مقر الأكاديمية البحرية قبل أن تتمكن من السيطرة على بوابة 27 كم غرب طرابلس المحاذية لمقر الأكاديمية.
لكن بالرقيق أوضح أن “قوة حماية طرابلس تمكنت من استعادة السيطرة على بوابة 27 كم، وتتجه حالياً إلى طرد المجموعات المسلحة بالزهراء والحشان بالتوازي مع ضرب حصار على مقر الأكاديمية البحرية التي انسحبت إليها القوة التي كانت تسيطر على بوابة 27 كم.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً وتعليقات تقول بسيطرة قوة حماية طرابلس على بوابة 27 كم.
وكان أُعلن قبل هذه المعلومات عن سيطرة القوّات المسلحة بقيادة حفتر، مساء الخميس على حاجز عسكري يقع على بعد 27 كيلومتراً من البوابة الغربية لطرابلس.
وأكّد اللواء عبد السلام الحاسي، آمر غرفة عمليّات المنطقة الغربية في القوّات المسلحة بقيادة حفتر، أنّ قواته سيطرت من دون قتال على الحاجز العسكري. وشاهد صحافي في فرانس برس ما لا يقلّ عن 15 شاحنة بيك- أب مسلّحة بمضادات للطائرات وعشرات الرجال بملابسهم العسكرية وهم يسيطرون على هذا الحاجز المعروف باسم “كوبري 27”.
في المقابل قالت قوة حماية طرابلس المؤلّفة من تحالف فصائل طرابلسية في منشور على صفحتها على موقع فيسبوك إنّها أطلقت عملية لوقف تقدّم قوات حفتر، من دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل.
وتسارعت التطورات العسكرية في ليبيا بعدما أمر حفتر الخميس قواته بالتقدم نحو العاصمة طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني المناوئة له، ما أثار قلقاً شديداً من تدهور الأوضاع العسكرية في هذا البلد المنقسم. وكان المتحدّث باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري أشار مساء الأربعاء إلى التحضير لهجوم “لتطهير غرب” ليبيا “من الإرهابيين والمرتزقة”، من دون أن يُحدّد الأهداف في شكل واضح.
وأمر رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج من جهته، القوّات المؤيّدة له بالاستعداد “لمواجهة أيّ تهديد”. وأعلنت فصائل من مدينة مصراتة (غرب) موالية لحكومة الوفاق الوطني، الخميس استعدادها لوقف “الزّحف المشؤوم” لقوّات حفتر. ويلتئم مجلس الأمن الجمعة في السابعة بتوقيت غرينتش، في جلسة طارئة بطلب من بريطانيا، للبحث في الأوضاع الليبية، حسب ما أفاد دبلوماسيون.
” إندبندنت عربية “