ما حقيقة إرتداء صحفي إسرائيلي للزي السعودي بالرياض
العالم الآن – لم تمر زيارة أجراها صحفي يهودي مؤخرا إلى السعودية دون جلبة على مواقع التواصل الاجتماعي العربية، إذ أثارت ردود فعل غاضبة.
وكانت صحيفة “إسرائيل هيوم” قد نشرت تقريرا بعنوان ” في السعودية بالزي اليهودي والعباءة.”
وبحسب الصحيفة، فإن التقرير يصف كواليس زيارة قام بها “الصحفي الإسرائيلي يوسف زينيتش إلى المملكة بدءا من تقديم طلب الحصول على تأشيرة وحتى نهاية رحلته”.
واستنكر مغردون عرب تلك الزيارة، متسائلين عن الطريقة التي دخل بها الصحفي إلى السعودية، التي تمنع دخول الإسرائيليين إلى أراضيها.
وتداول مغردون عرب المقال بكثافة مرفقا بترجمة للعربية. وانقسموا إلى فريقين شكك أحدهما في المقال ووصفوه بالمفبرك، في حين تحدث آخرون عن دلالة هذه الزيارة، مرجحين أن الصحفي الإسرائيلي دخل إلى السعودية بجواز سفر أمريكي أو أوروبي.
فمن هو الصحفي الإسرائيلي يوسف زينيتش؟
يوسف زينيتش هو صحفي من اليهود الحريديم ويكتب في عدة مواقع عبرية من بينها صحيفة “إسرائيل هيوم”.
وفي بحث أجرته بي بي سي، توصلت إلى حساب على تويتر يحمل اسم الصحفي المذكور الذي نشر تغريدة أوضح فيها أنه ليس إسرائيليا وشكر متابعيه على تفاعلهم مع زيارته للسعودية متمنيا أن يعم السلام العالم.وقد كشف الصحفي في مقاله أسباب زيارته للسعودية، مبينا أنه أراد حضور مسابقة “الفورمولا ” التي أقيمت في الرياض قبل أشهر.
وبحسب ما جاء في التقرير، فإن الصحفي لم يحلم يوما زيارة السعودية، حتى صادف مقالا عن احتمال إصدار تأشيرات دخول إلى المملكة.
ويقول: “فهمت أن الحكومة السعودية أسست هيئة عامة للرياضة، لتنظيم أنشطة رياضية وثقافية بهدف جذب السياح. الحدث الأول كان سباق الجائزة الكبرى “فورمولا إي” الذي أقيم في ديسمبر/كانون الأول الماضي في منطقة الدرعية الأثرية شمال غربي الرياض.”
ويضيف الصحفي: “يحق للسياح الذين أعربوا عن اهتمامهم بالحدث الحصول على تأشيرة عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى زيارة القنصلية أو السفارة. وتم إصدار تأشيرة بمدة 30 يوما، تشترط على غير المسلمين عدم زيارة المدن الإسلامية المقدسة. وتسلمت التأشيرة مع تذكرة للسباق فقط”.
وتحدث الصحفي أنه سافر من إسرائيل إلى تركيا ومنها إلى الرياض.
ويردف:” في مكتب الخطوط السعودية في إسطنبول فحص ممثل شركة الطيران جواز سفري بعناية ثم سألني هل أنت من إسرائيل؟ فقلت ”لا أنا من الولايات المتحدة”، فتأكد من جواز السفر مرة أخرى وبدا غير مرتاح لقراءة اسمي اليهودي. وقال “شالوم يوسف زينيتش”، ثم سألني “يا يوسف، هل تسافر لمشاهدة الفورمولا؟” عندما أجابته بنعم، تمنى لي رحلة سعيدة”.
ولم ينس الصحفي الحديث عن إجراءات فحص حقائبه التي وصفها بلحظات الرعب.
واختتم الصحفي مقاله بالقول: “لقد تعلمت الكثير من المملكة العربية السعودية. فالناس ودودون للغاية، ولم أشعر بالتهديد “.
وعن تقارب العلاقات بين البلدين قال: “يبدو أننا نقترب من اليوم الذي سيصبح فيه هذا الحلم حقيقة”.
وقد ظهر الصحفي في مجموعة صور نشرها حساب “إسرائيل بالعربية” وهو يرتدي ملابس عربية تقليدية قال إنه اشتراها من السوق الأرمينية في القدس قبل سفره إلى الرياض.
وأعيد تداول التغريدة أكثر 200 مرة. وحازت على 300 إعجاب و أكثر من 400 تعليق.
وجاء رد مغردين عرب على المقال عبر تدوينات تؤكد رفضهم لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، معربين في الوقت ذاته عن احترامهم لجميع الأديان.
ومن المغردين من اعتبر زيارة زينيتش دليلا على “تطور العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بأصعب مراحلها.”
وعلق سعوديون على القصة بوصفها “مؤامرة خارجية تسعى إلى تشويه صورة المملكة التي لطالما دافعت عن القضية الفلسطينية “.
وحذروا من أن التساهل مع مثل هذه الرحلات ومن يساندها هو خطر يهدد القيم السعودية.
ورد المغرد بن هباس على تغريدة “إسرائيل بالعربية” قائلا” هذا الشخص وأمثاله دخلوا السعودية بجواز سفر دولة أجنبية، حيث أنه ممنوع أن يدخل شخص بجواز “إسرائيلي” إلى السعودية، كما أنه لا يوجد سفارة سعودية في إسرائيل لتصدر تأشيرة دخول من الأساس. #FakeNews.”
وشهدت مواقع التواصل العربية جدلا العام الماضي بعدما نشر مواطن إسرائيلي من أصل روسي يُدعى بن تسيون تشدنوفسكي صورة له من داخل المسجد النبوي في المدينة المنورة.
“BBC “