ولاية خامسة لنتنياهو وأغلبية يمينية في الكنيست

0 232

العالم الآن – أظهرت عملية الفرز يوم الأربعاء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمن الفوز بفترة جديدة في السلطة بعد أن منحته أحزاب اليمين المتطرف أغلبية برلمانية رغم المنافسة الشديدة بينه وبين خصمه الوسطي الرئيسي بيني جانتس.وأقر حزب أزرق أبيض المنافس الرئيسي لنتنياهو بالهزيمة.

ومع إحصاء أكثر من 97 بالمئة من الأصوات، يبدو أن حزب ليكود المحافظ بزعامة نتنياهو سيحشد ما يكفي من الدعم للسيطرة على 65 من مقاعد الكنيست المكون من 120 مقعدا وسيقع الاختيار على رئيس الوزراء لقيادة الحكومة الائتلافية المقبلة لولاية خامسة لم يسبقه إليها أحد.

وسيجري إحصاء أصوات الجنود التي أدلوا بها في القواعد العسكرية على مدى اليومين المقبلين.وقال نتنياهو إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي صوره على لافتاته الدعائية لإبراز علاقاتهما الوثيقة، أجرى اتصالا هاتفيا به وهنأه على انتخابه لفترة جديدة، موجها الشكر لحليفه الأمريكي على ”الدعم الهائل لإسرائيل“.

وكتب نتنياهو على تويتر أن ترامب اتصل به من على متن طائرة الرئاسة الأمريكية التي كانت متجهة إلى تكساس.

وأبلغ ترامب الصحفيين في البيت الأبيض بأن انتخاب نتنياهو لفترة جديدة عزز فرص السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال ترامب ”إنه حليف رائع وهو صديق. أود أن أهنئه على سباق جرى التخطيط له بعناية“.ويعمل فريق يقوده مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر على خطة سلام إسرائيلية فلسطينية، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها. ويقول الفلسطينيون الغاضبون مما يرونه انحيازا من جانب ترامب لإسرائيل إنها لن تكلل بالنجاح.

وكتب الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين على تويتر إنه سيبدأ الأسبوع المقبل الاجتماع مع الأحزاب السياسية التي فازت بمقاعد برلمانية ليعرف منها من تؤيد أن يصبح رئيس الوزراء.

وقال ريفلين إن الجلسات ستذاع على الهواء ”لضمان الشفافية“، ثم سيختار بعدها أحد قادة الأحزاب ليحاول تشكيل ائتلاف. وأمام المرشح 28 يوما للقيام بذلك، مع إمكانية تمديد الفترة لمدة أسبوعين إذا لزم الأمر.

واعتُبر السباق الانتخابي المحتدم استفتاء على شخصية نتنياهو وسجله في مواجهة اتهامات بالفساد. ويواجه رئيس الوزراء احتمال اتهامه في ثلاث قضايا للكسب غير المشروع لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفة.

وعلى الرغم من ذلك، حصد نتنياهو أربعة مقاعد إضافية مقارنة مع ائتلافه الحاكم المنتهية ولايته وذلك وفقا لكشف نشرته اللجنة المركزية للانتخابات للأحزاب التي حصلت على ما يكفي من الأصوات لدخول البرلمان.وقال نتنياهو (69 عاما) في كلمة وجهها لأنصاره المحتفلين في مقر ليكود في ساعة متأخرة من الليلة الماضية ”إنها ليلة انتصار ضخم“.

وردد الحشد هتاف ”إنه ساحر“ فيما أُطلقت الألعاب النارية وقبل نتنياهو زوجته سارة.

وأقر حزب أزرق أبيض المنافس الرئيسي لحزب نتنياهو يوم الأربعاء بالهزيمة في الانتخابات العامة.

وقال يائير لابيد الرجل الثاني في الحزب المنتمي لتيار الوسط والذي يتزعمه رئيس الأركان السابق جانتس في بيان تلفزيوني ”لم نفز في هذه الجولة. سنجعل حياة ليكود جحيما في المعارضة“ في إشارة إلى الحزب اليميني الذي يتزعمه نتنياهو.

وإذا ظل نتنياهو في القيادة فإنه سيصبح أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاء في السلطة في يوليو تموز ليتفوق بذلك على دافيد بن جوريون مؤسس الدولة. لكن هذا قد يفسد إذا واجه اتهامات جنائية وتمت الإطاحة به.

  • حصانة؟

سيتخذ قرار بشأن الاتهام بعد جلسة لإعادة النظر من المتوقع أن يدفع نتنياهو خلالها بضرورة الإبقاء عليه في سبيل المصلحة الوطنية. ويتوقع بعض المحللين السياسيين أنه قد يحاول إقرار قانون يمنحه الحصانة من المحاكمة بوصفه زعيما في السلطة.

خلال الحملة الانتخابية، تبادلت الأحزاب المتنافسة الاتهامات بالفساد وإذكاء التعصب والتراخي إزاء الأمن.

وسلط نتنياهو الضوء على علاقته الوثيقة بترامب، الذي أسعد الإسرائيليين وأثار غضب الفلسطينيين عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017 ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في مايو أيار الماضي.

وقبل أسبوعين من الانتخابات، وقع ترامب إعلانا، ونتنياهو بجانبه في البيت الأبيض، يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة التي انتُزعت من سوريا في حرب عام 1967.
وخلال السباق الانتخابي زاد نتنياهو قلق الفلسطينيين عندما وعد بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة إذا أعيد انتخابه.

واعتُبر وعد نتنياهو على نطاق واسع محاولة لجذب أصوات ناخبي تيار اليمين وليس تغييرا في السياسة. لكن بعد قرارات ترامب حيال القدس والجولان، قد يتجرأ رئيس الوزراء على الدعوة لضم المستوطنات في الضفة.

وتعليقا على الانتخابات الإسرائيلية قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ”صوت الإسرائيليون ببقاء الحال على ما هو عليه. قالوا لا للسلام ونعم للاحتلال“.

وانهارت آخر جولات محادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين عام 2014.

ومن المتوقع أن يعلن ترامب بعد الانتخابات عن خطة إدارته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط. وإذا تضمنت الخطة تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين فمن المرجح أن يعترض حلفاء نتنياهو المحتملون من اليمين المتطرف.
” رويترز “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد