سلامة يؤكد على عقد المؤتمر الوطني في ليبيا وفي موعده
العالم الآن – قال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يوم السبت إن المنظمة عازمة على عقد المؤتمر الوطني بشأن الانتخابات المحتملة في موعده رغم تصاعد القتال مؤخرا في الصراع الدائر بالبلاد منذ ثمانية أعوام.وحذر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) من مواصلة هجومه على العاصمة طرابلس وتهديد الحكومة المعترف بها دوليا هناك. ودعا الوزراء حفتر لوقف الهجوم وإلا واجه تحركا دوليا.
وقال الجيش الوطني الليبي يوم الجمعة إن قواته تتقدم في الضواحي الجنوبية للعاصمة وسيطرت على المطار الدولي السابق.
وأدى هجوم الجيش الوطني الليبي، المتحالف مع حكومة موازية مقرها مدينة بنغازي في الشرق، إلى تصعيد الصراع على السلطة الذي أحدث انقسامات في البلد المنتج للنفط منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011.
وتسعى الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر في مدينة غدامس بجنوب غرب ليبيا من 14 إلى 16 أبريل نيسان لبحث الانتخابات باعتبارها سبيلا للخروج من فوضى التناحر بين الفصائل مما سمح بظهور المتشددين الإسلاميين في بعض المناطق.
وقال سلامة إنه يبذل جهودا مضنية لمنع خروج الأزمة الجديدة عن السيطرة. وأضاف ”عملنا لمدة عام لهذا المؤتمر الوطني، ولن نتخلى عن هذا العمل السياسي بسرعة“.وتابع قائلا ”نعلم أن عقد المؤتمر في هذا الوقت الصعب من تصعيد واقتتال أمر صعب. ولكن عازمون على عقده في وقته إلا إذا أرغمتنا الظروف على (عدم) القيام بذلك“.
وفي اجتماع لمجموعة السبع في فرنسا، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه ونظراءه اتفقوا على ضرورة الضغط على المسؤولين عن تصاعد القتال في ليبيا وخاصة حفتر.
وقال وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي إن على حفتر الإنصات إلى تحذيرات المجتمع الدولي ووقف الزحف نحو طرابلس وإلا ”سنرى ما يمكن عمله“.
- عوامل عدم الاستقرار
ترغب الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق على خارطة طريق للانتخابات لإنهاء الاضطراب الذي استمر طويلا في ليبيا التي تعد نقطة انطلاق للاجئين والمهاجرين الذين يصلون إليها من دول أفريقيا جنوب الصحراء بغية الوصول إلى أوروبا.
وفي القاهرة، استبعد وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم السبت حل الأزمة في ليبيا بالوسائل العسكرية، رغم أن انعدام الأمن هناك يعد مبعث قلق منذ وقت طويل.
وأضاف شكري في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نقله التلفزيون على الهواء ”مصر عززت منذ البداية الاتفاق السياسي كوسيلة للبعد عن أي حلول عسكرية على الساحة الليبية“.
وقال لافروف إن روسيا تريد أن تتوصل كل القوى السياسية الليبية إلى اتفاق فيما بينها، محذرا من التدخل الخارجي هناك.
ولم ترد تقارير عن قتال يذكر يوم السبت، بعد يوم من قول متحدث باسم الجيش الوطني الليبي وسكان إن قوات حفتر سيطرت على المطار الدولي السابق بطرابلس.
وقال الجيش الوطني الليبي إن مواقعه تعرضت لقصف جوي جنوبي طرابلس لكن لم يسقط ضحايا.
وغادر أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بعد اجتماع مع حفتر في محاولة لتفادي حرب أهلية واسعة النطاق.
وقال جوتيريش على تويتر ”أغادر ليبيا وقلبي مثقل بالهموم وأشعر بقلق عميق. ما زلت أتعشم أن يكون من الممكن تفادي حدوث مواجهة دامية في طرابلس والمناطق المحيطة“.
ويصور حفتر (75 عاما) نفسه على أنه عدو للتطرف الإسلامي لكن معارضيه يعتبرونه دكتاتورا جديدا على غرار القذافي.ونقلت قناة العربية عن حفتر قوله لجوتيريش إن العملية ستستمر حتى القضاء على الإرهاب.
وتمثل طرابلس الجائزة الكبرى لحكومة الشرق الموازية المتحالفة مع حفتر.
وفي 2014، جمع حفتر جنود القذافي السابقين وانتزع السيطرة على مدينة بنغازي في الشرق بعد ثلاث سنوات من القتال ثم سيطر هذا العام على الجنوب بما فيه من حقول نفط.
” رويترز “